تاريخ النشر2010 12 July ساعة 21:16
رقم : 20623
شعبان

شعبان محطة تزود

من المفترض أن يكون يوم الثلاثاء الأول من شهر شعبان المعظم في أغلب الدول الاسلامية ومع انتهاء شهر رجب ودخول شهر شعبان لا يبقى على شهر رمضان المبارك الا القليل ومع ان المسلمين في بعض الدول الاسلامية يهنئ بعضهم البعض الآخر في نهاية شهر رمضان المبارك وحلول عيد الفطر المبارك
شعبان محطة تزود


وكالة أنباء التقریب


من المفترض أن يكون يوم الثلاثاء الأول من شهر شعبان المعظم في أغلب الدول الاسلامية ومع انتهاء شهر رجب ودخول شهر شعبان لا يبقى على شهر رمضان المبارك الا القليل ومع ان المسلمين في بعض الدول
الاسلامية يهنئ بعضهم البعض الآخر في نهاية شهر رمضان المبارك وحلول عيد الفطر المبارك.

الا أن اغلب المسلمين اعتادوا على ان يهنئ بعضهم البعض الآخر بحلول شهر رمضان المبارك ايضا للمكانة المعنوية العظيمة لهذا الشهر الكريم الا أن بلوغ هذه المكانة بحاجة الى مقدمات، فكما أن الصلاة لا يمكن اقامتها من دون وضوء كذلك فان بلوغ شهر رمضان يتيسر عبر التزود بمحطي رجب وشعبان.

لا نريد أن نقول أن شأن شعبان ورجب كشأن الوضوء بالنسبة للصلاة لأن الوضوء أو عموم الطهارة واجبة للصلاة بينما القيام بالأعمال الخاصة بشهري رجب وشعبان مستحب، وانشاء الله تزودنا بما ينبغي في شهر رجب كأداء اعمال ام داوود وتلاوة الذكر والأدعية والصلوات الخاصة بهذا الشهر الشريف واذا فاتنا القيام بهذه الأعمال فامامنا شهر بكامله وهو شعبان وأداء الأعمال الخاصة به لنتهيأ شهر رمضان، من هنا يمكن القول أن شهر شعبان
محطة للتزود.
ربما يتهاون بعض المسلمين في شهر شعبان، ولا نقول يستهين فهناك فرق شاسع بين التهاون والاستهانة لأن الاستهانة تأتي من التقليل من شأن الشيء أي أن المرأ لا يعير أهمية للشيء ويستخف به، بينما التهاون يأتي من الكلل والملل وضعف الارادة فقد يدرك الانسان أهمية شيء ما ولكن لا يقوم بما ينبغي عليه لكسله وتردده، فربما يعود تهاون هؤلاء المسلمون بشهر شعبان لأنهم يعتقدون أن الأعمال الخاصة به مستحبة الا أن هذه الاعمال المستحبة مؤشر على مدى حب الانسان لربه وسعيه الى التقرب اليه، ولو بلغ المؤمن مرتبة يشعر معها انه
يتلذذ بارهاق نفسه في العبادة لله فليعلم أنه بلغ درجات سامية في القرب من الله، ومثل هذه الحالة لا يبلغها المرء الا اذا قام بالأعمال المستحبة لأن أقدامه على هذه الأعمال الطوعية وغير الملزمة بحد ذاته انجاز عظيم لا يوفق لها كل انسان.
وقد وردت أعمال كثيرة خاصة بشهر شعبان في كتب الأدعية في مقدمتها صيام الأول من شهر شعبان وأيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر منه وكذلك صوم آخر يوم فيه، وكذلك زيارة اولياء الله والتي يراد منها أن يسلك المؤمن السبيل الذي أوصلهم الى القمم المعنوية من خلال تتبع سيرتهم وحياتهم ومواقفهم، وكذلك تلاوة الأدعية والأذكار الخاصة في هذا الشهر.
واحدى مشاكل بعض المسلمين في الوقت الراهن ليس لأنهم لا يصلون او لا يصومون أو لا يحجون أو لا يؤدون عموم ما وجب عليهم ويتجنبون عموم ما حرم عليهم وانما مشكلتهم في ضعف معنوياتهم فهي النافذة التي يتسلل اليها
شياطين الانس والجن الى الانسان المسلم ويقومون بالتدريج بتضليله عن الصراط المستقيم، وتظهر قوة أو ضعف معنويات المسلم بشكل جلي وبارز عندما تتعارض مصالحه مع قيمه ومبادئه، فلربما لا تتعارض مصالحه مع فريضة الصلاة أو الصوم ولكنها تتقاطع مع الدفاع عن سائر المسلمين والذود عنهم أو الكيد ضدهم، وهناك من المسلمين وللاسف يؤمن بمقولة أنا وما بعدي الطوفان التي تمثل قمة الانانية، ولا يردد مثل هذه المقولة الا الذين لم يدركوا جوهر الاسلام وروحه، وربما يدرك الانسان ضرورة نجدة سائر المسلمين واغاثتهم سواء من الأعداء الذين يحاولون افتراسهم أو من الفقر والجوع أو من كارثة حلت بهم ولكن ضعف ارادتهم وضعف معنوياتهم تمنعهم من تقديم العون والمساعدة لهم، ولا تعزز معنويات هؤلاء وتقوى الا بالقيام بالأعمال المستحبة.

صالح القزويني
https://taghribnews.com/vdcexp8w.jh87wibdbj.html
المصدر : صالح القزويني
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز