تاريخ النشر2010 8 September ساعة 12:25
رقم : 25468

وجه الشبه بین تفجیري ١١ سبتمبر وضريح العسكريين (ع)

اذا لم نقل أن هؤلاء هم الذين وقفوا وراء تفجيرات ١١ سبتمبر فبالتأكيد أنها خدمتهم في تحقيق أمنيتهم بالحؤول دون اعتناق المسيحيين للاسلام وذلك من خلال اتهام المسلمين بتنفيذ هذه التفجيرات.
وجه الشبه بین تفجیري ١١ سبتمبر وضريح العسكريين (ع)

لعل البعض يستغرب من المقارنة بين تفجيرات ١١ سبتمبر وضريح الامامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام في مدينة سامراء، ولكن لو استقرأنا الأهداف المحتملة من التفجيرين لوجدنا تشابها كبيرا بينهما خاصة وأن الشكوك وعلامات الاستفهام التي تحوم حول منفذي التفجيرين والاهداف التي كانوا يريدون تحقيقها كثيرة، ولا أريد الخوض هنا في موضوع منفذي التفجيرين وخاصة منفذي تفجيرات ١١ سبتمبر فقد أتخم هذا الموضوع بالبحث والنقاش طيلة السنوات التسع الماضية ولكن لم يتوسع الحديث ويتشعب حول الأهداف المراد تحقيقها من التفجيرات وربما السبب في ذلك يعود الى أنه كلما رجحت كفة أحد الأهداف عندها يمكن التوصل الى المنفذ الرئيسي لهذه التفجيرات. 

تعددت التحليلات حول أهداف تفجيرات ١١ سبتمبر فبعضها يرى أن منفذيها كانوا يريدون اثبات حقيقة أنهم قادرون على زعزعة الأمن في أميركا وتوجيه ضربة موجعة الى قلبها،
والبعض اعتقد أن الاقتصاد الاميركي وصل ذروته ولا بد من توجيه صدمة لهذا الاقتصاد لكي لا يسبب كارثة للولايات المتحدة نتيجة تقدمه السريع، وهناك من يعتقد أن الولايات المتحدة الأميركية كانت تخطط للهجوم على دول المنطقة ولم يكن في يدها ذريعة ومبرر قوي للقيام بذلك وكانت تفجيرات ١١ سبتمبر أقوى مبرر لتقوم بخطواتها التالية، ولكل واحد من هذه التحليلات دلائله وبراهينه ووثائقه. 

وهناك تحليل آخر تتضح قوته من الأحداث التي وقعت بعد التفجيرات، فيشير الذين يؤمنون بهذا التحليل الى أن الاسلام شهد في العقود الأخيرة من القرن العشرين وبالتحديد خلال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي اقبالا واسعا من قبل معتنقي سائر الأديان وخاصة المسيحيين الذين تخلوا زرافات زرافات عن دينهم ليعتنقوا الاسلام وكانت هذه الظاهرة الشغل الشاغل للقائمين على هذه الأديان فلم يكن يهدأ لهم بال ولذلك كانوا بامس الحاجة لوضع استراتيجية للتصدي لهذه الظاهرة واذا لم نقل أن هؤلاء هم الذين وقفوا وراء تفجيرات ١١ سبتمبر فبالتأكيد أنها خدمتهم في تحقيق أمنيتهم بالحؤول دون اعتناق المسيحيين للاسلام وذلك من خلال اتهام المسلمين بتنفيذ هذه التفجيرات، اذ يتذكر الجميع الهجمة الشرسة
التي شنت على الاسلام والمسلمين ومع أن الرئيس الأميركي السابق جورج بوش سحب كلامه عندما قال عادت الحروب الصليبية نتيجة الاحتجاجات الواسعة الا أنه بالتأكيد لم يطلقها عفوية، ومع مضي ٩ سنوات على التفجيرات الا أن الحملة على الاسلام والمسلمين مستمرة بل المؤشرات تؤكد أن القائمين على هذه الحملة لن يتوقفوا ولعل دعوة أحد القساوسة الى الاحتفال سنويا بحرق القرآن الكريم أو نشر الكاريكاتيرات المسيئة للاسلام والنبي الأكرم تصب في هذا الاطار. 

من الواضح أن الاصرار على تشويه صورة الاسلام من خلال التأكيد على مصطلح الارهابيين أو تصدر أخبار العمليات الارهابية في الصفحات الأولى من الصحف العالمية أو نشرات أخبار القنوات التلفزيونية والاذاعية، لم يكن عشوائيا بل وفق خطة مدروسة احد أهدافها تقزيز أتباع سائر الديانات من الاسلام خاصة وقد برزت ظاهرة في غاية الوحشية آنذاك وهي قطع الرؤوس وقد شاهد العالم كيف ظهر أحد المسلحين في شريط مصور بثته العديد من الفضائيات وبيده سكينا وكان ينحر رأس احد جنود قوات الاحتلال في العراق، وللأسف فقد ساعد المخططين لتشويه صورة الاسلام والمسلمين بعض المسلمين الجهلة الذين تصوروا أنهم سينصرون دينهم وينتقمون له اذا قتلوا بعض الأبرياء من سائر الأديان أو وضعوا القنابل في الأماكن العامة
التي ليس لها علاقة بالقرار السياسي وبالتأكيد أنها لم تؤثر عليه. 

وعلى الرغم من أن اقبال أتباع سائر الديانات على التعرف على الاسلام بعد ١١ سبتمبر تزايد فقد أكدت الاحصائيات الرسمية تزايد نسبة اقتناء الكتب الاسلامية وفي مقدمتها القرآن الكريم في الدول الغربية الا أن هذه الحملة أقنعت الكثيرين من أتباع سائر الأديان بان الاسلام دين القتل والعنف وقطع الرؤوس الأمر الذي أوجد هوة كبيرة ووضع حاجز وجدار مرتفع بين الاسلام والمسلمين واتباع سائر الديانات، وبهذه المقاربة هناك تشابه كبير بين تفجيرات سبتمبر وتفجير ضريح الامامين العسكريين عليهما السلام في سامراء فقد كانت أحد أهداف التفجير اثارة الخلافات وتعميقها بين المسلمين بل أن الكثيرين كانوا يتوقعون نشوب الحرب الأهلية بعد تفجير ضريح الامامين العسكريين عليهما السلام بل أن بوادر هذه الحرب ظهرت فكان الذبح والقتل يجري في العراق على الهوية واتسع نظاق التهجير الطائفي ليشمل أغلب المدن العراقية ولولا تدخل علماء الدين الذين لعبوا دورا رئيسيا في تهدئة الأمور لكان اندلاع الحرب الأهلية وشيكا، من هنا فان وجه التشابه بين تفجيرات ١١ سبتمبر وتفجير العسكريين أن أحد أهداف الأول هو بناء جدار مرتفع بين المسلمين وسائر الأديان أما الثاني فكانت أحد أهدافه بناء جدار مرتفع بين المسلمين أنفسهم.
صالح القزويني
https://taghribnews.com/vdcg7t9x.ak9n34r,ra.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز