تاريخ النشر2024 20 August ساعة 16:06
رقم : 647021
في ذكرى احراق المسجد الاقصى في ذكرى احراق المسجد الاقصى؛

حديث التقريب.. الاقصى لا يزال يستصرخنا

المسجد الأقصى لايزال يتعرض لألوان الانتهاكات، والأرض المباركة حوله لا تزال تنتهك فيها الحرمات، والاستصراخ قائم ينادي هل من مغيث يغيثنا، هل من ذاب عن حُرَم رسول الله يدافع عنّا؛ لقد لبّى النداء من لبّى وأدى عليه ما أدّى، ولكن صوت الاستصراخ يجب أن يصك أسماع الذين هم في سكرتهم غافلون، ويوقظ الذين لا يزالون يلوذون بالعدوّ ليبقيهم يعيشون ولو أذلاء خاضعين.
حديث التقريب.. الاقصى لا يزال يستصرخنا
قبل خمسة وخمسين عامًا شبّ حريق في المسجد الأقصى، برّره الصهاينة بأنه من عمل متعصّب اسرائيلي، وتبين بعد ذلك بأنه عمل صهيوني إرهابي مدبّر للاعتداء على مقدسات المسلمين، ولمعرفة ما يمكن أن يكون لهذا العمل من ردّة فعل، في عالم الإسلام.

في ذلك الوقت، دخل زعماء العالم الإسلامي في موقف حرج تجاه شعوبهم الساخطة على هذا الانتهاك الاجرامي، فتنادوا لإقامة «مؤتمر» في الرباط، أسفر عن «إدانات» وتمخّض عن اعلان تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي التي سميت فيما بعد منظمة التعاون الإسلامي.

لقد استصرخ الأقصى وأهل الأقصى يومها جميع المسلمين فهبّوا في مظاهرات عمّت العالم الإسلامي، وجمعت المسلمين بمختلف مذاهبهم في هذه الهبّة التاريخية، مما دفع بزعمائهم إلى إقامة مؤتمر موسّع وتأسيس منظمة لاتزال تلفظ أنفاسها بصعوبة طبعًا.

ما كان من المتوقع على المستوى الرسمي اكثر من ذلك، ولكن على المستوى الشعبي فقد أدت الشعوب ما عليها قَدَر وسُعها من موقف مشرّف تجاه الجريمة.

لقد أدركت الشعوب يومذاك أن جريمة الأحراق لم تكن متجهة الى المسجد الأقصى بقدر ماهي متوجهة الى جميع المسلمين، لأن العدوان على أولى القبلتين وثالث الحرمين هو عدوان على المسلمين بأجمعهم بل عدوان على كل أتباع الأديان الإلهية وعلى جيع الشعوب المحبة للسلام.

تواصلُ العدوان منذ ذلك الحين حتى يومنا هذا على المسجد الأقصى وعلى الأرض المباركة التي حوله هو استمرار لجريمة إحراق المسجد، مع اختلاف في ردّ الفعل على ما تتعرض له القدس ومسجدها في ظروفنا الراهنة.

لقد أيقنت الشعوب أن السبيل الى إنقاذ القدس والأقصى ليس بعقد المؤتمرات وتأسيس المنظمات بل بالمقاومة بكل ما لديها من قوة.

المقاومة الاعلامية والثقافية والسياسية والعسكرية، ومن فضل الله سبحانه أن برزت دول محور المقاومة، ومنظمة علماء المقاومة، وارتفع صوت أدب المقاومة، ودخلت في الساحة فنون المقاومة، وبل تحولت المقاومة الى ثقافة عامة تشمل المفكرين والعلماء والفنانين والمقاتلين والشعوب الصامدة القابضة على الجمر تحت قصف العدو الصهيوني وعمليات الابادة الجماعية وإهلاك الحرث والنسل.

ومن فضل الله سبحانه أن ارتفعت أصوات إدانة الابادة الجماعية لشعب فلسطين وغزّة خاصة في جميع أرجاء العالم بما في ذلك الجامعات الأوربية ومراكز الدراسات الجامعية في أمريكا وبريطانيا وفرنسا و.. غيرها من البلدان التي تساند حكوماتها العدوّ الصهيوني.

ومن المؤسف أن هناك من البلدان التي يجب أن تكون في مقدمة تلبية المظلومية في غزّة تقف في إعلامها وفي مواقفها الرسمية إما «محايدة»! وإما أنها تركن الى الذين ظلموا.

المسجد الأقصى لايزال يتعرض لألوان الانتهاكات، والأرض المباركة حوله لا تزال تنتهك فيها الحرمات، والاستصراخ قائم ينادي هل من مغيث يغيثنا، هل من ذاب عن حُرَم رسول الله يدافع عنّا؛ لقد لبّى النداء من لبّى وأدى عليه ما أدّى، ولكن صوت الاستصراخ يجب أن يصك أسماع الذين هم في سكرتهم غافلون، ويوقظ الذين لا يزالون يلوذون بالعدوّ ليبقيهم يعيشون ولو أذلاء خاضعين.

الاستجابة لنداء الاقصى والقدس هي التي تستطيع أن تجعل منا أمة واحدة عزيزة كريمة، فإلى تلبية نداء الأقصى سنة وشيعة، ومسلمين وغير مسلمين للتخلص من حالة الذل والهوان.

لابد من موقف يرهب أعداء الإنسانية وإلاّ فإنهم سوف يتمادون في غيّهم ويواصلون عدوانهم، ولا بأس أن نتذكر قول جولدا مايير بعد حريق المسجد الأقصى: «لم أنم طوال الليل كنت خائفة من أن يدخل العرب اسرائيل أفواجًا من كل مكان، ولكن عندما أشرقت شمس اليوم التالي علمت أن باستطاعتنا أن نفعل أي شيء نريده»؟! غير أن مايجري اليوم على الساحة الفلسطينية يؤكد أن عامنا الراهن ليس كعام 219 (برزت على هذه الساحة ما يؤكد أن العدو الصهيوني ليس بقادر أن يفعل أي شيء يريده».

فللشعب الفلسطيني شعب عظيم من ايمانه ومن صموده ومن محور المقاومة، والله ولي المؤمنين.

المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية/
الشؤون الدولية 
https://taghribnews.com/vdcj8aemvuqexyz.3ffu.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز