تاريخ النشر2012 15 August ساعة 12:04
رقم : 105851

طرف يسعى للحل السلمي وآخر يقوم بالتسليح..

تنا - بيروت
سوريا والقمة الاسلامية والسعي للحل. تركيا واميركا يسعيان للحظر على سوريا، روسيا تؤكد ان المخابرات الاميركية والتركية تؤجج النزاع.
طرف يسعى للحل السلمي وآخر يقوم بالتسليح..
عُلّقت عضوية سوريا اليوم في "منظمة التعاون الاسلامي"، التي تبدأ اليوم جلسات قمتها الاسلامية، على الرغم من معارضة الجمهورية الاسلامية الايرانية لهذا الامر. من جهة أخرى، الغرب لا يزال يدعم المسلحين والارهابين في سوريا، وقادته يصرّحون عن الامر علانية. في حين أن روسيا تحذّر من التسليح الذي تدعمه تركيا واميركا ومن معها، وترى أن لمخابراتهما دوراً فاعلاً في تأجيج النزاع في سوريا.

من هنا، أعلن الأمين العام لـ"منظمة التعاون الإسلامي" اكمال الدين احسان اوغلو أن المشاركين في الاجتماع الوزاري التمهيدي الذي عُقد امس، "أوصوا بتعليق عضوية سورية في المنظمة رغم معارضة ايران". مشيراً الى انه "تم اعتماد القرار بالتوافق بالأغلبية المطلقة"، مضيفاً أنه "سوف يتم البت في هذا القرار من قبل القادة" في القمة.

بالمقابل، أعلن وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي أن بلاده تعارض تعليق عضوية سورية في هذه المنظمة، مشيراً الى ان ايران "تعارض بوضوح تعليق عضوية أي دولة أو منظمة". 

وأضاف صالحي ان "كل دولة اسلامية، خاصة الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي يجب
ان تتعاون لحل هذه الازمة بطريقة تساعد على تحقيق السلام والامن والاستقرار في المنطقة". 

في سياق آخر، أعلنت الولايات المتحدة انها "لا تستبعد اي فرضية لضمان تنحي الرئيس السوري بشار الاسد في وقت سرت شائعات عن امكان اعلان منطقة حظر جوي في سوريا".

وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان "الرئيس وفريقه لا يستبعدون اي فرضية في وقت نحاول ايجاد حل لانتقال سياسي (في سوريا) مع جميع شركائنا والشعب السوري"، مشدّداً على ان "المقاربة الحالية للولايات المتحدة التي تقوم على مساعدة المعارضين بوسائل غير عسكرية وفرض عقوبات اقتصادية تشكل ضغطا على نظام الاسد".

من جهة ثانية، علّقت وسائل الإعلام على زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى تركيا عبر "وصفها بغموض غريب ناجم عن عدم تسريب معلومات حول ما بحثته كلينتون بزيارتها التي كانت مخصصة بالكامل للشأن السوري والأزمة التي تعيشها البلاد خصوصاً في ظل الوضع المتأزم ميدانياً في حلب ومناطق أخرى من البلاد".

واوضحت صحيفة "القدس العربي" في معرض تعليقها على الزيارة، أن المعلومات التي تسربت عن مهمة السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية في استانبول ولقائها مع السيد احمد داوود اوغلو نظيرها التركي قليلة، لافتةً الى أن "ما رشح من معلومات وردت في التصريحات العلنية حول التنسيق الامني لمساعدة المعارضة السورية المسلحة بعد معركة حلب لا يمكن ان يخفي حالة الاحباط في صفوف الجانبين، التركي والامريكي، لصمود النظام طوال هذه الفترة ونجاحه في تحقيق مكاسب
على الارض في حلب".

كما لفتت "القدس العربي" الى ان الاستراتيجية الامريكية المتبعة في سورية تتمحور حول كيفية استنزاف النظام السوري وبما يعجل في اسقاطه، مشيرةً الى ان هذه الاستراتيجية لم تعط كل ثمارها بعد حوالي ١٨ شهرا من انطلاقة شرارة الثورة السلمية السورية التي تحولت الى ثورة مسلحة.

الى ذلك، تطرقت الصحيفة الى الخوف التركي من الأكراد، اضافةً الى الانشقاقات التي حدثت، مبينةً الحديث التركي الاميركي عن مناطق عازلة وحظر جوي في سوريا.

في السياق، حذّر وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا من "وقوع "خسائرعرضية شديدة" محتملة جراء فرض منطقة حظر طيران لأن أنظمة الدفاع الجوي السورية تقع في مناطق سكنية". 

بدوره، حذّر رئيس هيئة الاركان المشتركة للجيش الامريكي الجنرال مارتن ديمبسي من أن لدى سورية لديها أنظمة دفاع جوي أكثر تطوراً من تلك التي كانت في ليبيا.

بالمقابل، أكد أمين حزب العمل الشيوعي الروسي ألكسندر باتوف أن المخابرات الأمريكية والتركية تلعب دوراً كبيراً في تأجيج النزاع في سورية، قائلاً: "بات واضحا للجميع دور الدول الغربية في زيادة تمويل المجموعات المسلحة التي تقوم بأعمال القتل والعنف في البلاد وتواجد معسكرات التدريب لهم في تركيا خير دليل على ذلك".

وأوضح باتوف في حديث لقناة (روسيا اليوم) أن الجيش العربي السوري سيقضي على المجموعات
الإرهابية إذا بقيت الأمور على حالها وستستقر الأوضاع أكثر وسيتغير السيناريو ولكن الدول الغربية ستسعى في هذه الحالة إلى تطبيق السيناريو الليبي من خلال القصف والتدخل المباشر عبر تركيا للحيلولة دون هذا التحسن، مضيفاً "أن المعارضة السورية تخضع للدول الغربية وتنفذ أوامرها ولا يهمها مصير الشعب السوري كما تدعي في حين تركز هذه الدول جهودها على توحيد صفوف المعارضة".

كما شدّد باتوف على أن وسائل الإعلام العالمية التي كانت "تحمّل الحكومة السورية مسؤولية ما يحدث تعتم على جرائم وانتهاكات المعارضة المسلحة في سورية"، لافتاً الى أن هذا أدى إلى "غياب الموضوعية وعلى الرغم من ذلك نجحت الحكومة السورية بشكل كبير في اختراق هذا الحصار الإعلامي واشنطن لا تستبعد أي فرضية لضمان تنحي الأسد". 

في غضون ذلك، نقلت مصادر إعلامية عن السفير السوري في طهران حامد حسن، انه اعلن "أنَّ الحكومة السورية سترحّب بالحوار مع المعارضة لإنهاء الصراع المسلح بين قوات النظام والمعارضة منذ شهور".
 
كما نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية امس، عن حسن قوله :"إنَّ حكومة الرئيس بشار الأسد ترحِّب بإجراء مباحثات منطقية مع أطراف المعارضة في سوريا، مضيفا الشرط الوحيد هو أن تتم هذه المباحثات تحت إشراف الرئيس".
 
تجدر الاشارة الى أن القمة الاسلامية بدأت أعمالها اليوم وستستمر على مدى يومين للتباحث في الاوضاع الاسلامية، وخاصة ان في اولوياتها الوضع في سوريا.
https://taghribnews.com/vdcjiievvuqeyoz.3ffu.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز