تاريخ النشر2021 7 February ساعة 02:00
رقم : 491957
لطيفة الحسيني

بقيع الطهر.. لن يمحو الظالمون ذكرنا

تنا
لا حدود لتعصّب آل سعود. قبل 95 عامًا، تفجّر التطرّف الوهابي مع هدم قباب أئمة البقيع (ع). هناك حيث المراقد الجليلة تُخيف أصحاب "السموّ". الانتقام من خطّهم تفرّغ غضبًا في مُحبّيهم وأتباع أهل البيت (ع). هؤلاء ممنوعون منذ عشرات السنوات الى اليوم من زيارتهم في المقبرة الرئيسة لأهل المدينة المنوّرة.
جانب من البقيع المطهر قبيل شروق الشمس..
جانب من البقيع المطهر قبيل شروق الشمس..
لطيفة الحسيني

لا حدود لتعصّب آل سعود. قبل 95 عامًا، تفجّر التطرّف الوهابي مع هدم قباب أئمة البقيع (ع). هناك حيث المراقد الجليلة تُخيف أصحاب "السموّ". الانتقام من خطّهم تفرّغ غضبًا في مُحبّيهم وأتباع أهل البيت (ع). هؤلاء ممنوعون منذ عشرات السنوات الى اليوم من زيارتهم في المقبرة الرئيسة لأهل المدينة المنوّرة.  

في الوقائع الشريفة، تتقدّم سيرة سيدة نساء العالمين (ع)، بضعة الرسول (ص) وجيهتُنا ووسيلتُنا الى الباري. في حضرتِها، ترِدُ كلّ معاني التنسّك والعبادة والتقرّب من الله، وفي سِرّها أصلُ الإمامة والولاية، فكيف الحال بالأرض التي احتضنت جسدها الطاهر: بقيع الغرقد، حيثُ الوديعة والسكون. بقعةٌ مقدّسةٌ تجمع أيضًا أجساد 4 معصومين من أئمة المسلمين ، الإمام الحسن، الإمام زين العابدين، الإمام الباقر والإمام الصادق عليهم السلام، وعدد كبير من الصحابة وأهل المدينة المنوّرة.

رغم عظيم شأن هذه المقبرة الممتدّة منذ زمن النبيّ (ص)، إلّا أنها محظورة على أيّ مسلم من أتباع أهل البيت (ع). لا يُسمح لأيّ منهم بزيارتها والوصول الى المقامات والتبرّك بها، فالحكام والملوك في أرض الحجاز يتوارثون بُغض الشعائر الحسينية وكلّ أعرافها وزيارات الأضرحة الشريفة.

يمنعون أيّ موالٍ لها من دخولها، فيُمسي السلام على الأئمة عن بُعد وإلّا فالخطر واقعٌ. يُحرم هؤلاء من التقرّب من أحفاد الرسول (ص) لا لشيء سوى أن الوهابيين يُتقنون الإقصاء والانتهاك والتشدّد والقساوة والاستبداد والاستقواء على مؤمنين عزّل.

مصادر أهلية من القطيف تتحدث لموقع "العهد الإخباري" عن معاناة عموم أبناء المحافظة عند زيارة البقيع. بألمٍ كبير، يتحسّرون، يبكون، يتلهّفون لنظرة تروي "ظمأهم" للقاء الأئمة والوقوف عند مراقدهم المسوّاة بالأرض. الاجراءات التي تفرضها السلطات متصلّبة الى حدٍّ لا يُطاق. القمع أداة من أدوات النظام الحاكم. هكذا يستمرّ، ويستفحل ظُلمًا.

تقول المصادر لـ"العهد" إن السلطات تنشر عناصرها بكثافة حول قبور أئمة البقيع الغرقد، بينها قوات طوارئ وأفراد من رجال هيئة التطرّف (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر/المطاوعة الوهابيون) التي تُكفّر وتُحرّم زيارة الأضرحة.

لا شيء. هكذا تُجيب المصادر عند سؤالها عمّا هو مسموح أمام هذا التجبّر والغطرسة. لا مكان هنا سوى للعتوّ والتضييق على حرية المعتقد والدين. لذلك، عملت أجهزة الدولة على الحؤول دون أن يرى الزوّار أيّ مرقد هناك. فرضت حظرًا شاملًا عليهم. كلّ هذا لم يُثنهم عن المحاولة مجدّدًا، لكن في عام 2009 وقعت مواجهات عنيفة بينهم وبين أفراد من "المطاوعة"، اندلعت على خلفية إحيائهم ذكرى وفاة النبي محمد (ص) وزيارة الأئمة، انتهت بعد خمسة أيام باعتقال العشرات منهم.

بحسب المصادر، رفعت السلطات سورًا حديديًا عازلًا ، كما نشرت أسلاكًا شائكة وحواجز بلاستيكية من بعد السور الأول، ما يحول دون الاقتراب من الروضة، ولا سيّما أن عناصر قوات الطوارئ والسلطة الدينية يقفون أيضًا لمنع المؤمنين من زيارة قبور أئمة البقيع (ع).
وعليه، لا يستطيع أيّ موالٍ لأهل البيت (ع) زيارة البقيع ولا الدنوّ منها. المخاطرة قد تكلّفهم توقيفًا وسجنًا واضطهادًا وجَوْرًا. واقعٌ مُدمٍ لا يردع هؤلاء عن التوسّل بأئمتهم الأطهار روحًا وقلبًا، فيعتنقون حبّهم دون أن يمحو آل سعود ذكرهم.


/110
https://taghribnews.com/vdcenz8efjh8ooi.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز