هل تحريم التجسيد مهم ام عرض تاريخ الانبياء والاوصياء واهل البيت بشكل غير موضوعي وخلاف للحقائق التاريخية ومثير للفتن ؟
شارک :
شكل مسلسل "الحسن والحسين" جدلاً واسعاً منذ بدء الإعلان عنه ، ومعارضة علمائية واسعة من السنة والشيعة . وكالة أنباء التقریب – مكتب بيروت ، استصرحت كل من إمام مسجد صيدا الشيخ ماهر حمود وعضو المجلس المركزي في حزب الله ورئيس جمعية الإمام الصادق (ع) لإحياء التراث العلمائي الشيخ حسن بغدادي آراءهما حول هذا العمل إن من حيث تحريم تجسيد الأئمة (ع) والصحابة أو من حيث وجود تحريف تاريخي للأحداث .
فقد اعتبر الشيخ حسن البغدادي أن المسلسل ترك بصمات سلبية على الموضوع الاعلامي والطائفي . وقال أن هناك من يستشكل في موضوع اظهار وجه الصحابة الى العلن عبر التجسيد . مستدركاً بالقول لو افترضنا اننا تجاوزناه بضمان عدم الهتك والاهانة والاحترام كما حدث في مسلسل النبي يوسف (ع) فإنهم جسدوا شخصيته بشكل لائق وبشكل لا يثير فتنة ولا مشاكل لأنه كان يتحدث عن الحقيقة كما هي بعيداً عن كل مشكلة طائفية أو مذهبية أو اجتماعية . بينما لوتم تجسيد السيد المسيح (ع) بطريقة مثيرة فسوف نستشكل عليه واي شخص يريد ان يثير قضية انسانية تاريخية ولكن بطريقة غير موضوعية وخلاف للحقائق التاريخية مما يسبب اثارة فتن دينية ومذهبية ونحن اليوم بأمس الحاجة الى الوحدة بين المسلمين .
وأضاف "لا نريد من خلال المسلسل إثارة النعرات المذهبية والطائفية . لهذا تم التمني على القيمين عليه بالكف عن عرضه لانه يثير الفتن والمشاكل بين الناس وبعيد عن انصاف الحقيقة التاريخية التي جسدها الائمة الاطهار او صحابة رسول الله الطاهرين" .
ونفى أن يشكل هذا المسلسل تقارباً بين السنة والشيعة لان العوامل الموجودة داخل المسلسل تحمل الكثير من المشاكل التاريخية والاستفهام والاستهجان والاستغراب . والمسلسل بهذه العناصر لا يمكن ان يخدم التقارب بين المذاهب" لاننا عندما ندخل في عمقه نريد أن نضع الامور في نصابها بشكل صحيح وهذا ايضاً سيسبب فتناً ومشاكل وتباعد بين المسلمين . داعياً الى ترك الامور التاريخية لكل فريق ما يعتقده وان نطرح اموراً ايجابية وقد تشكل عنواناً جامعاً لكل المسلمين" .
و عما يمكن أن يسببه هذا المسلسل من فتنة بين المسلمين قال أنهم يملكون نسبة من الوعي حتى في الشارع السني وأن علماء المذاهب من غير الشيعة رفضوا هذا المسلسل ووقفوا بوجهه.
بالمقابل رأى الشيخ ماهر حمود في موضوع تجسيد الأئمة (ع) والصحابة أنه يشكل موضوع جدل قديم . ولا يجوز تجسيد وجوه الصحابة والأئمة . وسبب التحريم بمعنى أن لا احد يستطيع ان يصل الى مصاف هؤلاء ويشابههم حتى يعطيهم صورة كاملة عنهم. وفي موضوع النص كذلك هناك اختلاف لان النقطة التي يصورها المسلسل هي موضوع خلافي وبالتالي عندما يدخل الممثل أو المخرج في هذه المعمعة عليه ان يكون على مستوى من الفهم الديني والاخلاص .مستشهداً بكلام مخرج العمل انه يريد التركيز على وحدة المسلمين "عندما تنازل سيدنا الحسن عن السلطة لمعاوية هذا الجزء ان كان فعلا احسن تصويره في هذا الشكل سوف نغض النظر عن باقي الاخطاء ولكن ان كان لا يتقن ذلك وهنا يعول على حسن الاداء واعطاء الفكرة من حيث المبدأ وبعد أن رأينا مسلسل النبي يوسف (ع) يشجعنا في ان يغير رأينا وهنا يعول على المحتوى وليس مبدأ التجسيد" .
وقال :" عاما بعد عام نرى التراجع عن تحريم التجسيد لو قارنا تجربة مسلسل النبي يوسف مع الضجة التي اثيرت مع فيلم الرسالة عندما كان العقاد يصوره في المغرب مع انه لم يصور النبي (ص) رأينا ان السعودية هددت المغرب بقطع القمة العربية المزمع عقدها في الرباط آنذاك . وبالفعل توقفت المغرب عن هذا الموضوع وانتقل التصوير الى ليبيا وتبناه القذافي . ثم عندما بدأ عرضه في لبنان بدأت دار الفتوى بمعارضة عرضه حتى تدخل الشيخ محمد مهدي شمس الدين وقتها واكد على ايجابيته وبالفعل رأينا الناس بكت من شدة التأثر من احداث الفيلم . اذا انتقلنا من السبعينيات الى التسعينيات نرى ان فكرة تحريم تصوير الشخصيات في الاسلام انخفضت كثيراً لم تعد بذاك المستوى الذي رأيناه سابقاً ".
الآن يظهر الموضوع الى التخفيف من التحريم مع التأكيد على حسن الأداء وسلامة الهدف وبهذا نقول اننا لا نرى مشكلة من تصوير الامامين الحسن والحسين لكن إذا اطلعنا انه غير مناسب أو ان التمثيل غير ملائم او ان النص يهدف الى احداث فتنة . سيكون الموقف من هذا المبدأ . مع العلم ان هذه الحقبة تحديداً مع معاوية هو موضوع في غاية الحساسية اشك ان يستطيع احد ان يعطيها حقها وحتى في النص نفسه ليس عند السنة واحداً . حرب معاوية على الامام علي غير مبررة لكن صلح الامام الحسن اعطى شرعية لذلك .
وختم بالقول الهدف من المسلسل التقريب وليس اثارة النعرات ، مضيفاً"أن الجدل قائم حوله الذي نسمعه كل يوم من المتعصبين من بعض الفضائيات من السنة والشيعة اسوء بأضعاف الأضعاف من مسلسل يهدف مؤلفه الى تقريب وجهات النظر سواء وفّق أم لا" .