استغلال الکیان الصهیونی من أحداث لیبیا للمضي في الاستيطان
وكالة انباء التقريب(تنا)
لفت صحيفة "الثورة" السورية الى استغلال سلطات الاحتلال الصهيوني انشغال العالم بأحداث ليبيا والاحتجاجات الواسعة على امتداد الساحة العربية للمضي قدماً في مشروعها التوسعي الاستيطاني، وارتكاب المزيد من الجرائم ضد الشعب الفلسطيني.
شارک :
و نقل مراسل وکالة التقریب فی سوریا عن الصحيفة: انه "وبعد اعلان السلطات الصهيونية الشروع ببناء آلاف الوحدات الاستيطانية المخالفة للقانون الدولي اثر تشجيع «الفيتو» الأميركي الذي أشهره أوباما بوجه الحق العربي، معلناً انضمامه الى مشروع «الليكود» المتطرف، تقوم حكومة نتنياهو يومياً بممارسة هواياتها العنصرية باحكام حصار غزة وقصف شعبها الآمن بالطائرات وشن سلسلة اعتقالات واسعة وغير مسبوقة في صفوف الأطفال الفلسطينيين في طول الأراضي المحتلة وعرضها".
ورأت الصحيفة، أن المفارقة المثيرة للاستهجان والاستغراب معاً أن نرى الولايات المتحدة تتحرك فوراً لحث مجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرارات صارمة هنا وهناك (وليبيا انموذجاً) في الوقت الذي تتفرج فيه على جرائم الكيان الصهيوني الموثقة بالصوت والصورة، والتي تتكرر بصورة مأساوية منذ عقود دون أن تحرك ساكناً تجاهها.
واضافت "عندما يقوم أصحاب الحق العربي بتقديم مشروع قرار يدين الاستيطان نجدها (اميركا) تستخدم«الفيتو» ضده، ثم تستمر بالتشدق بحقوق الانسان ولهفتها لتطبيق العدالة الدولية في طول الوطن العربي وعرضه.
وتساءلت الصحيفة: أين هو مجلس حقوق الانسان من أوضاع الأسرى والأطفال الفلسطينيين؟ وأين هو مجلس الأمن من الانتهاكات الخطيرة بحق شعب أعزل ومحاصر؟! وأين الولايات المتحدة مما يجري من قصف للمدنيين الفلسطينيين بالطائرات واحتجاز الآلاف منهم بظروف منافية لكل الأعراف والقوانين الدولية؟!
کما اعتبرت صحيفة "تشرين" السورية ان ارتفاع صوت ما يسمى المجتمع الدولي الان ازاء الاحداث في ليبيا بعد الصمت الذي التزم فيه في بدايتها ينذر بالخطر ويثير الكثير من الشكوك في النيات المبيتة تجاه هذا البلد.
وقالت الصحيفة "ما يحدث في ليبيا هو شأن ليبي على الرغم مما أسفر عنه من إزهاق للأرواح، ويمكن أن يضع هذا البلد العربي على طريق وعر، إلا ان صمت ما يسمى المجتمع الدولي خلال الأيام الأولى لاندلاع الاضطرابات ومن ثم ارتفاع وتيرة تصريحاته وردود أفعاله في اليومين الماضيين لدرجة مطالبة الولايات المتحدة الأميركية باستخدام القوة، ينذر بخطر أكبر ويثير الكثير من الشكوك في النيات المبيتة تجاه هذا البلد".
وأوضحت الصحفية، ان السؤال الملح في أذهان المراقبين والمتابعين هو: لماذا أصرت الإدارة الأميركية على تضمين قرار مجلس الأمن الدولي بنداً يجيز استخدام كل الوسائل لضمان الاستقرار في ليبيا حسب زعمها؟ ولماذا الفصل السابع الذي يجيز استخدام القوة العسكرية إذا كانت النيات سليمة وتخدم مصالح الشعب الليبي؟
ورأت الصحيفة، أن الأمر برمته ليس دفاعاً عن الديمقراطية ولا صيانة لمصالح الشعب في ليبيا ولا ضماناً لعدم إزهاق الأرواح على الرغم من مرارته، وإنما مناورة أصبحت مكشوفة ومفضوحة هي خشية هذا الذي يسمى المجتمع الدولي من أن تتطور الأمور إلى حد قد يؤدي إلى تنفيذ التهديد بقطع تدفق النفط، وهذا هو مؤشر الديمقراطية الغربية ولبها وليس أي شيء سواه.
وقالت "لو كان الأمر غير ذلك لوجدنا هؤلاء الغيارى على أرواح الآخرين تحركوا أثناء العدوان الدموي الصهيوني على غزة، واتخذوا قراراتهم لوقف المجزرة التي استخدمت فيها جميع الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً".
و ختمت الصحيفة مقالها بالقول: إن "اتخاذ القرار الذي تم بالأمس في مجلس الأمن تحت الفصل السابع يحتم على الليبيين جميعاً اليقظة والحذر الشديدين لإدراك ما يحاك لبلدهم واتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بمنع أي سبب يوفر فسحة لموطئ قدم غربي على الأرض الليبية، لأن ذلك سيكون أسوأ بكثير من الوضع الحالي والماضي".