تاريخ النشر2012 20 January ساعة 20:13
رقم : 79998
منبر الجمعة

الهجوم طائفي والمقاومة هي الرد

تنا - بيروت
ان على شعوبنا العربية والإسلامية ان تجدد إيمانها بتعاليم الدين فلا تكون مجتمعاتنا ملاذا ومنطلقا لدعوات التكفير والحقد والإرهاب، فيقف العرب والمسلمون بوجه كل مؤامرة تريد بث الفتن وإيجاد شرخ في صفوف شعوبنا وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية بهدف إدخال بلادنا في نفق الصراعات والمتاهات التي تخدم العدو الصهيوني ومن يدعمه.
الهجوم طائفي والمقاومة هي الرد

تصدى منبر الجمعة في لبنان اليوم الى الوضع العربي والإسلامي العام، بما يشهده من تحولات وتحديات لا سيما الشعوب الممانعة والإنظمة المقاومة منها.
اذ استنكر العلماء الموجات التحريضية والطائفية التي تفرق الأمة لصالح اعدائها، وتبعدها عن القضية الفلسطينية اكثر فأكثر، خاصة في ظل استمرار عمليات التهويد والاستيطان الاسرائيلية.
كما أكد الخطباء ان في ظل هذه الأوضاع الخطيرة، وحدها المقاومة تشكّل الأمل والرجاء لكل عربي ومسلم وحر، محذرين من انها ليست في مأمن من تآمر العدو في الغرف السوداء.

العالم العربي والإسلامي يعاني عدم الاستقرار 

فقد أشار اية الله السيد على فضل الله الى العالم العربي والإسلامي الذي "يعاني دوّامة عدم الاستقرار والاضطراب الأمني والسياسي، رغم المشهد الانتخابي في بعض الدّول الَّتي حصلت فيها الثّورات، كما في مصر وتونس."

وفي هذا السياق، استنكر سماحته التَّفجيرات الوحشيَّة الَّتي طاولت في الأيام السّابقة زوّار الإمام الحسين(ع)، مشدداً إنّ هذه الدّماء الزّكيّة تستحقّ من كلّ الّذين يديرون الواقع السياسيّ في العراق، أن يبتعدوا عن كلّ الحسابات الطائفيّة والمذهبيّة والسياسيّة لحساب استقرار أمن هذا البلد، بعد كلّ المعاناة الّتي عاناها إبّان النظام البائد والاحتلال الأمريكي.

وفي الشق السوري دعا الجامعة العربيّة إلى أن تتابع دورها وتعمل بكل جهد على دراسة أفضل السّبل لجمع الأطراف وحلّ الإشكالات والاستفادة من موقعها لدى كل الأفرقاء، وعدم طرح حلول غير واقعيّة، ليُصار بعد ذلك إلى الحديث عن استنفاد الحلول العربيّة، والحاجة إلى الحلول الدّوليّة الّتي لن تكون لمصلحة العرب ولا لمصلحة سوريا.

ومنها توجه الى فلسطين، اذ تمنَّى أن يكون هناك اقتراحٌ لإرسال قوى عربيَّة إلى غزَّة، في إطار حمايتها من الغارات الصهيونيَّة، ولمنع تهويد القدس، ولحماية المسجد الأقصى ومنع الاستيطان، ولحماية الفلسطينيين في قلب الضفة الغربية الذين باتوا عرضةً للاعتقال اليومي.

أمَّا البحرين، الّذي لا يزال يعيش المعاناة، رأى سماحته انها "ستستمر ما دامت الحكومة فيه لا تعمل على الوصول إلى حلولٍ جذريَّة،" جازما إنّ المطلوب حوار جدّيّ مع القوى الفاعلة في البحرين،بعيداً عن الحسابات المذهبية والطائفية، أو اتّهام الشّعب بالتحرّك ضمن أجندة خارجيَّة.

وفي ملف اليمن، خشي السيد فضل الله من إثارة اللاعبين فيه الفتنة المذهبية والطائفية والقبليّة فيه، داعيا كلّ الأطراف في هذه السّاحة، "أن يعملوا لوأد الفتنة الّتي يُراد لهذا البلد أن يغرق في أتونها، ويمكن أيضاً أن تمتد إلى أمكنة أخرى في العالم العربي." 

العودة الى الله في مواجهة الطائفية

من جانبه نائب رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، الشيخ عبد الأمير قبلان رأى ان منشأ الوضع العربي والأسلامي الصعب هو بعد المسلمين عن تعاليم الدين وعدم تمسكهم بما أمر الله به في القرآن الكريم حتى وصلت الأمور إلى حد لا يبعث على التفاؤل.
 
ودعا الى تكريس " أعمالنا ومواقفنا وأقوالنا في خدمة الله فنعمل لمصلحة الإنسان فلا نتقاعس عن أداء دورنا في المجتمع والوطن".
 
وشدد ان على شعوبنا العربية والإسلامية ان تجدد إيمانها بتعاليم الدين فلا تكون مجتمعاتنا ملاذا ومنطلقا لدعوات التكفير والحقد والإرهاب، فيقف العرب والمسلمون بوجه كل مؤامرة تريد بث الفتن وإيجاد شرخ في صفوف شعوبنا وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية بهدف إدخال بلادنا في نفق الصراعات والمتاهات التي تخدم العدو الصهيوني ومن يدعمه.

وفي هذا الإطار، تناول الامين العام لحركة التوحيد الاسلامي فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان، الاستدلال على المشتركات وليس المختلفات من خلال معرفة عالم الضلال والغواية وعالم الهداية ، فمشروع الاسلام مشروع للبحث عن المشتركات الانسانية والاسلامية، مئكدا ان "الله خلق الناس متعددي الفكر والعقل، والقضية الاساس التي ينطلق منها ان الله رب واحد".

وشدد على المسلمين من اجل التمسك بوحدتهم من منطلق " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"، فنجد "القبلة والصلاة والامام واحد، هي مشتركات فيما بيننا، لذا من الواجب لقاء جميع المسلمين".

و ميز فضيلته بين داعية الوحدة وداعية التفريق بقوله "من يدل على المختلفات يدفع صوب التفريق وهو عالم ضلال وغواية، اما من يدل على المشتركات فيدفع صوب التوحيد وهوعالم الهداية".


سلاح المقاومة هو الحل

اذ لفت رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك الى التهديدات الغربية واختراق السيادة واستخدام ادوات العمالة والتحريض على انتزاع القوة، مؤكدا ان الرد يبقى بالحفاظ على سلاح المقاومة الى جانب الجيش والشعب.
 
و توجه الى الوضع في سوريا حيث دعا الى إرساء قواعد الإصلاح بالحوار والتفاهم، لإخراجها من ازمتها، رافضا طرح إرسال قوات فصل عربية تمهيداً للتدويل، كما استنكر التمادي في التحريض ودفع المزيد من الفتنة المذهبية، مشددا ان "الإصلاح قادم والخروج من الأزمة قريب وسيكون الخزي والعار للمتآمرين على سوريا قيادة وشعباً وجيشاً."

ورأى سماحته ان إلغاء المناورة المشتركة بين الامريكي والإسرائيلي بعد تصحريحات وزير الحرب الأمريكي والحاجة الى أعطاء الفرصة بعد كل ذاك الضجيج والتهديد، "لدليل على أن إرادة الأمة وتصميمها على حماية عزتها وسيادتها هي الأقوى في التحصين وإسقاط رهان الطواغيت والمستغلين."

كما أكد ان اغتيال علماء الذرَّة وفرض العقوبات وطلب التعويض عمَّا بفتقد من النفط الإيراني، يدفع الى المطالبة بعدم الإنجرار للمؤامرة والتحذير منها.

 وأعلن الشيخ يزبك ان "القوة التي تحمي الحق في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية، هي نفسها تدعو للتفاوض والتفاهم على أسس صحيحة وسليمة تضمن الحقوق، لإنَّ زمن الإستعباد والإستعمارقد ولىّ."

لبنان بلد مكشوف

أما المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان فقد رأى ان لبنان مكشوف على الصعد الأمنية، الاجتماعية والسياسية امام القاعدة والتكفيريين والعملاء.
من هنا وإزاء هذه الصورة القاتمة، دعا سماحته اللبنانيين جميعاً وفي مقدمهم أهل السياسة، إلى الخروج من دائرة المنازعات والخصومات والتحديات والمسارعة إلى التلاقي بدل الاستمرار في "لعبة التكاذب."

وأكد ان من يريد أن يبني دولة بكل معنى الكلمة، "عليه أن يسارع بالانضمام إلى حوار حقيقي ومشاركة وطنية فعلية، وإلا فليتنحى ويفسح في المجال أمام من هو أحق وأجدر وأخلص في الحرص على قيامة هذا البلد وانطلاقته من جديد". 

كما حذر سماحته من مشروع الفوضى الخلاّقة التي تبث الحروب الأهلية والأثنية والعرقية وتؤدي الى التوطين والدفع بدول المنطقة إلى انهيارات كبرى تزيد من تفككها وتفسخها، "من أجل أن تبقى إسرائيل الدولة الوحيدة الأقوى والقادرة على تنفيذ مخططاتها وتحقيق مشاريعها الإستيطانية والتهويدية لفلسطين. "

وفي الشق الاجتماعي اللبناني، رأى إمام مجمع الزهراء، سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي، إنّ الوضع  الاقتصادي يتدرج من سيء إلى أسوء, اذ تعاني الدولة من أزمة تفكك وأزمة ثقة الشعب بها، متسائلا "متى يأتي الوقت لاستئصال الفساد الكامن في الدولة ؟ ومتى تُرفع الهيمنة عن مصالح الناس الأساسية كالماء والكهرباء والطرقات؟! 

وفي جانب آخر  اعتبر ان لبنان معرض "كما هي توقعات الكثير من المراقبين والمتابعين لهزاتٍ عنيفة. "

وأضاف: "فإذا كانت الدولة وهي بهذه لوضعية المتردية غير قادرة على معالجة بعض الملفات الاجتماعية والاقتصادية فكيف تستطيع أن تواجه تداعيات أزمة تقترب منا."

https://taghribnews.com/vdcdjn05.yt0nn6242y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز