بنجاح الثورة الشعبية التونسية وخلعها الجنرال زين الدين بن علي وما كان يمثل نظامه من فساد واستبداد بتواطؤ دولي معروف, فان ابرز الدروس التي قدمها هذا الشعب الشجاع البطل لكل المقهورين والمحرومين وايضا لكل من اعمتهم قوة البطش, هي التالية:- ۱- لا تستطيع اية سلطة في العالم ان تستمر بالقمع والتخويف وارهاب الدولة. وكانت تونس حسب تقارير منظمة العفو الدولية ومنظمات حقوق الانسان الاخرى, اكثر دولة بوليسية في العالم, ولم يماثلها في هذا المجال سوى دولة السافاك (البوليس السري ايام الشاه الايراني) الذي سقط من قبل بثورة شعبية مماثلة. ۲- لا تستطيع اية سلطة ان تستمر رغم الارادة الشعبية بالاعتماد على التواطؤ الدولي, خاصة التوافق الامريكي- الفرنسي الذي كان يدعم سلطة الرئيس التونسي المخلوع الذي كان معروفا بعلاقاته المزدوجة مع المخابرات الفرنسية والامريكية.
۳- مهما قدمت سلطة في العالم للعواصم الاستعمارية العالمية واجهزتها من خدمات غير جليله فان هذه العواصم مستعدة وجاهزة للتخلي عن ادوات هذه السلطة اذا ما تحولت الى عبئ عليها وهذا ما فعله الامريكان والفرنسيون في بلدان عديدة. 4- ان اشد الجنرالات قسوة وبطشا في الحكم يتحولون الى ارانب ما ان يغادروا السلطة خطوة واحدة. 5- اهتراء انظمة الاستبداد والفساد الى درجة يصبح معها الاصلاح من الداخل ضربا من الخيال والاوهام ولا يبقى من سبيل اخر سوى الانتفاضات الشعبية.
6- ان دور الشعب عبر هذه الانتفاضات هو الطريق الحاسم للحرية والانعتاق. ۷- ان ادارة الظهر للمصالح الشعبية خاصة الطبقات المقهورة خدمة للمصالح الاجنبية والمافيات المحلية ليست صمام امان ابدي لاية سلطة. وما حدث في تونس ان نظام الجنرال بن علي سلم البلاد للشركات الاجنبية والمافيات المحلية المرتبطة بها ووظف اجهزته لقمع اي صوت مخالف وكانت اكاذيبه حول العلمانية ومحاربة الارهاب لاصولي هي الذريعة المكشوفة التي لم تصمد طويلا امام الحقائق الدامغة فليست العلمانية ولا الديمقراطية هي هاجسه وهاجس حلفائه بل الاستحواذ على السلطة وغنائمها اولا واخيرا.۰