لادراج مرحلة مقاومة الاحتلال الاسرائيلي في لبنان في كتب التاريخ
خاص"تنا" – مكتب بيروت
الثورة التي بدأت من قم فيها رجال كزبر الحديد لن تتوقف إلا في ايلياء (القدس)
شارک :
بين ربيع سوريا و ربيع البحرين جالت خطابات منبر الجمعة لهذا اليوم ، حيث أكد الخطباء على الخيار السياسي الحواري في حل الأزمة السوري خصوصاً بعد الرزمة الكبيرة من الإصلاحات التي تقدمت بها القيادة السياسية السورية. كما حيّا الخطباء البحرين على وحدته و ثباته على مواقفه مجدّدين الدعوة للدّولة في البحرين، إلى النظر بكلّ مسؤوليّة إلى شعبها الّذي لا يتطلّع إلا إلى أن يشعر بإنسانيّته واطمئنانه إلى حاضره ومستقبله.
ومن ربيعي سوريا و البحرين إلى شتاء صواريخ المقاومة في غزة إنتقل الخطباء لافتين إلى أن الإستخفاف بالشعب الفلسطيني والعبث بأمن الناس قد ولَّى بعد أن سجلت المقاومة توازناً جديداً ليس بمقدور العدو تجاهله ولم يكن أمام مليون ونصف إسرائيلي إلا الإختباء في الملاجيء والمجارير.
ومن المجارير التي إختبأ فيها الصهاينة ليحموا أنفسهم من صواريخ الغزاويين إلى قضية اللحوم الفاسدة التي باتت اليوم أهم ما يقلق اللبنانيين، حيث رأى الخطباء أن هذه القضية تحتم على الدولة التدخل الجدي لوضع حدٍ لهذا الفلتان كما حذروا من أن الانكشاف المتعاقب للساحة اللبنانية يهدد مؤسساته ورموزه .
وإلى دماء أفغانستان التي سقطت دون ذنب هوت أفئدة الخطباء منددين بالمجزرة التي نفذها جندي أميركي وراح ضحيتها ١٦ مدنياً بينهم تسعة أطفال،مستغربين رفض محاكمته في أفغانستان حتى لا تجرح السيادة الامريكية.
وعلى وقع مشابه، تطرق الخطباء إلى ما يُسمى بـ"فزاعة إيران للمسلمين السنة" مؤكدين أنه " صنيعة غربية حاقدة ليجعلونا كمسلمين سُنّه في وجه إيران". وأن إيران الإمام الخميني تعيش حالة اليقين و أن الثورة التي بدأت من قم فيها رجال كزبر الحديد لن تتوقف إلا في ايلياء (القدس).
رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك إستنكر الإعتداء بالخطف على الأب فرج مشدداً على أن" أمن المواطن من المقدسات التي يجب أن
تقوم على كل شيء". مطالباً" بمزيد من التلاحم لمواجهة ما يهدد سيادة الوطن واستقلاله".
من جهة أخرى، قال الشيخ يزبك:"هل تساءل العرب والمسلمون والعالم لماذا كان الإعتداء والمجازر واختلطت لحوم الأطفال بلحوم الكبار وامتزجت دماء الشهداء بدماء الجرحى عشرون شهيداً ونيفاً وعشرات الجرحى" لافتاً إلى أن" العدو الإسرائيلي فوجىء برد المقاومة الفلسطينية وإن القبة الحديدية لم تحمِ الكيان الصهيوني من صواريخ المقاومة ولم يكن أمام مليون ونصف إسرائيلي إلا الإختباء في الملاجيء والمجارير وكانت مبادرة الهدنة المصرية مع فرض المقاومة شرطها بإلتزام العدو الإسرائيلي بعدم ملاحقة الكوادر باغتيالات، هي الصدمة التي تؤكد أن الإستخفاف بالشعب الفلسطيني والعبث بأمن الناس قد ولَّى وتسجل المقاومة توازناً جديداً ليس بمقدور العدو تجاهله".
وأشار سماحته إلى أنه "التهديد الأمريكي على لسان أوباما أنه لم يبقَ إلا آخر منفذ دبلوماسي أمام إيران" مؤكداً أنه" دليل واضح على مصادرة حريات الدول والشعوب والعمل على المنع من استخدام طاقاتها وقدراتها التي تعزز استقلالها وكرامتها واكتفاءها الذاتي وعدم التبعية بأي وجه من وجوه التبعية ولكنه تهديد لا يغيّر من صلابة الموقف والإلتزام بالحق ثلاثون سنة ونيفاً من التهديد والعقوبات والأمة إلى مزيد من العزة والقوة والحصانة ولا يحق في النهاية إلا الحق"...
بدوره، أكّد الشيخ أحمد القطان على ضرورة "أخذ الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني (رحمه الله تعالى) مثالاً يٌحتذى به بالنّسبة لكل الثورات العربية في منطقتنا التي تطالب بالحرية والعدالة والإنتصار على الأنظمة التابعة للغرب المستكبر"، وإذ لفت الشيخ القطان "الإمام الخميني لم ينتصر إلا لأنّه صاحب مشروع حقّ ووحدوي ولأنّه حمل قضيّة المستضعفين في العالم، نفى أن يكون لإيران أي مشروع مذهبي في المنطقة بل هي تُقدّم لحركات المقاومة في كلِّ مكان وفي فلسطين ولبنان تحديداً من دون مُقابل، لذا ما يُسمى بفزاعة إيران للعالم العربي والسُني تحديداً هو صنيعة غربية حاقدة ليجعلونا كمسلمين سُنّه في وجه إيران" .
كما حيّا الشيخ القطان الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله على كلمته الذي أوضح فيها " لكلّ العالم أنّ الموقف الحقّ لا يتغيّر ولا يتبدّل وما يقوم به النّظام السوري من إصلاحات يلقى صداً كبيراً لدى شعبه وأهله في سوريّة ويظهر ذلك جليّاً من خلال المظاهرات الحاشدة والمؤيدة لمسيرة الإصلاح في سوريّة". مشدداً على "ضرورة الذهاب إلى حل سياسي يحفظ سورية وأهلها من الشرّ الذي تريده لهم دول الإستكبار العالمي وفي مقدمتهم الإدارة الأمريكية وأزلامها من حكّام دول الخليج العربي الذين لا يراعون بدماء السوريين إلاًّ ولا ذمّة".
السيّد فضل الله : إذا أردتم أن تسلحوا أحداً فالأولى هو تسليح الشعب الفلسطيني ليكون قادراً على مواجهة غطرسة الكيان الصهيوني
أما سماحة العلامة السيّد علي فضل الله، توجه للحكّام العرب، الّذين يتحضّرون لعقد قمّتهم في أواخر هذا الشهر، "إنّ عليكم أن تبقوا البوصلة بمواجهة هذا العدوّ، أن لا تغيروا وجهة سلاحكم وكل إمكانياتكم وطاقاتكم باتجاه هذا البلد العربي أو ذاك البلد الإسلامي. وتابع سماحته: حرِّكوا دبلوماسيتكم في مجلس الأمن للضغط على هذا العدو، وإذا أردتم أن تسلحوا أحداً فالأولى هو تسليح الشعب الفلسطيني ليكون قادراً على مواجهة غطرسة الكيان الصهيوني واستكباره وتحريره من دنس الصهاينة... وإذ شدد السيد فضل الله على أن الحل الوحيد الذي يُخرج سوريا من واقعها يأتي من خلال "حوار سياسي جاد وموضوعي بين النظام والمعارضة للوصول إلى رسم خارطة الطريق للحل، تبدأ بإيقاف العنف ونزيف الدم للوصول بعد ذلك إلى نظام سياسي ينفتح على تطلعات الشعب السوري إلى الحرية والكرامة والإنسانية، ويحافظ على موقع سوريا الريادي في المنطقة في مواجهة العدو الصهيوني وخطط الاستكبار العالمي" .تطرأ إلى " معاناة الشّعب الأفغانيّ، وليس آخره " المجزرة الرّهيبة التي ارتكبها جنديّ أمريكيّ في قندهار، حيث قتل ١٦ شخصاً، بينهم تسعة أطفال بعدما أطلق عليهم النّار بدم بارد." متسائلاً : أين هو العالم الإسلاميّ، وأين هي كرامات المسلمين، وهل أصبحت دماء المسلمين رخيصة؟
الشيخ ملص: العدوان الأخير على غزة أثبت مجدداً أن النار هي الوحيدة القادرة على الصمود بوجه النار من جهته، أكد فضيلة الشيخ مصطفى ملص أن المقاومة الفلسطينية "حققت صموداً و نصراً جديدين" ، مباركاً للشعب الفلسطيني صموده و نصره و تصديه و لكل من عمل بالخفاء من مقاومين و شهداء قادة من الذين أسسوا لهذا النصر . كما أشار إلى أن "ما حصل في فلسطين أثناء العدوان الأخير أثبت مجدداً أن النار هي الوحيدة القادرة على الصمود بوجه النار " و إستغرب سماحته غياب بعض التنظيمات عن ساحة القتال و المقاومة بشكل مريب و غريب معتبراً أن إختفاء أكثر من عشرين ألف مقاتل داخل البيوت بقرار سياسي إنما يشكل عيباً و خيانة وطنية و دينية و أخلاقية كبرى".
المفتي قبلان : الأطلسي وتل أبيب يصران على تكملة انهيار التوازنات الإقليمية من خلال سوريا بدوره، حذر المفتي الجعفري الممتاز سماحة الشيخ أحمد قبلان المسلمين والعرب من ضياع قضية فلسطين والقدس من جديد، متعجباً " أن نسمع اسماعيل هنيّة يجري اتصالات مكثفة بالأطراف المعنية لضمان التهدئة ومنع إطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي المحتلة. وبدلاً من اجتماع الجامعة العربية لإدانة الإبادة التي شهدتها غزّة نجد وزراءها يناشدون الأطلسي أن يتحول إلى مشروع حرب إقليمي باتجاه دمشق، ما يعني أن الخيارات تحوّلت إلى زلزال يطال أجندة المنطقة، فيما مصر التي شكّلت عمق التوازن العربي الحارس لمصالح واشنطن وتل أبيب انهارت بقوة وتحوّلت جثة متعفنة، فلا العسكر التابع لواشنطن قادر على أن يفعل شيئاً ولا مجلس الشعب، وكأن زلزالاً أطاح بالمارد المصري كي يتحوّل إلى مشلول في الداخل والخارج". وتابع المفتي قبلان: "ولأن المغرب العربي على مستوى الوضع الأوسطي دون وزن فإن التعويض الاستراتيجي لواشنطن يكمن في سوريا". موضحاً أن " الأطلسي وتل أبيب يصران على تكملة انهيار التوازنات الإقليمية، خاصة في الصراع العربي – الإسرائيلي والذي لا يكتمل إلا بضرب سوريا".
كما إستغرب رئيس الهيئة السنية لنصرة المقاومة في لبنان فضيلة الشيخ ماهر مزهر الصمت العربي حول مجازر غزة التي إرتكبها العدو الصهيوني باليومين الماضيين مطالباً المجتمع الدولي النظر بعين الرأفة جراء استشهاد الاطفال والنساء العزّل وتحميل كافة المسؤولية لذلك العدو الغاشم الذي يستبيح ارضهم وسماءهم و مياههم .
أما بالوضع المحلي فلم يستغرب الشيخ مزهر "جوقة الاطفال الذين ظهروا في برنامج الرابع عشر من اذار الكوميدي ، الذين طالبوا بنزع سلاح المقاومة وتدخل الحلف الاطلسي في سوريا، ولكن الاستغراب التصفيق الحار من قبل المسؤولين اللبنانيين الذين يعتبرون انفسهم ابناء القومية العربية عندما طالب احد المهرجين من الاطفال بنزع سلاح المقاومة وأقامة السلام المنشود". متوجهاً بالقول لكل من يريد زرع الفتنة بين اللبنانيين عامة والمسلمين خاصة" نحن لهذه الفتنة بالمرصاد ولن نسمح لكم ولاسيادكم من وراء الحدود ان تنالوا مبتغاكم".
الشيخ قبلان إلى السوريين: لفتح صفحة جديدة ونبذ العنف نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة الشيخ عبد الأمير قبلان دعا بدوره السوريين إلى فتح صفحة جديدة ونبذ العنف ويلتزموا الحوار لحل المشاكل. سائلاً الله ان يعافي البحرين ويصلح أوضاعها ويبعد عنها الشر مطالباً حكام البحرين ان يكفوا عن ظلم شعب البحرين ويكونوا بعون بعضهم البعض حتى يكون الله بعونهم.
الشيخ عبد الرزاق : عندما إختار التيار الإسلامي المقاومة سبيلاً للتحرير بدأنا نرى كيف بدأ العدو يتراجع في قراراته بدوره هنأ الشيخ ماهرعبد الرزاق البحرين على وحدته " التي تجلت الأسبوع الماضي بالمسيرة الكبيرة و ثباته على مواقفه التي أرعبت السلطة ومن وراءها " مؤكداً على ان الإسلام هو الذي يوحد وكل الطروحات الأخرى تمزق الأمة. لافتاً إلى أن عندما إختار التيار الإسلامي المقاومة سبيلاً للتحرير بدأنا نرى كيف بدأ العدو يتراجع في قراراته و يستسلم.
الشيخ النابلسي: استهداف الجيش يطرح أكثر من علامة استفهام حول المنحدر الأمني الذي وصلنا إليه أما سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي نوّه بإنجاز الجيش الذي تمكن من إلقاء القبض على أفراد شبكة كانت تعمل لاستهداف المؤسسة العسكرية في مواقع أساسية لها، معيداً "التأكيد على مسؤولية القيادات السياسية بصورة جماعية بما يتسرب إلى الواقع اللبناني من أفكار هدّامة ومن مجموعات عملانية تريد زعزعة الأمن والاستقرار". وفي جانب متصل دعا سماحته الدولة إلى "التدخل الجدّي لوضع حدٍ لكل هذا الفلتان المتصل بنوعية المُنتج وبالأسعار ".
من جانبه، اشاد رئيس لقاء علماء صور العلامة الشيخ علي ياسين بالكلمة الاخيرة التي القاها امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله " الأمين على مصلحة الوطن والمواطنين والمقاومة" مؤكداً" على كل وطني مخلص ان يكون صدى لصوت سماحة السيد في التمسك بسلاح المقاومة التي هزمت اسرائيل لتبقى بطولاتها دروسا" لأجيال قادمة كي يحافظوا على الوطن واستمراره" .
كما دعا الى ادراج مرحلة مقاومة الاحتلال الاسرائيلي في لبنان في كتب التاريخ حتى لا يأتي يوم يقال فيه عن المقاوم انه قاطع طريق كما حصل مع من قاوموا المستعمر الفرنسي للبنان . كما طالب بانزال اشد العقوبات بالتجار الذين يتلاعبون بصحة المواطنين عبر المواد الغذائية الفاسدة.وندد بالمؤامرات والاعتداءات والمجازر االتي تتعرض لها غزة وسوريا . أما الشيخ ماهر حمود لفت إلى أن " إيران الخميني تعيش حالة (اليقين)" مؤكداً أن" الثورة التي بدأت من قم فيها رجال كزبر الحديد لن تتوقف إلا في ايلياء (القدس) ، ولنا أن نخاطبهم كما يلي : مبارك عليكم هذا اليقين ومبارك بذلكم وتضحياتكم من اجل القدس .. نخالفكم في كثير من الأمور ، ولكن نعتقد أنكم تبذلون كل جهد ممكن في طريق فلسطين" .
وإذ أكد الشيخ حمود على ضرورة أن "يعترف احدنا للآخر بانجازاته" دعا إلى الإبتعاد عن لغة الاتهام والتشكيك والتكفير وليتقبل احدنا من الآخر الانتقاد البناء المبني على الأحكام الشرعية والأدلة اليقينية حتى يأتي الله بأمره.
وأوضح الشيخ حمود أنه "يمكن للمشروع الإيراني الكبير المؤمن بزوال إسرائيل أن يكون مقدمة لوعي الأمة وبابا ليقظتها ، فيجتمع الجميع على طريق القدس".