تاريخ النشر2010 30 October ساعة 21:26
رقم : 29807

الهوية الاسلامية راسخة في دول آسيا الوسطی

حافظ مسلمو دول رابطة الدول المستقلة على هويتهم الإسلامية، رغم محاولات النظام السوفياتي السابق الذي كان يتحكم في المنطقة القضاء على مظاهر التدين بهدف نشر فكره الشيوعي ونظامه الاشتراكي على الجميع.
يعقوب رفشانوف يرتدي قبعة الوقار التي تدل على أنه حافظ للقرآن
يعقوب رفشانوف يرتدي قبعة الوقار التي تدل على أنه حافظ للقرآن
وكالة أنباء التقریب(تنا)
يقول الرحالة الشهير ابن بطوطة إنه لمس اهتماما كبيرا بالعلم والعلماء وحفظة القران والفقهاء، في زياراته لبعض المناطق التي كانت خاضعة لنفوذ المسلمين في القرن الرابع عشر، كإقليم شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا ودول شرق آسيا.

ويذكر أن معظم الدول التي كانت خاضعة للنفوذ السوفياتي في القرن الماضي تنضوي حاليا تحت لواء ما يعرف برابطة الدول المستقلة.

ويقول الدكتور أمين القاسم، الباحث في تاريخ إقليم شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا إن النظام السوفياتي دمر معظم مساجد ومؤسسات ومدارس الإقليم الذي كان تابعا للتتار المسلمين ومنعهم من ممارسة تعاليم دينهم.
وكشف القاسم أن النظام السوفياتي الذي قام بتهجير التتار المسلمين قسرا إلى دول شرق آسيا وشمال روسيا في ١٩٤٤، أحرق ودمر كل ما اقتناه وخبأه المسلمون من مصاحف وكتب دينية، وأعدم جميع العلماء والحفظة ومعظم الأئمة ضمانا لعدم عودة الدين إلى حياتهم.
وقال إن التتار شكلوا في بلاد المهجر تجمعات أشبه بالمخيمات الخاصة بهم، فحفظوا بذلك بعضا من عاداتهم وتقاليدهم ومظاهر حياتهم الإسلامية كالصيام والصلاة وطريقة الأعراس، ولو أن ذلك كان يتم في السر.
وبدوره أكد إقبال شريبوف، وهو حافظ للقرآن من طاجكستان، أن الآباء والأجداد حكوا للأحفاد في بلده ما كان يقوم به النظام السوفياتي من قتل وحبس وتعذيب في صفوف العلماء والحفظة، حرصا على انتشار أفكاره.
من جانبه، قال الشيخ عبد الرحمن العوضي، رئيس لجنة مسلمي آسيا في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بدولة الكويت -التي رعت قبل أيام مسابقة الشيخ عبد الله المبارك الصباح الدولية للقرآن الكريم بين حفظة رابطة الدول المستقلة-، إن الهيئة لمست إقبالا كبيرا من قبل مسلمي هذه الدول على دفع الأبناء لتحفيظ الأبناء القرآن الكريم وتعليمهم العلم الشرعي الديني.
ولا توجد أرقام دقيقة عن عدد حفظة القرآن الكريم في دول رابطة الدول المستقلة، لأن مراكز التحفيظ كثيرة وليست معظمها حكومية كما لا توجد أرقام حول أعداد الحفظة الذين قتلوا في القرن الماضي، مثلما يؤكد الدكتور العوضي.
ويذكر أن الهيئة الخيرية الكويتية التي شارك في مسابقتها لهذا العام ٣٥ متسابقا، تهتم بتنظيم مسابقة سنوية لمسلمي رابطة الدول المستقلة منذ ١٨ عاما.
ويتبع الكثير من مسلمي دول رابطة الدول المستقلة أساليب مختلفة لتحفيز ودفع أبنائهم إلى حفظ القرآن وتلقي العلم الشرعي، وهي لا تخلو من الغرابة والطرافة.
ويقول يعقوب رفشانوف، وهو حافظ من قرغيزيا (١٦ عاما) إن من يحفظ القرآن في قرغيزيا كاملا يلبس قبعة أشبه بالتاج، دلالة على أنه حافظ، وهو ما يفرض على الناظرين حبه واحترامه وتقديره.
ويكشف الحافظ إقبال شريبوف من طاجكستان أن بعض الأهالي يتركون أبناءهم في مراكز ومدارس للتحفيظ بعيدة عن مدنهم وقراهم ولفترات طويلة قد تتجاوز ثلاث سنوات، بهدف تركيز الأبناء على الحفظ والتعلم.

ويقول زكريا بوخانوف من جمهورية تتارستان وسط روسيا، إن بعض الآباء يدفعون رشا تصل إلى ٦٠٠ دولار لقبول أبنائهم في مدارس التحفيظ إذا كانت أعمارهم قد تجاوزت السن المطلوبة في المدارس (تحت ١٠ سنوات). 

المصدر: الجزيرة /محمد صفوان جولاق-كييف





https://taghribnews.com/vdchq6ni.23nwvdt4t2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز