مؤتمراً (دور العلماء والدعاة في ضبط الخطاب الديني ووحدة الأمة)
المؤتمر اكد على ضرورة التجديد في الخطاب الديني والابتعاد عن الخطاب والسلوك المتطرف وترويج الخرافة والتطبيق العملي لثقافة التقريب ونشره بين عامة الناس .
أقامت وزارة الأوقاف في الجمهورية العربية السورية مؤتمراً تحت عنوان (دور العلماء والدعاة في ضبط الخطاب الديني ووحدة الأمة) وذلك يومي الأحد والاثنين ٢٤-٢٥\١٠\٢٠١٠ في قصر الأمويين للمؤتمرات في دمشق . حضر الجلسة الافتتاحية التي بدأت الساعة ١٢ من ظهر الأحد فضيلة السيد الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف وسماحة الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون مفتي الديار السورية وسماحة آية الله الشيخ محمد علي التسخيري الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية وسماحة آية الله السيد مجتبى الحسيني ممثل ولي أمر المسلمين آية الله السيد علي الخامنئي في سوريا وسماحة حجة الاسلام محمد حسن أختري الأمين العام للمجمع العالمي لآل البيت (ع) بدمشق وسماحة الدكتور علي جمعة محمد مفتي الديار المصرية وسماحة حجة الإسلام الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله في لبنان والأستاذ الدكتور عاكف آيدن نائب رئيس الشؤون الدينية في الجمهورية التركية وسفير المملكة العربية السعودية في دمشق وعدد كبير جداً من السادة العلماء من سوريا وإيران ومصر ولبنان وفلسطين وتركيا وحشد كبير من المفكرين .
البطريرك زكا الاول عيواص بدأت الجلسة بتلاوة عطرة لآيات من الذكر الحكيم ثم توالى الخطباء على تلاوة كلماتهم ، في البداية ألقى غبطة البطريرك زكا الأول عيواص بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثذوكس رئيس الكنيسة السريانية في العالم، كلمة أشاد فيها بالمؤتمر والوحدة الوطنية بين مختلف الأديان والمذاهب في سوريا وقال :لقد تعاونا عبر العصور والأجيال على نشر الحضارة العربية التي ساهمت على تقدم العالم وإزدهاره وواجهنا الأخطار معاً لأنها تستهدف الشعب كله ولا تفرق بين ديانة وأخرى .
محمد علي التسخيري بعدها ألقى سماحة آية الله الشيخ محمد علي التسخيري كلمة ركز فيها على اهمية القران وتعاليمه والتخلق باخلاق القران كعنصر مهم لمواجهة الاعداء واحباط مؤامراتهم ، مستشهدا بحديث لام المؤمنين عائشة (رض) بان النبي (ص) كان خلقه القران ، وهذا الإمام علي (ع) أوصى ابنائه من الأئمة (ع) وقال ليكن لسانكم القرآن وسمعكم القرآن . كما اشار في كلمته الى قول العلامة الراحل آية الله السيد محمد حسين فضل الله ،الذي اكد فيها بأن يكون خطابنا منطقي، عملي ، موضوعي، متوازن ، يوازن بين الدنيا والآخرة وبين الترغيب والتهذيب، ويجب أن يبتعد عن الخرافات . والخطاب الإسلامي يجب أن يكون محبباً وليس مسيئاً جارحاً حتى للكفار ، فالخطاب الجارح يستغله أعداء الأمة .
محمد سعيد رمضان البوطي بعدها ألقى الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي المشرف على الحلقات العلمية في جامع بني أمية الكبير بدمشق كلمة قائلاً : أفتتح كلمتي بقول الإمام علي (ع) على المؤمن أن يكون قائماً لشأنه مبصراً لزمانه ، فالأعداء يمارسون الغزو الفكري للإسلام بمؤسساته وإستعمال مختلف الوسائل لبث الفرقة والفتنة بين المسلمين ، بل بين الأشقاء عموماُ ، وحسب وصية الإمام علي(ع) علينا أن نتبصر أمورنا ولا نسمح للأعداء التسلل بيننا ، فالغرب يرى في الإسلام خطراً على وجوده وكيانه وهذا ما نشرته الوثائق الغربية والتي توصي بتحقيق أكبر قدر من المشاكل بين المسلمين مشدداً على أن الإختلاف لم يكن سبب للإنشقاق فيما بينهم لأنه ينبع من الفكر والعقل المتحرر من العصبيات منبعثاً من القناعات الفكرية والإجتهادات العلمية وبهذا لا يستطيع أصحاب الخطط والمؤامرات الدنيئة أن ينالوا منا إلى مكروه . كما ان يكون حسن الحظ كعنصر اساسي للتواصل مع الاخر .
كميل منصر بعدها ألقى الأستاذ كميل منصر وهو باحث إجتماعي من السويداء كلمة عدد فيها المخاطر التي تهدد الأمة ومحاولات الهيمنة التي يقوم بها أعدائها للسيطرة على منابع القدرة والخيرات في المنطقة مؤكداً أن السبيل لإفشال مخططات الأعداء هي الوحدة والتكاتف والتآزر فيما بننا . بعدها ألقى الأستاذ عاكف آيدن كلمة قال فيها إن الإختلافات الفكرية تعتبر ثروة ولا يجب أن تتحول إلى مشاكل فالتصادم يؤدي إلى التفرقة لذلك علينا الإلتزام بتعاليم الإسلام الحنيف في التوادد والتحابب فيما بيننا .
نعيم قاسم بعدها جاء دور سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ نعيم قاسم في إلقاء كلمته مشدداً على مسؤولية العلماء الدعاة إلى الحق والوحدة والتعاون قائلا إن الوحدة هي الطريق وهي المسار وكل ما عداها هي زيف وإنحراف والتطبيق هو المعيار وليس الكلام والخطب الرنانة، والأمثلة على ذلك ١- ما قام به الإمام الخميني الذي أختارأسبوعاً للوحدة ١٢-١٧ ربيع الأول مولد للنبي الأكرم(ص) ٢-وهو الذي أفتى ببطلان صلاة الجماعة في الحج إلا في المساجد المشرفة حيث أئمتها من العلماء السنة ٣- فتوى القائد السيد الخامنئي الشجاعة والجريئة والتي تحرم التعرض لرموز المسلمين من السنة والشيعة وأمهات المؤمنين (رض). ٤- دعم الرئيس بشار الأسد للمقاومة داعياً إلى تبني المواقف السياسية والتي تجمع ولا تفرق.
الموسوي ثم جاء دور السيد أحمد الموسوي سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدمشق حيث تحدث عن أهمية الخطاب الديني ،وعلى علماء الدين التعرف على مكامن الخلل لتفويت الفرصة على المتآمرين والتشديد على الوحدة الإسلامية باعتبارها ضرورة ملحة .
علي جمعة بعدها ألقى سماحة العلامة الأستاذ علي جمعة محمد مفتي الديار المصرية كلمة أكد على ضرورة تحويل هذه المؤتمرات الى واقع عملي لان الوحدة الاسلامية فرض من فروض الدين ، وبين أن النبي (ص) علم أمته سعة الصدر والتسامح وأن الرفق مادخل شيئاًَ إلا زانه وما خرج من شيء إلا شانه ، ودعا العلماء أن ينزلوا إلى الشارع لنشر ثقافة التقريب بين عامة الناس وان يكون خطابهم على اساس المشتركات كعامل مهم ومؤثر لدرء الفتن .
احمد بدر الدين حسون بعد ذلك ألقى سماحة المفتي العام لسوريا الدكتور الشيخ أحمد بدر الدين حسون كلمته التي أشار فيها الى أن المؤتمر يجمع بين الإنسان والكلمة شارحاً فيها دور الكلمة في حياة الإنسان ، وعلينا أن نتحقق من الكلمة ثم ندققها و نرققها وبعدها ننمق الكلمة وأخيراً نزوقها وبهذا نقدم خطاباً متوازناً يهدي للتي هي أحسن .
عبد الستار السيد وزير الاوقاف " واما الاعلام الغربي فيحاول رسم صورة نمطية سوداوية عن الاسلام وانه دين تخلف وجهل " هذا ما جاء في كلمة الدكتور عبد الستار السيد وزير الاوقاف السوري مشيرا الى ان الخطاب المنفلت يعطي ذريعة للعدو للتهجم على الاسلام لتحريض ابناء الدين الواحد على الاخر . وحذر الوزير السيد من محاولات زرع الفتنة من قبل أعداء الأمة وبث الفرقة والنزاع بين ابنائها بالاستناد إلى خطاب يخلط بين العدو والصديق والمخالف في الرأي والمغتصب للارض والمقدسات ويحول النظر عن المعركة الحقيقية مع العدو الاسرائيلي ومن يقف وراءه ويفتعل معارك وهمية عبر اثارة النعرات والفتن ليلهي بها العقول ويشغل بها القلوب التي يجب ان تتكاتف ضد العدو الحقيقي.