تاريخ النشر2012 3 February ساعة 18:25
رقم : 81878
منبر الجمعة في لبنان

لوقف بحر الدم في البحرين و سوريا

خاص (تنا) – مكتب بيروت
اكبر جريمة ترتكب في حق الأوطان التعاون مع الأجنبي بذريعة تحقيق العدالة
لوقف بحر الدم في البحرين و سوريا
إلى البحرين مجدداً ، شدّ خطباء منبر الجمعة في لبنان اليوم الرّحال ، مطالبين وقف شلال الدم فيها وفي سوريا حيث تُسلط كل الأضواء لأن المؤامرة تتمثل بالقضاء على خيار ونهج المقاومة فيها . في حين أن العالم لا يعرف حقيقة الوضع في البحرين المظلوم بثورته و ثواره . 

وفيما يستمر الغموض مخيما على جديد التطورات الميدانية في سوريا ، وإستمرار بحر الدم في كل من سوريا و البحرين ، بحرٌ آخر جرف مصر "بروح رياضيّة " ، فعلى وقع مجزرة كرة القدم حجز الحدث المصري من باب اهتزاز صورة الثورة مكاناً في صدارة الاهتمام أيضاً . 

بينما لبنان لا يزال يتخبط في تجاذباته السياسية و ليس آخرها تهديد بسلسلة جديدة من الإغتيالات ، أما القدس أعاد الخطباء تذكير العرب و المسلمين أن يكونوا جديرين بحمل هذه الأمانة التي إن سقطت ـ لا سمح الله ـ فستسقط قضايانا الواحدة تلو الأخرى.

الشيخ ماهر حمّود طالب " الذين يقفون في وجه محاولات الإصلاح الجادة تقديم البديل ، أو
أن يكونوا إصلاحيين بأنفسهم وإلا فلن تكون ولمواقفهم أية قيمة وستنكشف الأسباب الشخصية أو غير المبررة التي تجعلهم يقفون ضد الإصلاح ... ولو بعد حين ". مؤكداً ان "اكبر جريمة ترتكب في حق الأوطان التعاون مع الأجنبي بزعم الوصول إلى العدالة والحرية والديمقراطية".

و لفت سماحته إلى أن "التاريخ سيكتب من دون شك أن الذين يريدون الإصلاح في سوريا ، كما يقولون، وقبل وصولهم للسلطة، مارسوا في حق شعبهم ممارسات تشبه كثيرا ، وتفوق أحيانا ، الممارسات السيئة التي يتهمون بها النظام في سوريا ... إن هذا واضح في قتل الجنود وزرع المتفجرات وما إلى ذلك ، وهذا أوضح ما يكون في المحاولات الحثيثة التي يريدون من خلالها تدويل الأزمة ويستجدون التدخل الأجنبي ". 

بدوره، رأى سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي أننا " نشهد نزيفاً مستمراً لهيبة الدولة وسلطتها وحاكميتها نتيجة التصارع الدائم بين الأقطاب والقيادات والاحزاب اللبنانية الأمر الذي يجعل هذا البلد بلداً مأزوماً باستمرار فكيف إذا كانت على ضفافه أزمات يمكن أن تجعل الوطن في مهب رياح الفتنة " . 

من جهة أخرى قارن سماحته بين أحداث
سوريا و البحرين مشيراً إلى "أن النظام البحريني ماضٍ في عسفه ضد المدنيين وفي استعماله النار ضد المتظاهرين سلمياً المطالبين بأبسط الحقوق الإنسانية والوطنية ما أدى إلى استشهاد العشرات وجرح واعتقال المئات من دون تحرك دولي ومن دون تغطية إعلامية ومن دون مساندة سياسية على عكس ما يجري في سوريا, إذ إننا نشهد العالم كله يتحرك ضد سوريا لأن سوريا تجسد فعل المقاومة قولاً وعملاً, ونشهد دعماً تسليحياً ومالياً وإعلامياً وسياسياً مهولاً " . 

و أكد الشيخ النابلسي على أن " الثورة البحرينية ثورة مظلومة والثوار البحرينيون ثوار مظلومون والعالم لا يعرف حقيقة الوضع هناك فيما تُسلط كل الأضواء نحو سوريا لأن المؤامرة هي القضاء على خيار ونهج المقاومة في هذه المنطقة". مشدداً على أنهم" سيفشلون وسينتصر الحق على الباطل ولو بعد حين ".

من جهته، لفت العلامة السيّد علي فضل الله إلى "أنَّ الجامعة العربيّة قرّرت أن تغيب عن الأنظار، وأن تصمّ أسماعها عن كلّ ما يجري لشعب البحرين، لأنّها تريد للصّيف والشّتاء أن يجتمعا تحت سقفٍ واحد". مجدداً الدعوة إلى مقاربة موضوعيّة للملف البحرينيّ،" لأنّ استمرار الوضع على ما هو عليه، يمثّل
استنزافاً لقدرات وإمكانيّات وطاقات الشّعب والسّلطة معاً " قائلاً : نحن نريد لهذه الطّاقات أن تتجمّع في خطّ الوفاق الّذي يحفظ البحرين ومستقبل شعبه وأجياله.

من جهة أخرى، أشار السيد فضل الله إلى أنه إن سقطت فلسطين ـ لا سمح الله ـ فستسقط قضايانا الواحدة تلو الأخرى. متوجهاً إلى العرب و المسلمين بالقول : عليكم أن تكونوا جديرين بحمل هذه الأمانة، أمانة القدس لتكون التزامكم الراسخ في طول الساحة الدولية وعرضها في مجلس الأمن وغيره، وأمام هذا العالم الذي لا يحترم إلا الأقوياء، والذي يحتقر كل أولئك الذين يعتمدون سياسة التنازل خطوة خطوة.

كما أعاد سماحته التّأكيد على "الجامعة العربيّة وكلّ الحريصين على البلد العزيز سوريا، العمل على إعادة فتح سبل الحوار لإبعاد شبح الحرب الأهليّة" ، قائلاً : عندما نشعر بالألم حيال ما يحصل في سوريا وما يسقط فيها من دماء بريئة وما يصيب شعبها، فإن قلوبنا تعتصر ألماً على مصر أيضاً وعلى الضحايا التي سقطت تحت عنوان التنافس الكروي، ونخشى أن تكون هناك جهات تسعى لإدخال مصر في الفوضى الدامية لمنعها من الاستقرار ومن الانطلاق في موقعها الريادي على مستوى الأمة كلها.

وبعيداً عن الأحداث
الدامية التي شهدتها مصر ، ناشد السيد فضل الله المسؤولين في لبنان، أن يتدارسوا أفضل السّبل لتجنيب البلد مخاطر هذا الارتماء في قلب الأزمة المتدحرجة في سوريا، داعياً إلى التنبّه إلى الهاجس الأمنيّ الّذي بدأ يطلّ برأسه ليقضّ مضاجع اللّبنانيّين في كلّ حديثٍ عن محاولات اغتيالٍ . كما دعا المسؤولين إلى الكفّ عن رمي الكرة في وجه النّاس، وإلى التّعاطي كوحدة متكاملة داخل مجلس الوزراء وخارجه .

بدوره، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أكد "اننا جميعا في دائرة الخطر إذا لم نوقف فورا عملية شد الحبال"، وقال: "لسنا في حلبة مصارعة، نحن أمام معضلة وطنية كبرى قد يستفحل حلها إذا لم نعمل جميعا على تفكيك ما يحيط بها من ألغام، واضعين حدا لهذه الحالة المرضية من التعصب والحقد والغضب". 

وطالب المفتي قبلان "جميع الغيارى على هذا البلد والمخلصين الحرصاء على وحدته وصيغته وثوابته، بأن يهبوا فورا إلى تسوية الأمور وإنهاء هذه الحالة الشاذة من الحقد والنكايات في الممارسة السياسية" داعياً "اللبنانيين جميعا إلى عدم الخوض في المغامرات الصعبة والرهانات
الخاطئة ". كما أكد سماحته أن" سوريا كانت قوية وستبقى مهما تقاطرت عليها المؤامرات الآتية من الغرب أو من بعض العرب بكل أسف، وعلى اللبنانيين أن يبحثوا في كل ما يقويهم ويعزز أمنهم ".

أما نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة الشيخ عبد الأمير قبلان طالب الجميع "وقف شلال الدم في سوريا والبحرين وليكف الجميع عن القتل ويبتعدوا عن الظلم لان الظلم اذا دام دمر، وليتعظ الظالمون من صدام حسين ومعمر القذافي ومن الذين ظلموا وقتلوا فارتكبوا الشرور والنكبات " . 

ورأى سماحته إن لبنان دفع ثمنا غاليا جراء الخلافات والمناكفات، مشيراً أن "على الحكومة اللبنانية إن تبتعد عن الكيدية والحساسية وحب الذات فيعمل الجميع لمصلحة البلاد " ولفت الشيخ قبلان إلى أن "لبنان لا يزال مهدد بالاغتيالات، وعلى الذين يصطادون بالماء العكر ويلعبون بحياة الناس إن يحذروا بطش الله لان الله تعالى للظالمين بالمرصاد وعلى اللبنانين أن يكونوا موحدين متبعين رسول الله الذي قال: " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" ".
https://taghribnews.com/vdcdjj0j.yt0f56242y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز