التركيز على أفغانستان يمتص المقدرات المطلوبة للمحاكم الجنائية ومساعي الاستطلاع في كل الأماكن التي يتوالد ويترعرع فيها الإرهاب
شارک :
وصف الكاتب الأميركي "جيمس تروب" الحرب على أفغانستان بأنها حرب لا طائل من ورائها, وشكك في مقال نشرته له مجلة "فورين بوليسي" الأميركية بالإستراتيجية التي يتبعها الرئيس الأميركي باراك أوباما في الحرب الأفغانية، وانتقد تروب سياسات أوباما في الحرب التي سبق للرئيس الأميركي وصفها بكونها ضرورية وأنها حرب لا يمكن للولايات المتحدة أن تخسرها, كما انتقد الكاتب زج أوباما بمزيد من العسكريين الأميركيين في ميدان المعركة بدعوى محاربة حركة طالبان وتنظيم القاعدة.
وأشار الكاتب إلى المبادرات والعروض التجريبية التي عرضها الجنرال "ديفد بترايوس" على زعماء طالبان وإلى أن طالبان ستحتل أي مناطق تنسحب منها القوات الأميركية والأفغانية، وأوضح أن تنظيم القاعدة موجود بشكل صغير جدا في أفغانستان وأنه يمكن احتواؤه عن طريق اتباع أساليب مكافحة التمرد التقليدية, وأن طالبان قد لا تدعو القاعدة إلى إعادة تشكيل وجود كبير لها في أفغانستان إذا ما عادت طالبان إلى الحكم في البلاد.
وبينما أشار إلى أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن لم يعد يملك سوى ۲۰۰ من الأتباع, وأن احتساب القاعدة من حيث العدد وحده يعد أمرا مضللا، وأضاف أن طالبان لن تكون من الحماقة بحيث تسمح بعودة القاعدة ومرافقتها في حالة تمكنوا من إعادة احتلال المزيد من المناطق في شرق وجنوب أفغانستان, لكن طالبان قد ترحب بمجموعات تعمل على نمط القاعدة.
وقال الكاتب إن التكاليف كلها أمور متصلة أو نسبية, حيث لا يوجد ضمان من وجود منافع بالاحتفاظ بأعداد كبيرة من الوجود العسكري الواسع في أفغانستان في السنوات الثلاث أو الأربع القادمة, وربما كان مبلغ المائة مليار دولار أو نحوه الذي يصرف سنويا هي أقل التكاليف. وأضاف أن الوجود العسكري الأجنبي نفسه هو سبب في الإرهاب, فمن المؤكد أنه أمر استفزازي في عيون ملايين المسلمين, والذين سيتحول جزء بسيط منهم لمهاجمة الغرب, وأن إرهاب القاعدة المركزي قد مهد الطريق أمام بروز الجهاد الذي لا مرجعية أو قيادة له. وأوضح أن التركيز على أفغانستان يمتص المقدرات المطلوبة للمحاكم الجنائية ومساعي الاستطلاع في كل الأماكن التي يتوالد ويترعرع فيها الإرهاب, وأن الحرب تعد استنزافا رهيبا لاهتمامات واشنطن وقوة أميركا الناعمة وهيبتها, وهي أمور من الصعب النظر إليها بجدية في آسيا بينما ما زال الأميركيون عالقين في أفغانستان.