عكست التعليقات الاسرائيلية حول ما افرزته صناديق الاقتراع في مصر تخوفا صهيونيا عميقا من نوعية السلطة المقبلة في مصر والتي سيكون للاسلاميين فيها حصة الاسد، ما يمكن ان ينعكس برأي بعض المعلقين والمسؤولين الاسرائيليين بشكل خطير على وضع اسرائيل الاستراتيجي في المنطقة، وموضوع العلاقات المصرية الاسرائيلية، فيما مال البعض الآخر الى التعامل بحذر ويقظة مع نتائج الانتخابات المصرية وتغليب اللغة الايجابية والعمل على استمرار اتفاقية كامب ديفيد في ظل اي سلطة يتخارها المصريون، لأن هذه الاتفاقية بحسب هؤلاء من مصلحة الاسرائيليين والمصريين.
وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك قال ان الوضع في مصر مزعج جدا، واعرب باراك عن امله ان تحترم الحكومة المصرية المقبلة الاتفاقيات الدولية القائمة وان تدرك انه من اجل صمود الاقتصاد المصري لا يوجد امامها مفر الا المحافظة على اطار الاتفاقيات الدولية، واضاف باراك انه يرجو ان يهتم المصريون بمعالجة الوضع في سيناء بشكل جدي.
وزير شؤون الاستخبارات دان مريدور لم يشارك باراك في قلقه وقال ان كيانه يتابع التطورات في مصر وان لاسرائيل مصلحة واحدة مع مصر وهي المحافظة على اتفاقية السلام التي صمدت ٣٢ عاما، واعرب مريدور عن اعتقاده ان هذه الاتفاقية ليست فقط مصلحة اسرائيلية انما مصلحة مصرية عميقة، وزير الاستخبارات الصهيونية اكد ان الاميركيين وعلى اعلى المستويات اوضحوا للمصريين ان المحافظة على اتفاقية السلام مع مصر هو مصلحة اميركية وثيقة وحاسمة.
مريدور الذي دعا الى الاستعداد لأسوأ الاحتمالات شدد ايضا على الالتفات فرص من وراء التغييرات في العالم العربي موردا على سبيل المثال ما وصفه بالمصالح المشتركة العميقة لاسرائيل ومصر وتركيا في مواجهة النووي الايراني لذا توجد بحسب رأيه فرص لعقد تحالفات مع هاتين الدولتين تغلب عليها السرية.
مريدور اضاف ان على اسرائيل ان لا تبدي قلقها انما عليها النظر الى الامور بشكل واقعي اذ لا توجد حسب اعتقاده مصلحة مصرية بالغاء اتفاقية السلام مع اسرائيل، واشار مريدور الى ان مصر دولة رائدة في العالم العربي، ولا شك ان ما حصل هو تغيير كبير نعلم كيف يبدأ ولا نعلم كيف ينتهي.
مصادر امنية اسرائيلية قالت لموقع "اسرائيل دفينس" انها قلقة من سيطرة الاسلاميين على مؤسسات السطلة بالكامل في مصر، ومن تأثير ذلك على اتفاقية كامب ديفيد واضافت هذه المصادر ان فرصة استمرار اتفاقية السلام في ظل هذا الوضع ستكون ضعيفة جدا.
المصادر الامنية الاسرائيلية ابدت استهجانها للموقف الاميركي الداعم للانتخابات في مصر بعد ان اوصل هذا الدعم في السابق حماس الى السلطة في انتخابات السلطة الفلسطينية.
موقع اسرائيل دفينس على الانترنت نقل مخاوف اسرائيلية من التحول في السلطة في مصر وانعكاس ذلك على علاقاتها مع اسرائيل لا سيما على المستوى العسكري في ظل امتلاك الجيش المصري مئات الطائرات والدبابات الاميركية المتطورة، اضافة الى العتاد العسكري المتطور على المستوى البحري.
الكاتب في صحيفة معاريف بن درور يميني رأى ان فوز الاسلاميين في مصر يشير الى تمخض السيناريو الاكثر سوءا عن الربيع العربي، وان وجهات النظر التي عكست واقع تلاقي جيل الفايسبوك والنساء والرجال والمسلمين والاقباط في ساحة واحدة انفجرت، واضاف بن يميني ان تطورات الاوضاع في العالم العربي اثبتت احقية من قدموا التصورات الاكثر تشاؤمية، واورد نماذج من ليبيا حيث تم تبني حكم الشريعة الاسلامية وفوز الاحزاب الاسلامية في كل من تونس والمغرب ليصل الامر الى مصر تحت مسمى الاحزاب الاسلامية المعتدلة.
واقتبس بن يميني تعليقات بعض الصحافيين الاسرائيليين على فوز الاسلاميين في مصر بأن قائد وحدة النخبة في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني اوضح للاميركيين ان مصر شهدت ولادة ايران جديدة وكذلك في تونس والمغرب وليبيا وكل مكان تحصل فيه ثورة. بن يميني اضاف ان العالم العربي الذي شهد حكم انظمة ظلامية يتجه الى ظلامية اكبر من تلك التي كانت سائدة مؤكدا في الوقت عينه خطأ من يراهن على المواجهة بين المسلمين الشيعة والسنة.
الكاتب والصحافي الصهيوني بن كسبيت الذي اختار ان يبقي مساحة من الامل في الربيع العربي باتجاه ما يراه تطوير شبكة علاقات مختلفة مع انظمة ديمقراطية في البلدان العربية وجه نصحية الى رئيس الوزراء الاسرائيلي بن يامين نتنياهو بأن يخاطب الجماهير العربية في هذه اللحظة المؤسسة والضبابية بلغة تعرب عن القلق من المخاطر لكنها تحمل الامل بفتح ابواب الحوار بين العرب واسرائيل، وتُظهر مخاطر الحروب ولغة المدافع، وحمّل بن كسبيت نتنياهو جزء من المسؤولية عن الخطاب الاسرائيلي التشاؤمي حيال تطورات العالم العربي نتيجة استراتيجية نتنياهو التي تركز على اسرائيل المحاطة بالاعداء كوسيلة لحفظ التكاتف الاسرائيلي وتبرير عدم تقديم التنازلات.
اما الصحافي والكاتب الصهيوني عوفر شيلح فقد رأى ان على اسرائيل ان تتعامل بحذر مع شرق اوسط متحول واكثر تعقيدا، ووجه النصيحة الى القيادة الاسرائيلية بأن تأخذ التطورات المصرية بعين الاعتبار على مستوى استعدادات الجيش الاسرائيلي وجهوزيته، وعلى مستوى الميزانية العسكرية التي ترغب بعض الاطراف في اسرائيل بتقليصها لمواجهة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، ونبه شيلح الى ان اسرائيل تنتقل الى مرحلة امنية وعسكرية اكثر حساسية من ذي قبل فأي مغامرة عسكرية على اي جبهة من الجبهات سوف تشهد امتدادا الى الجبهات الاخرى.
اعداد مكتب بيروت