الجميع يعلم أن أحد أسباب تفرعن الصهاينة على الفلسطينيين هو وجود أنظمة عربية ان لم نقل انها عميلة للصهاينة ولكن أقل ما يقال عنها أنها متخاذلة واستسلامية، والا فان الشعوب العربية والاسلامية مستعدة للتضحية بكل ما تمتلك من أجل تحرير فلسطين غير أن هذه الأنظمة لا تسمح بذلك
شارک :
في شهر ديسمبر من العام الماضي اجريت مقابلة مع المحامي البحريني محمد كاظم الشهابي الذي انضم الى قافلة الحرية لكسر الحصار عن غزة وقد نشرت الوكالة المقابلة بتاريخ ١٢ ديسمبر الماضي، وكنت قد سألت الشهابي عن هدفه من الانضمام الى القافلة وتركه لعائلته وأهله وعمله والتزاماته في بلده لأكثر من شهر من أجل نصرة المظلومين الفلسطينيين، فأكد لي أن هدفه هو التضامن مع الفلسطينيين ولكي أكتشف مدى صدقيته سألته الى أي مدى أنت مستعد لمواجهة الأخطار واحتمال تصدي القوات الصهيونية للقافلة، فأثار دهشتي عندما قال: كتبت وصيتي عندما قررت مغادرة البحرين والانضمام للقافلة.
لاشك أن خطوة الشهابي وقافلة الحرية وأسطول الحرية لم تكسر الحصار الذي يفرضه الكيان الصهيوني ضد أهلنا في غزة منذ نحو ٤ سنوات ولكن بالتأكيد أن هذه المبادرات وخاصة مبادرة أسطول الحرية بلورت رأيا عاما عالميا ضد الكيان الصهيوني وجعلت الحصار والجرائم التي يرتكبها الصهاينة ضد أهلنا في غزة في مقدمة نشرات الأخبار وعلى صدر الصحف والمجلات وحدث حراك سياسي دولي من أجل حل القضية الفلسطينية، والأهم من ذلك فان أهلنا في غزة شعروا أنهم ليسوا الوحيدون في محنتهم بل أن كافة المسلمين والأحرار والشرفاء في العالم معهم ويقفون الى جانبهم، ويشعرون بمعاناتهم.
ولو جئنا الى المنطق الاستكباري والصهيوني فانه طالما أعلن أن تصرفات حركة المقاومة الاسلامية حماس هي التي دفعت اسرائيل الى فرض حصار على أهالي غزة وساعدتها في ذلك بعض الدول، ووفقا لهذا المنطق فان أية خطوة لكسر الحصار عن المظلومين في غزة تصب أيضا لصالح الدفاع عن حماس وسياستها، وهذه ليست منّة على حماس أو الفلسطينيين وأنما مسؤولية يتحملها كل المسلمين ولا تقتصر هذه المسؤولية على التعاطف أو المساندة العملية وأنما لو سنحت الظروف فعلى المسلمين أن يقاتلوا الى جنب أخوانهم المسلمين اذا تعرضوا الى أي اعتداء.
الجميع يعلم أن أحد أسباب تفرعن الصهاينة على الفلسطينيين هو وجود أنظمة عربية ان لم نقل انها عميلة للصهاينة ولكن أقل ما يقال عنها أنها متخاذلة واستسلامية، والا فان الشعوب العربية والاسلامية مستعدة للتضحية بكل ما تمتلك من أجل تحرير فلسطين غير أن هذه الأنظمة لا تسمح بذلك، اليوم تشهد الدول العربية والاسلامية العديد من الثورات والانتفاضات وبعضها تخلص من حكوماته المستبدة والبعض الآخر يواصل انتفاضته ضد هذه الحكومات، ومع أن نظام معمر القذافي لا يوفر سلاحا الا استخدمه ضد الثوار الليبيين الا أن أنظمة آل خليفة وآل سعود و...و... لا تقل شراسة ووحشية في قمع الثوار عن القذافي، واذا كان الثوار الليبيون يمتلكون الأسلحة في الدفاع عن أنفسهم كما أن القوات الدولية تدعمهم بصورة غير مباشرة الا أن البحرينيين والسعودييين واليمنيين عزل يواجهون قمع السلطات الحاكمة بصدور عارية.
مما يستوجب من كافة المسلمين وخاصة الحركات الاسلامية التي تتمتع بشعبية واسعة نتيجة مقاومتها ورفضها للظلم والطغيان أن تدافع عن سائر المظلومين وتتبنى قضيتهم، ولكن للأسف التزمت بعض الحركات الاسلامية ومن بينها حركة حماس التي تعد احدى أبرز حركات الجهاد والمقاومة الصمت تجاه ما يجري في البحرين، وكأنها لاتأبه عن ما تروجه الحكومتان البحرينية والسعودية من أن ما يجري في البحرين مجرد أن مجموعة من الشيعة تريد أسقاط النظام السني.
وسبق أن قلت في مقال سابق أن انتصار الثورات الشعبية سيعجل في حل القضية الفلسطينية لأن الأنظمة التي تنبثق من الثورات الشعبية سوف ترفض التفرعن والتطاول الصهيوني وتشكل عامل تهديد للصهاينة، وبالتالي ليعلم الفلسطينيون أن موقفهم المساند للبحرينيين انما يخدم مصالحهم وقضيتهم أيضا ولا يصب لصالح البحرينيين وحسب.