افتعال اسرائيلي للتصعيد ضد ايران يستبق تقرير اللجنة الدولية للطاقة الذرية
خاص تنا - بيروت
شارک :
ضخت وسائل الاعلام الاسرائيلية المزيد من التسريبات حول ما تسميه ترتيبات نتنياهو للعمل العسكري ضد طهران، ورغم شبه الاجماع الذي برز حول النوايا المضمرة لنتنياهو من وراء هذه التصعيد، فقد انساقت هذه الوسائل الى حيث اراد نتنياهو في اطار ما يعرف بتبادل الادوار والخدمات بين السلطة ووسائل الاعلام في الكيان العبري. ولعل ما يثير المزيد من الشكوك في دوافع نتنياهو ملاقاة هذه الخطوة اعتراضا واضحا وصل الى حد الادانة، فوزير شؤون الاستخبارات العضو في الطاقم الوزاري المصغر دان مريدور وصف النقاش العلني بهذا الملف بالخطير جدا وغير الملائم، وقال ان النقاش العام في هذه الامر يصل الى حد الفضيحة، وبدا لافتا العرض المفصل الذي قدمته صحيفة هآرتس للنقاش الدائر داخل الطاقم الوزاري حول الموضوع الايراني، رغم ان هذا النقاش كان يجري داخل هذا الطاقم دون علم وسائل الاعلام، وكانت هآرتس اكثر تفصيلا حين عرضت مواقف الوزارء من العمل العسكري حاليا، والذي يميل الى ترك المجال مفتوحا امام دبلوماسية العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة وعدم الانفراد الاسرائيلي بأي خطوة في هذا المجال، على خلاف ما يراه نتنياهو. ورغم الضخ الاعلامي المكثف لما يجري في كواليس القرار الاسرائيلي فقد اوضح احد وزراء الطاقم الوزاري انه لم يطرأ اي جديد على الموقف في الحكومة فالنقاش لا يزال مستمرا، ولم يتخذ اي قرار جديد، وانه في حال تخاذ اي قرار داخل الطاقم المصغر فإن هذا القرار يجب ان يُطرح امام الهيئة الموسعة للحكومة. كما ان الامر الذي يحمل اشارات واضحة حول الاهداف الحقيقية وراء الضجيج الاسرائيلي هو ما قاله وزراء ومسؤولين في الخارجية الاسرائيلية لصحيفة هآرتس، ان التقرير الذي ستنشره الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الثامن من الشهر الحالي سيكون له تأثير حاسم على القرار الاسرائيلي في الشأن الايراني. وفي تأكيد على غايات نتنياهو التي يخفيها في طيات التصعيد ضد ايران قال الكاتب في صحيفة هآرتس عاموس هرئيل ان ايران عادت الى مركز الاهتمام بسبب الدمج بين الجداول الزمنية الدبلوماسية الفعالة الى جانب اشارات الانذار التي اضيئت في الولايات المتحدة واوروبا حيال نوايا اسرائيل. هرئيل عرض تحليلات اجراها محللون غربيون تبين ان الهجوم في الشتاء على المنشآت النووية الايرانية هو امر غير ممكن تقريبا لأن الغيوم الكثيفة ستعيق اداء سلاح الجو الاسرائيلي، فيما لاقت الخطوات والتصريحات الاسرائيلية تحركا اميركيا نشطا من قبل المسؤولين الاسرائيليين لكبح اي عمل اسرائيلي دون تنسيق مع الولايات المتحدة، وقد فسرت الرسائل الاميركية بشكل ملتبس في اسرائيل وفق هرئيل فهناك من يرى ان اوباما الذي دخل في مرحلة التحضير للانتخابات الرئاسية لا يستطيع الدخول في مواجهة مع اسرائيل لحرصه على عدم فقدان الدعم اليهودي له في الولايات المتحدة، فيما يرى آخرون ان الرسائل الاميركية كانت قاطعة بأن واشنطن ترى ان اي مغامرة اسرائيلية ضد ايران ستورط الولايات المتحدة في الشرق الاوسط بشكل غير مسبوق لذا تصر على معارضة اي عمل عسكري اسرائيلي. هرئيل ابدى استغرابه لعدم تدخل الرقابة العسكرية لمنع اثارة هذا الموضوع في وسائل الاعلام رغم انها لا تسمح بالحديث عن امور تقل اهمية وحساسية بكثير عن قضية كالنووي الايراني، وعاد هرئيل ليستنتج ان الغاية من خلف كل التسريبات حول الموضوع الايراني هي ممارسة ضغط اسرائيلي تحت وطأة التهديد بالتحرك العسكري لاعادة طرح الموضوع النووي الايراني على جدول الاعمال، بعد ان ازيح عن اهتمامات الاجندة الاميركية بسبب ثورات الربيع العربي. كما رأى هرئيل ان نتنياهو ملتزم بمعالجة الموضوع الايراني لكنه رجل سياسة ويعرف قراءة الاستطلاعات فالاعتبار الشخصي غير بعيد عن الصورة، حتى وان كان الامر يتعلق بقرارات استراتيجية مهمة. هرئيل شكك بامكانية ان يلجأ نتنياهو في الوقت الراهن الى مغامرة ضد ايران في الوقت الذي يمتمع بشعبية كبيرة بعد صفقة شاليط، طارحا السؤال هل هذا هو الوقت لخوض مغامرة الى هذا الحد في ظل المعارضة الاميركية لهذه الخطوة والرفض القاطع لرؤوساء الاجهزة الامنية الاسرائيلية. كما اتهمت التعليقات الاسرائيلية نتنياهو وباراك باثارة الموضوع الايراني لاغراض شخصية وفق ما اوضح الكاتب في صحيفة معاريف عوفر شيلح الذي دعا الى اخذ المتغيرات الاقليمية بعد الربيع العربي بعين الاعتبار مشيرا الى ان وضع اسرائيل بات اصعب من السابق وان الذين يتحدثون عن العمل العسكري منفصلون عن الواقع الاقليمي والدولي وما يحصل فيهما من متغيرات. الخبير العسكري الاسرائيلي رؤوفن بادتسهور الذي حذر من اي مغامرة اسرائيلية ضد ايران دعا قائد سلاح الجو الاسرائيلي عيدو نحوشتان للتدخل لدى نتنياهو لاقناعه بالعدول عن التفكير في العمل العسكري، لأن نحوشتان هو الوحيد القادر على اقناع نتنياهو بأن سلاح الجو الاسرائيلي غير قادر على توجيه ضربة مدمرة لكامل البرنامج النووي الايراني.