لبنان بتعاونه المسلم والمسيحي سيبقى شوكة حادة في عيون إسرائيل
شارک :
دان خطباء منبر الجمعة اليوم جريمة إحراق نسخ من القرآن الكريم في أفغانستان ورد الخطباء على تهديدات نتنياهو ضد لبنان بالقول "اذا كان بإمكانك ان تمحي لبنان فإننا نشجعك كي تورط نفسك حتى ننتهي من أكذوبة هذا الكيان وادعائه انه دولة لا تقهر" مستنكرين من جهة أخرى، الإحتشاد العربي والدولي ضد سوريا في تونس.
فقد رفض الشيخ عفيف النابلسي رفضاً مطلقاً "الإحتشاد الدولي والعربي ضد سوريا في تونس" ورأى فيه" عدواناً على سوريا وعلى الأمة، ومن المخزي لبعض الدول العربية أن تقود حشداً دولياً للإطاحة بالنظام السوري، ولا تقود حشداً ضد "إسرائيل" للإطاحة بالنظام السرطاني العنصري الإرهابي، فهل أصبحت سوريا أكثر خطراً من الكيان الصهيوني، وهل أصبحت سوريا هي عدو الأمة!".
وسأل سماحته "كل ملوك العرب الذين أضاعتهم الأوهام والأموال، هل إن ما تقومون به هو في صالح أمتكم وشعوبكم ووحدتكم وعزتكم؟ أم أن هذا الدرب هو درب الفتنة العمياء الواسعة التي تتوسلها "إسرائيل" وأميركا لإسقاط فلسطين؟، ولكن ماذا إذا انقلب السحر على الساحر،
فماذا سيكون الجواب وماذا سيكون مصيركم!" . بدوره، رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان "ان ما يجري في سوريا والبحرين والعراق سيء جدا ومنكر جدا" داعياً إلى العمل بعدل "من اجل إحقاق الحق وإزهاق الباطل فنتصدى للباطل ونبعده عن ساحتنا ونعزله، فالمطلوب ان نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، فالتفجيرات التي تستهدف العراق أعمال مدانة ومستنكرة لا يقبلها وعقل ولا دين، وعلينا ان نتصدى لها، ونعمل ليكون العراق مستقرا".
وطالب الشيخ قبلان الدول العربية بان "تعدل فتنظر بعين الحقيقة، ولا يضربوا الوحدة الوطنية في سوريا فيعملوا لخدمة سوريا شعبا ومؤسسات" .
كما شدد سماحته على أن "لبنان وسوريا بلدان بشعب واحد والشعبان يرتبطان بعلاقات مميزة، ونحن لا نخلع ثيابنا ولا نخرج منها، وسوريا هي جارنا القريب، فلماذا لا ينظر العرب بعين الحقيقة إلى الوضع فيجمعوا الشمل ويرأبوا الصدع، ويصلحوا بين الناس، ويرمموا ما فسد لتبقى سوريا حضن الممانعة والمقاومة؟ ونقول مؤتمر أصدقاء دمشق في تونس نحن لا نظلم أحدا، فاذا كنتم تخلصون لسوريا فأبعدوها عن الفتن، وكونوا منصفين عادلين، واعملوا للاصلاح والصلاح ولم الشمل وجمع الكلمة".
ورد قبلان على تهديدات نتنياهو ضد لبنان فقال: "أنت لا تعترف بوجود لبنان، ونحن نثبت ان لبنان قديم جدا، ومتجذر في الأرض قبل غرس الكيان الصهيوني في فلسطين، ولبنان يعيش مع شعبه بكل مصداقية، أما الكيان الصهيوني فهو غاصب لا نعترف يه، واذا كان بإمكانك ان تمحي لبنان فإننا نشجعك كي تورط نفسك حتى ننتهي من أكذوبة هذا الكيان وادعائه انه دولة لا تقهر، وعندها نعرف من سيبقى له وجود واستقرار"
وتابع سماحته :"لبنان بتعاونه المسلم والمسيحي سيبقى شوكة حادة في عيون إسرائيل، وسيبقى بالمرصاد لكل من تسول له نفسه الاعتداء عليه، فلبنان لن يكون ساحة للعدو لأننا سنبقى بالمرصاد لدحر العدو الصهيوني الذي ينتهك المقدسات في فلسطين، إن لبنان بوحدته الوطنية وتآخي المسلمين والمسيحيين فيه سيكون بالمرصاد ضد إسرائيل، وعلى أللبنانيين من كل الطوائف والمناطق ان يكونوا يدا واحدة يعملون لحفظ لبنان ليبقى الشوكة في عين العدو الصهيوني".
من جهته، دعا السيد علي فضل الله إلى "وقفة إسلامية موحدة ضد الذين لا يبالون بمشاعر المسلمين أمام هذا الكتاب الذي يشكل عنواناً من عناوين وحدتهم، بدلاً من الانغماس في لعبة الانقسامات داخل الساحة الإسلامية، التي يُراد للمسلمين أن يستغرقوا فيها"و الى "وقفة عربية وإسلامية مع الشعب الفلسطيني".
وفي هذا الإطار تساءل سماحته :" ألا يستحق كل ما يجري في فلسطين أن تعمل الجامعة العربية ودول منظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان للدعوة لعقد اجتماع دولي تحت عنوان مؤتمر أصدقاء فلسطين، لتدارس كل السبل التي تضمن لهذا الشعب المضطهد والمقهور حقه في الحرية والعيش الكريم والأمان، أسوة بكل الشعوب الأخرى التي يتداعى العالم لنصرتها، أم تقف حرية الشعوب وحقوق الإنسان عند الشعب الفلسطيني كي لا ينزعج الكيان الصهيوني أو تتشوه صورته؟".
وإذ أبدى السيد فضل الله خشيته من أن تكون سوريا "قد دخلت في دائرة التجاذب الدولي والإقليمي شدد على "ضرورة البدء بحوار جدي والإستفادة من الخطوات الإصلاحية التي بدأت والتأسيس عليها".
من جهة أخرى، شجب السيد فضل الله "الجريمة النكراء التي أودت بحياة المئات من الجرحى والقتلى" . أما على الصعيد المحلي لفت سماحته إلى أن العدو الصهيوني"يهدد ويتوعد مرة أخرى بإزالة لبنان عن الخريطة" مشيراً إلى أن "العدو الصهيوني هو أضعف من أن يقوم بهذه المغامرات، وبات على العرب والمسلمين أن يوجهوا الرسائل الحاسمة إلى هذا العدو، بأن المعادلة لم تعد في المنطقة والعالم كما كانت من قبل، وأن لغة الحديد والنار لن تفيده، بل سترتد عليه".
أما المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان حذر مما يُرسم للمنطقة من خلال سوريا ولبنان واصفاً إياه بـ" الخطير جداً " وحث اللبنانيين على معرفة كيف"نحصن أنفسنا، وكيف نبني دولتنا على الثوابت التي تجعلنا قادرين على تجاوز هذه المرحلة الصعبة والمصيرية بأقل قدر ممكن من الخسائر والأضرار، وهذا يستدعي إستنفاراً وطنياً عاماً من قبل الجميع، وممارسات سياسية صادقة وأمينة تتجاوز الماضي ،وتفتح صفحة جديدة عنوانها وحدة لبنان أرضاً وشعباً".
ولفت المفتي قبلان الى أن "السؤال برسم المسؤولين عن كيفية النهوض بالبلد، وكيفية إعادة بنائه بهذا النهج من العمل السياسي الذي تجاوز الحدود، وعمّق الانقسامات الطائفية والمذهبية، وعطّل المفاهيم الوطنية والأخلاقية، التي إذا لم نسارع معا لتفعيلها وتعميمها والالتزام بها، فقد نذهب بعيدا في تفتيت البلد وتسريع عوامل انهياره"، وأضاف "إن ما نريده من الجميع هو أن يتنبهوا للمخاطر المحدقة، وألا يستمروا في قرع طبول التحدي، اللبنانيون في سفينة واحدة، والربان المتميز ينبغي أن يكون ساهراً على إنقاذ سفينته وتجنيبها هول الأمواج المتلاطمة التي تهب من كل الاتجاهات".