أرسى التفجير الإرهابي في مقر مركز الأمن القومي السوري والذي أدى إلى إستشهاد باقة من القيادات السياسية والعسكرية من الصف الأول مفهوماً جديداً للأزمة السورية مفاده أن ما بعد تفجير مركز الامن القومي ليس كما قبله.
شارک :
مرحلة جديدة دخلتها البلاد مع إنتقال القرار السياسي الدولي والعربي إلى خطة جديدة تقوم على إستهداف القيادات العسكرية والسياسية بعد أن فشلت كل محاولاتهم إلى إضعاف الدولة السورية عبر تمويل ودعم المسلحين الإرهابيين وشن حرب إعلامية تضليلية وصولاً إلى إرتكاب أفظع جرائم الإنسانية.
الضربة التي لا تكسر الظهر تقويه: على الرغم من الضربة المؤلمة التي تلقتها سوريا بفقدان أهم قيادييها، إلا أن الضربة التي لا تكسر الظهر تقويه، وبالفعل فإن قيام الإرهابيين بغض النظر عن هويتهم بتفجير مركز الأمن القوي قد أعطى دفعاً جديداً للدولة وللجيش السوري بالضرب بيد من حديد والإنتقال من حالة إحتواء الأزمة بأقل الخسائر إلى حالة الدفاع المستميت عن الشعب والوطن.
وإذ كشفت عملية الإجرام الأخيرة بما لا يقبل لاشك أن سوريا تواجه حرباً ضد معظم دول العالم على خلفية مواقفها الممانعة والمقاومة، يحاول الغرب لملمة أذيال فشله بالإلتفاف على مجلس الأمن والبحث – عبثاً – عن مخرج آخر لا يصتدم بحائط الفيتو الروسي الصيني المنيع.
مجلس الأمن يمدد لبعثة المراقبين الدوليين دون أي شروط: بعد أن أسقطت موسكو وبكين أمس في مجلس الامن قرار المشروع الغربي المؤيد لتدخل عسكري في سوريا بإستخدام الفيتو للمرة الثالثة على التوالي، توصل المجلس إلى تبني إقتراح باكستاني بإجراء تعديل على القرار الغربي توافق عليه موسكو.
وبذلك أقر مجلس الأمن تمديد عمل بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا لمدة ثلاثين يوماً من دون أن يلحظ أي عقوبات أو تدخل أجنبي في حلّ الأزمة السورية.
رايس تنعى القرار الغربي وتعلن زيادة الدعم الأميركي للمسلحين: وفي مقابل فشل الغرب في إيجاد مخرج يتماشى وأهواءه في مجلس الأمن، نعت المبعوثة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس القرار الغربي مؤكدة على المضي قدماً بدعم المعارضين السوريين والإلتفاف على المجلس بالقول "سنزيد من عملنا مع مجموعة متنوعة من الشركاء من خارج مجلس الأمن للضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد ولتوصيل المساعدات إلى من يحتاجونها".
روسيا تردّ على تصريحات رايس وتعتبرها مثيرة جداً للقلق: وردّاً على تصريحات رايس الخطيرة، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدول الغربية من القيام بأي تحرك ضد النظام السوري خارج إطار مجلس الامن الدولي.
وفيما حذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش من تصريحات رايس بالقول " إذا ما دخلت هذه التصريحات و الخطط في إطار سياسة فعلية فأعتقد أن هذه إشارة مثيرة للقلق جدا جدا بالنسبة لنا جميعاً "، وصف نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف موقف الولايات المتحدة من الملف السوري بأنه "موقف منافق إذ إنها لم تتخذ أي إجراء سوى حث المعارضة على إقامة اتصالات مع الحكومة السورية".
السفارة الروسية في فرنسا تكذب ما قيل عن سفيرها حول تنحي الأسد في سياق متصل، أكد المتحدث باسم السفارة الروسية في فرنسا سيرغي بارينوف أن ما قيل عن تصريح السفير الروسي في باريس ألكسندر أورلوف "بأن الرئيس السوري وافق على التنحي هي عارٌ على الصحة وقد تم تحريفها من سياق تصريحه.
وإذ أوضح بارينوف بالقول "هذه الجملة تم انتشالها من السياق"،أضاف " لم يكن هذا تعبيراً عن موقف.. ولم يكن تصريحاً على أساس معلومات نظرا لوجود بعض التفسيرات على ان السفير الروسي في فرنسا لديه معلومات خاصة حول استعداد الاسد للتنحي لا شيء من هذا القبيل".
مندوب الصين لدى الأمم المتحدة: عاد مجلس الأمن إلى مساره الصحيح بدوره، رأى مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة لي باو دونغ في مؤتمر صحفي أن "القرار الذي إتخذه مجلس الأمن اليوم بخصوص تمديد مهمة المراقبين الدوليين تطور إيجابي"، مؤكداً أن "مجلس الأمن عاد إلى المسار الصحيح في إشارة واضحة لدعم خطة مبعوث الأمم المتحدة كوفي أنان لحل الأزمة في سوريا".
وأعرب باو دونغ عن أمل بلاده في أن تتفهم القوى في المنطقة أهمية العملية السياسية والاستقرار في سورية وأن تدرك مدى أهمية ذلك على الاستقرار في المنطقة، مؤكداً أن "مستقبل سوريا يجب أن يكتبه السوريون بأنفسهم".
مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة: قرار مجلس الأمن مقتضب ومتوازن كذلك وصف مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في مؤتمر صحفي مماثل قرار مجلس الأمن بالمقتضب والمتوازن وقال "نحن مرتاحون جداً لأن القرار يعتبر متوازنا ونثمن الدور الذي تلعبه بعثة المراقبين الدوليين في سورية".
كما لفت تشوركين إلى أن القرار يشير إلى إمكانية التمديد مرة أخرى للبعثة بعد إنقضاء مدة الشهر في حال توفرت شروط الأمن والسلام الضرورية لعملها على الأرض، لافتاً إلى أن "هذا القرار يشير إلى أن الاعتماد والاستناد على المنطق يمكن مجلس الأمن من اتخاذ قرارات مهمة".
صحيفة الشعب الصينية:الغرب كان يريد استغلال مجلس الأمن للحصول على ضوء أخضر للتدخل عسكريا ضد سورية من جهتها، أكدت صحيفة الشعب الصينية الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني أن "مشروع القرار الذي أحبطته روسيا والصين في مجلس الأمن أمس باستخدامهما حق النقض الفيتو كان يهدف الى استغلال مجلس الأمن للحصول على ضوء أخضر للتدخل العسكري في سورية كما حصل في ليبيا سابقاً".
ولفتت الصحيفة الصينية في مقال إلى أن" الصين ترفض تذرع الغرب بما تسميه حماية المدنيين من أجل التدخل في شؤون البلدان الاخرى وتغيير أنظمتها بالقوة لأن من شأن ذلك إضفاء طابع عسكري على العلاقات الدولية والاساءة بشكل خطير الى البلدان المعنية بالتدخل الغربي".