تأكيد على تسييس المحكمة ..ودعوة الى التروي وعدم الإنسياق الى الفتنة
تنا بيروت
شارک :
طغى خبر القرار الإتهامي في قضية اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري على الساحة اللبنانية دون سواه والحديث عن تداعياته ،وما يحّضر للبنان من قبل المجتمع الدولي حيث أكد خطباء الجمعة على ضرورة التروي والوعي في ظل التحضير لفتنة بين السّنة والشيعة وللإساءة الى المقاومة الشريفة التي هزمت أعتى جيوش العالم ويراد اليوم توريطها ضمن خطة محكمة الأهداف .
فقد أكد السيد فضل الله أن الصورة أصبحت واضحةً للجميع، فيما خض المحكمة الدّولية والقرار الاتهامي، سواء من خلال التسريبات التي كانت تحصل وكيف جاء القرار منسجماً مع هذه التّسريبات، أو من خلال التّوقيت الّذي تسير عليه عجلة هذه المحكمة، وهو توقيتٌ يثير الشّكّ في حركتها، معتبراً أنّ اللّبنانيّين جميعاً، أدركوا من خلال خطّ سير هذه المحكمة، ومن البداية، أنّها لم تراع شروط العدالة، ولم تثبت بفعل ارتباطاتها أنّها تسلك طريق النزاهة المطلوبة. داعياً اللّبنانيّين إلى وضع الأمور في نصابها، وعدم الانجرار وراء أية محاولة لإثارة الوضع وتوتير المناخات الداخلية بعد صدور القرار الاتهامي الّذي كان معروفاً ومعلوماً من قبل الكثيرين، ولن يكون مفاجئاً لأحد. وأضاف أننا نراهن على وعي اللبنانيين بأن الفتنة الداخلية لا تفيد أحداً، بل تسقط البلد أكثر. لذلك ندعو اللّبنانيّين إلى عدم الانسياق وراء انفعالاتهم، أو وراء الكلمات المتوتّرة الّتي تأتي من هنا وهناك، وأن يضعوا في حساباتهم أنّ المحاكم الدّوليّة ليست بريئةً إلى الحدّ الّذي يتصوّره البعض؛ هي جزء من هذا الواقع العالميّ الّذي تمسك فيه الدّول الكبرى بالقرار، بحيث تجرّم لمصالحها وتبرئ لمصالحها.
وتوجه للمعنيّين في الشّأن الدّينيّ داخل السّاحة الإسلاميّة في لبنان، أن يتحمّلوا مسؤوليّاتهم الكبرى على مستوى الخطاب وتهدئة السّاحة، وبيان النّتائج التي قد تترتّب على الخطط الخارجيّة السّاعية لزرع بذور الفتنة بين المسلمين في لبنان، لقطع الطَّريق على هؤلاء جميعاً، ولصون وحدة المسلمين.. إنّها دعوة الله عندما قال: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا. وحذر من استعدادات العدو الصهيوني الحربيّة لشنّ عدوانٍ على لبنان، حالما يشعر بأنّ السّاحة الدّاخليّة باتت مسترخيةً، أو أنّها تعيش في صراع داخليّ يقسّمها ويمزّق أوصالها. داعياً جميع المسؤولين المعنيّين إلى الالتفات إلى هذه التَّهديدات والتَّهويلات، وإعداد السّاحة الدّاخليّة إعداداً وحدويّاً ووطنيّاً لمواجهة المرحلة المقبلة، والإسراع في تنفيذ ما اتّفق عليه في البيان الوزاريّ للتفرّغ لمواجهة التحدّيات الكبرى
بدوره، ، اعتبر نائب رئيس مجلس الشيعي الأعلى الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان ان القتل بدون سبب ظلم وافتراء وتحدي للانسان، وإن المحكمة الدولية مسيسة، وهي ليست منزلة، والشبهات تدور حولها. سائلاً لماذا لا نختار قضاة لبنانيين من أهل الخيرة والإنصاف والعدالة. وطالب" الجميع بالتروي في الأحكام، والعدل في القضاء وإنصاف الناس، فلا نظلم احدا، وعلينا ان نختار قضاة من بني جلدتنا وقومنا، فنختار من نراه منصفا وعادلا وحكيما يتعاطى بالعدل والإنصاف مع القضايا". قائلاً " إن إعلان القرار الاتهامي مر بهدوء، ولكن لا يجوز إلا نتحرى الحقيقة العادلة والمنصفة والمحقة، لذلك نقول للجميع العدل اساس الملك، ولا يجوز ان نفتري على احد، ولا يجوز ان نطلق الأحكام بشكل عشوائي، ونأخذ الحق بالظن والتهمة، ولا يجوز ان يدعي احد العصمة، لذلك نطالب بالعدالة والتحقيق الصارم والدقيق للوصول إلى العدالة التي تكون من أهل العدل والإنصاف، وعلينا ان نحفظ لبنان من الفتنة والكوارث المحيطة بنا فنعمل من اجل الحقيقة وإنصاف الناس فنحكم ضمائرنا ونعمل بإنصاف فلا نطلق التهم دون أدلة واضحة، نحن نريد كشف حقيقة اغتيال الشهيد رفيق الحريري، ونريد الحقيقة المبنية على الأدلة الثابتة والمحقة، ونريد كشف من سولت له نفسه قتل الإنسان الذي نعتبره خليفة الله على الأرض، والمطلوب ان نحفظ الإنسان ونصونه وندرأ المخاطر عنه لان بالإنسان تعمر البلاد وبه تستقر، فالتهم تعقد الأمور، فالمطلوب ان نتروى ونلتزم الدقة، ونسلم المحكمة إلى قضاة لبنانيين منصفين بعيدين عن الظلم". ورأى "ان الوضع في بلادنا العربية صعب فيما المطلوب ان نتواضع لبعضنا البعض ونعمل لصالح مجتمعاتنا وشعوبنا، ونبتعد عن الضلالة والظلم، ونطالب حكام البحرين ان يحترموا حقوق الإنسان وحريته، وينصفوا شعب البحرين، ونطالب الشعب السوري ان يتجاوب مع الإصلاحات التي طرحها النظام، ونطالب ان تحافظ الأنظمة العربية على شعوبها وعلى الجميع ان يتعاونوا على البر والتقوى ولا يتعاونوا على الاثم والعدوان ويكونوا يدا واحدة لان يد الله مع الجماعة".
من جهته، قال الشيخ عفيف النابلسي أن التوقيت الجديد المريب للقرار الظني الصادر عن المحكمة الدولية يُفسّر أنّ كل ما يحيط بقضية اغتيال الشهيد الحريري منذ ست سنوات حتى الآن يقوم على مبدأ التسييس والاستغلال السيء للحقيقة للوصول إلى مآرب أخرى على مستوى لبنان والمنطقة. فهل لأحدٍ أن يبيّن لنا لماذا تتزامن التسريبات التي يُفترض أن تكون سرية مع التطورات والاستحقاقات المحلية والإقليمية؟ وكيف للإسرائيليين والألمان وغيرهم أن يعرفوا بجزئيات وحيثيات القرار الاتهامي قبل صدوره؟ ولفت الى أن المحكمة أساءت وتسيء إلى لبنان والعدالة, ولا نعتقد أنها قدمت شيئاً لأن كل الأمور كانت مدروسة ومحضرة ومبرمجة مسبقاً, فهم يريدون أن يعود المقاومون إلى الجحور وأن تُحمَلَ المقاومة على نعوش الموتى وأن يتحول لبنان مجدداً بؤرة للعنف والتوتر لكي تستقر إسرائيل في عرش سيطرتها على المنطقة. واضاف انه كان في بال من خرّج القرار الظني أن يعود بمردود سياسي ودعائي واستراتيجي لأمريكا وإسرائيل, وأن يُعمّق الأزمة الشاملة التي يعيشها المجتمع اللبناني والمجتمعات العربية. داعياً كل من تابع مسار التحقيق الدولي والمحكمة الدولية منذ ست سنوات وحتى هذه اللحظة أن يفهم ذهنية وآليات عمل الاعداء, وأن يتحرى ما يصدر عنهم ويتوقف ملياً إلى الدوافع والأهداف التي تقف وراء إصرارهم على توجيه الاتهامات إلى المقاومة وسوريا.وقال إنّ القرار الاتهامي لا يمكن أن يكون ذا مصداقية إلا إذا انطلق من مقدمات أخلاقية وحقوقية واضحة لا تنطوي على أفخاخ والتباسات, وإلا إذا استند إلى معلومات ومعطيات يقينية لا إلى تلفيقات وأكاذيب وافتراءات تمت حياكتها عبر شهود زور. لذلك حاذروا أيها اللبنانيون من الوقوع في منزلقات التعصب الأعمى والاتباع الاعمى لكل ما يصدره الغرب, فإنّ أية ردود فعل قد تكون استجابة لما يخطط له العدو فلا تحققوا له ما يريد, بل اعملوا على أن تكون الوحدة والسلم والحقيقة والعدالة هي ما تريدون.
كما قارن إمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود بين المؤامرة الدولية التي أحكمت حلقاتها في شرم الشيخ عام ١٩٩٦ ، ، حيث شنت الحرب على المقاومة ، "فكانت عناقيد الغضب وكان الصبر والمصابرة وكانت المقاومة الفذة، فنتج عن هذه المؤامرة تفاهم نيسان الذي شرّع المقاومة وأكد حقها في الدفاع عن نفسها ، وللمفارقة آن الرئيس الحريري كان جزءا فاعلا من هذا "التفاهم" الذي شرّع المقاومة" ، وبين المؤامرة الدولية اليوم على المقاومة ، حيث أحبكت المؤامرة بطريقة قضائية مزيفة بهدف الوصول إلى المقاومة، واختيرت الشخصيات التي ستؤدي بالنهاية إلى قيادة المقاومة ، اختيرت الأسماء بعناية ، وحبكت المؤامرة بشكل متقن ، واستحضر لها أنصار لبنانيون وعرب ، بعضهم اقتنعوا بالعدالة الدولية فصدقوا ببلاهة أسطورة صدق المجتمع الدولي ، وبعضهم متآمر ، يعلم ماذا يفعل ويتآمر ، وكل هدفه اجتثاث جذوة المقاومة ، مهما كان الثمن . يفترض أن تكون النتيجة واحدة ، وان نرى المقاومة منتصرة على المؤامرة الجديدة : ستكشف بإذن الله حلقاتها وتظهر عوراتها ، فينفرط عقد المتآمرين ويبقى فقط مع المؤامرة الذين قرروا عن سابق تصور وتصميم ضرب هذه المقاومة واجتثاثها ... وننتقل إلى مرحلة أفضل وقوة جديدة وآفاق أرحب للمقاومة ثقافة ورؤية وأهدافا وأنصارا .
من جهته، لفت المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الى :"إن الأمور واضحة وكل ما يجري الآن دوليا وإقليميا من خلال محكمة الزور هو إحداث الفتنة بين اللبنانيين، وإلا ما معنى هذا التزامن بين تأليف الحكومة وإصدار القرار الاتهامي الذي لم يكن مفاجئا، فالتسريبات كثيرة، والقرار كان معروفا، إنهم يحاولون بكل الوسائل وبشتى الطرق دفع اللبنانيين إلى الفتنة حيث نأمل أن يكون اللبنانيون قد بلغوا من الرشد ما يقيهم شرها، ومن الوعي والإدراك ما يحصنهم ويمنعهم من الدخول في النفق الذي يحفره الكيان الصهيوني. لذا نهيب بالجميع وندعوهم إلى اعتبار هذا القرار كأنه لم يكن، لأن صناعته وفبركته معلومة ومعروفة المصدر وليست خافية على أحد، لاسيما إذا قرأنا بإمعان وبتبصر ما يجري في المنطقة ومن حولنا، وما يحضر لسوريا وينصب لها من أفخاخ تحت عناوين الديمقراطية والإصلاح".
ودعا "اللبنانيين جميعا قيادات ومسؤولين مدعوون لأن يتصرفوا بحكمة ودراية وبعدم تشنج واستفزاز، وبأن يكونوا على درجة عالية من الوعي والإدراك لما يدبر لهذا البلد ولأبنائه مستشعرين بالأخطار المدمرة، إذا ما وقعوا في الفخ المنصوب وعلى هذه الحكومة أن تشكل صمام الأمان وأن تتصرف كضابط إيقاع وطني بامتياز يحرص بشدة على نزع فتائل التفجير ويعمل بكل جدية وصدق وإخلاص على تمتين الجبهة الداخلية وجعلها عصية على كل محاولات التهديم والتصديع".