تاريخ النشر2011 12 June ساعة 22:43
رقم : 53053

الدراما الإيرانية و فلسفة التوجه نحو المشاهد العربي

تنا – دمشق
سباق درامي محموم نحو المشاهد العربي الذي بات مستهدفاً بأعمال درامية أجنبية لدول أيقنت أن للدراما دوراً مهماً في إيصال أفكارها وعاداتها وتقاليدها، وحتى الترويج لسياحة معمورتها، فما إن نجحت تجربة الدراما المكسيكية من خلال المسلسل ذائع الصيت “ كاساندرا”، حتى بدأت القنوات الفضائية العربية والأجنبية تعرض أعمالاً درامية مدبلجة إلى العربية وفق أجندة خاصة بها ، فبتنا نشاهد دراما تركية وأخرى كورية وصينية وباللهجة الشامية، نظراً لقربها من وجدان المشاهد العربي، هذا فضلاً عن بساطتها ورقتها
الدراما الإيرانية و فلسفة التوجه نحو المشاهد العربي
ومن مخاض هذه المنافسة الدرامية الأجنبية الشرسة، ولدت الدراما الإيرانية لتطل على المشاهد العربي عبر قناة درامية إيرانية متخصصة، أطلق عليها اسم “ifilm” لتبث من خلالها نتاج أعمال درامية، عمرها من عمر الثورة الإسلامية الإيرانية ۱۹۷۹م.
ووسط هذا اللهاث وحمى التسابق الدرامي لاستقطاب أكثر من ۳۵۰ مليون عربي، بدأت شركات الإنتاج بالتهافت على بلدان المنشأ، كإيران وتركيا وحتى روسيا، بغية ترجمة إنتاجها الدرامي.
دراما الكواليس
"البعث" ورغبة منها في الوقوف على أسباب التوجه الدرامي الإيراني الحالي نحو المشاهد العربي، استطلعت آراء مجموعة من المثقفين:
"رمزي نعسان آغا"، معد برامج في التلفزيون العربي السوري، وكاتب درامي يقول: لإيران دور فاعل في المنطقة، وبالتالي يجب أن يصل إلينا حراكها الثقافي، حيث بدأ تأسيس السينما الإيرانية عام ۱۹۰۰م، زمن مظفر الدين شاه الملك القاجاري، عندما جاء بأول آلة عرض سينمائية لدى زيارته باريس، لتكون أداة تسجيلية لما يجري في القصر.
وفي ۱۹۰۴ بدأ المواطنون يجلبون هذه الآلات لتبدأ السينما الإيرانية بالتطور فيما بعد، معبرةً عن هموم الناس ، وقد تلقاها المتلقي العربي بعد أن ترجمت إلى اللغة العربية، ولكنها وصلت إلينا بجزئها الديني، حيث القصص البوليسية والاجتماعية لم تلامس كثيراً وجدان الأمة العربية، لكن الذي ميّز الدراما التركية أنها أخذت الطابع السياحي والجمالي للطبيعة وجمال الممثلين، فبعض المحظورات الاجتماعية قدمت في الدراما التركية، وهي مخالفة لمعتقداتنا وثقافتنا وتربيتنا الاجتماعية، ومع ذلك وجدنا أنه ثمة متابعة عربية للدراما التركية، والسبب هو التركيز على جمالية الصورة والقرب الجغرافي والمصير المشترك.
وأضاف رمزي قائلاً: تتوافق الدراما الإيرانية مع عاداتنا وتقاليدنا، خاصة أنها قدمت لنا أحسن القصص التي قصها القرآن الكريم، وتلامس وجدان الناس وعواطفهم، بما تنطوي على أحداث تمتع المشاهد، ولعل صوت الممثل السوري قد قرّب الدراما التركية والإيرانية إلى أذهان الناس، كما أن المسلسلات الإيرانية لا ترينا إلا الكواليس، فقد يكون في جعبتهم الكثير والجميل، بينما بعض الدراما الأجنبية ترينا المدن بعين إخراجية جميلة، وهذا ما يجذب المشاهد لأنه يقوم برحلة ذهنية فكرية وبصرية إلى أماكن، لا يستطيع أن يصل إليها في زمن ما، وهذا ما حققته الدراما التركية والسورية.
ترحيب بالدراما الأخرى
نضال قوشحة، ناقد سينمائي، ورئيس دائرة النصوص في المؤسسة العامة للسينما يقول: من حق أي فكر أن يصدّر نفسه، فأهلاً وسهلاً بالفكر الياباني والصيني والروسي والاسباني، طالما أنه ضمن منظومتنا الاجتماعية والأخلاقية، فالدراما غير الإيرانية أتت بجهود غير سورية، في حين أن الدراما الإيرانية أتت بجهود إيرانية كاملة حتى الدبلجة إيرانية، فهي أتت متأخرة، ولكنها متميزة تقنياً، فالشريحة الأكبر من مجتمعنا السوري محافظة، والدراما الإيرانية تتطرق لقضايا تاريخية ودينية وهي أقرب إلينا، فأنا أعتقد أنه في السنوات القادمة ستنافس الدراما الإيرانية نظيرتها التركية.
ومن هذا المنطلق، وباعتباري أعمل في المجال الفني في سورية، أدين الدراما السورية التي من المفترض ألا تترك مجالاً لا للدراما التركية أو الإيرانية أو أمريكا اللاتينية، بأن تنتشر على حساب الدراما السورية، فأنا أرحب بوجود دراما أخرى، ولكن ليس على حساب الدراما السورية، فهي لم تعد مجرد فن فقط، بل لها بعد اقتصادي، فهي المنتج الصناعي السوري الوحيد الذي يصدر إلى العالم العربي قاطبة، لذلك يجب الحفاظ عليه.
جرعات معرفية
فيما رأى"غسان حمدان"، الكاتب والمترجم في الشأن الدرامي الإيراني، أن من أسباب التوجه الدرامي الإيراني هو الترويج للثقافة الإيرانية والتعريف بها، بما تحمل من قدرة في التأثير على الشعوب الأخرى، قائلاً: إن عرض المسلسلات الإيرانية خطوة جيدة، خاصة أن أكثر شعوب المنطقة لا تعرف شيئاً عن الثقافة الإيرانية، حيث تقتصر المعرفة فقط على الناحية السياسية من خلال الأخبار، كبرنامجها النووي، فالمسلسلات تقدم لمشاهدها جرعات معرفية حول تقدم إيران على أصعدة كثيرة، فالبعض يتصور أن الإيراني من طينة أخرى، وهذا خطأ، فثقافتهم وعاداتهم شبيهة بعاداتنا وتقاليدنا، بل هي أقرب من نظيرتها الدراما التركية التي تبتعد عنا، باعتبار أن أبطالها هم أناس أغنياء ومن مستوى اجتماعي راق، وهذا لا يتلاءم مع ثقافتنا وشخصياتنا، وما يميز المسلسلات الإيرانية أنها أقرب إلى الواقع وأشبه بحياتنا، فمسلسل النبي يوسف نجح كثيراً ليس في العالم العربي فحسب، بل حتى في طاجاكستان، حيث اشترت بعض مناطقها التي تعاني من انقطاع متكرر في الكهرباء مولدات كهرباء حتى تتمكن من متابعته.
شركات الدبلجة
وكما اختلف أهل الثقافة في آرائهم حول الدراما الإيرانية، فإن القائمين على شركات الدبلجة في سورية اختلفوا أيضاً في تشخيص أسباب التوجه:
يقول حسين مرتضى مدير مكتب قناة ifilm الإيرانية بدمشق: الفكرة لم تكن وليدة اليوم أو الأمس، بل كانت نتيجة تحضيرات قامت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بها وعمرها عدة سنوات، خاصة أنها حصدت العديد من الجوائز في مهرجانات متنوعة، ومن هنا كانت فكرة إنشاء قناة درامية تتوجه نحو المشاهد العربي، باعتبار أنه ثمة قواسم مشتركة بين الثقافة العربية والإيرانية، ومن هنا كانت فكرة دبلجة الدراما الإيرانية إلى اللهجة الشامية، لتعريف المجتمع العربي على العادات والتقاليد الإيرانية، إضافة إلى ضرورة الاستفادة من هذا الكم الكبير الذي أنتجته إيران خلال السنوات الماضية.
وأضاف مرتضى: دخلت الدراما التركية منذ حوالي السنتين إلى العالم العربي، في حين أن تأسيس قناة متخصصة بالشأن الدرامي الإيراني استغرق من ۴-۵ سنوات لتجهيزها إداريا وتقنياً، وهذا ما تزامن مع انتشار الدراما التركية، فتأسيس قناة ifilm لم يأت بهدف المنافسة، باعتبار أنه ثمة فرقاً ما بين ما هو منتج درامي إيراني وآخر تركي أو عربي ، فالمسلسلات الإيرانية تحاكي عاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا وتنسجم معها، حیث یمكن للصغیر أن یشاهدها مع أفراد أسرته دون أن يضطر كبير العائلة لتغيير المحطة، لوجود مشهد يخدش الأخلاق والحياء العام.
المسألة مرتبطة بالسياسة
في حين يرى نبيل الدقاق، مدير شركة NiS المتخصصة في أعمال الدوبلاج، أن إيران تسعى لأن يكون لها مكان بين الدراما المتوجهة للمشاهد العربي، خاصة مع وجود دراما تركية منافسة قائلاً: المسألة مرتبطة إلى درجة كبيرة بالسياسة، باعتبار أن الدور التركي يأخذ مداه الكبير في العالم العربي، ويعززه الدور الإعلامي والثقافي والدرامي، فقد وجد الإيرانيون أن الحكمة تقتضي أن يكونوا موجودين بأعمالهم وثقافتهم أمام المشاهد العربي بالطريقة نفسها التي اتبعها الأتراك، ومن هنا كان إنشاء قناة (IFilm) مقابل قناة (TRT) التركية، فالدور الفني الذي تؤديه تركيا يرسخ المسعى السياسي وبشكل غير مباشر، من هنا أدرك الإيرانيون الأثر الكبير للفن في الساحة العربية.
وعن مقارنة الأعمال الدرامية الإيرانية مع التركية يقول نبيل: أنا أرى ثلاث شرائح من المشاهدين، الأولى هي التي تتابع الأعمال الإيرانية دون التركية، والثانية هي التي تتابع الدراما التركية دون الإيرانية، وأما الثالثة فهي تتابع المدرستين معاً، فالدراما الإيرانية تتميز أنها أكثر التزاماً وتحفظاً من التركية، وهذا ما يجعلها تستقطب شريحة واسعة من المشاهدين، أما الدراما التركية فأقل تحفظاً، إلا أن مشكلة الدراما الإيرانية تظهر باعتبارها أقل جماهيرية، على الرغم من أنها ذات مضمون فكري أقوى نسبياً من نظيرتها التركية، في حين نرى الدراما التركية ذات جاذبية أكبر من ناحية الإخراج الفني، وما يميز تركيا بطبيعتها الساحرة، وهذا ما يخلق نوعاً من التنافس بين هاتين المدرستين من الدراما، كما يلعب جمال الشخصيات في المسلسلات التركية دوراً كبيراً في جذب المشاهدين، أما الدراما الإيرانية فلا تعنى بعنصر الجذب والإبهار البصري، ويحسب للدراما الإيرانية تميزها بالأعمال البوليسية التي تعتمد على التشويق والقصة ذات الحبكة القوية.
وأضاف الدقاق قائلاً: للإيرانيين أهدافهم في نشر ثقافتهم بشكل مباشر أو غير مباشر، فقد قدم الإيرانيون أعمالاً دينية هامة، وتابعتها شريحة واسعة من المشاهدين في العالم العربي (مثل: قصة النبي يوسف، ومريم المقدّسة، وأهل الكهف، .. وغيرها)، وهذا ما يميز الدراما الإيرانية في تناولها مواضيع ذات حساسية بالغة، وتحتاج إلى ذكاء في طريقة تقديمها للمشاهد.
حيادية شركات الإنتاج
ولفت “الدقاق” إلى حيادية شركات الإنتاج في التعامل مع الأعمال الدرامية قائلاً: شركتنا تعتذر مسبقاً عن تنفيذ أي أعمال تثير النعرات الطائفية، فأنا أعتبر أن مهمة شركات الدوبلاج أن تكون حيادية بالكامل، ولا تسوق لفكر معين أو لطائفة أو اعتقاد، كما يمكن أن نقوم بتنفيذ كل شيء ولكن دون توجيه، فنحن نتدخل في سيناريو العمل، خاصة في الحوار، سواء في الأعمال التركية وحتى الإيرانية، فإذا كانت الفكرة الأساسية تسيء لمذهب ما أو طائفة ما، أو تتنافى مع الأخلاقيات العامة للثقافة العربية الأصيلة، فإننا نقوم بتشذيب الحوار، بل ونحذف بعض اللقطات، بحيث لا يتضمن المشهد ما يمكن أن يخدش حياء المشاهد العربي، وهذا شرط نضعه كشركة عند توقيعنا العقد مع أي جهة كانت.
دراما للتواصل الثقافي
وأما يحيى الكفري، مشرف فني على الدوبلاج في قناة “سبيس تون” فيقول: تتوجه إيران إلى المشاهد العربي كنوع من التواصل الثقافي مع الشعوب العربية، فالدوبلاج هو نافذة للاطلاع على الأعمال الإيرانية من ثقافة وتاريخ وواقع راهن تعيشه، خاصة ما تتميز به هذه الأعمال من التحفظ في طريقة طرح مواضيعها التي تنبع من ثقافتهم الإسلامية، وهو ما يمكن أن تتقبله المجتمعات العربية أكثر من نظيرتها التركية، من حيث الجدية في الطرح سواء الكوميدية منها أو الاجتماعية، في حين أن الأعمال التركية هابطة في مواضيعها ولا تناسب مجتمعاتنا.
دراما للربح
فيما رأى الفنان علي كريم، أن التوجه الحالي نحو دبلجة الأعمال الدرامية الإيرانية إلى اللغة العربية لا يبتعد كثيراً عن الاتجاه التجاري لشركات الإنتاج السورية نحو الربح، خاصة بعد النجاح الأخير الذي لاقته الدراما التركية لدى المشاهد العربي، مشيراً إلى أنه قد يكون لإيران توجه ما من خلال عرض أعمالها الدرامية من مسلسلات وأفلام على قنوات درامية عربية، أو من خلال قناة إيران فيلم، لافتاً إلى التوجه السياحي للدراما التركية كمسلسل نور مثلاً، الذي نشط حركة السياحة في تركيا بنسبة ۶۰ %.
دراما تصون القيم
الدكتور صبري أنوشة، المستشار في السفارة الإيرانية بدمشق، أشار إلى أن إيران وبعد قيام الثورة الإسلامية، وجدت أن لديها بصمات إسلامية على القيم قائلاً: خلال ۳۰ سنة مضت أصبحت لدينا دراما تدافع عن القيم الإنسانية وعن المظلومين والأخلاق والتراث الشرقي الإسلامي، فهذه الدراما مستوحاة من الثقافة الإسلامية الأصيلة ومحافظة على الآداب بشكل كبير، وتراعي الأخلاق والقيم، فالدراما الدينية لا تلغي التاريخ، بل تحتكم إلى النص القرآني والأحاديث النبوية الشريفة، وفي المحصلة هي دراماإنسانية اجتماعية لا تخدش الأخلاق، وتلامس الوجدان العربي، وتطرح مشكلات الناس وتجد حلولاً لها.
وأضاف أنوشة: لم تتواجد الدراما الإيرانية في المجتمعات العربية كي تنافس الآخرين، ولكنها أرادت أن تقول: إنه ثمة مدرسة درامية إيرانية تحافظ على القيم والأخلاق وعلى التراث الشعبي الإنساني الشرقي، منوهاً إلى أن ما يميز الدراما الإيرانية أنها مواكبة للدراما العلمية وليست متأخرة عنها.
بعيدة عن الابتذال
باسل سرابي، مدير العلاقات الثقافية في المستشارية الثقافية الإيرانية بدمشق يقول: باعتبار أن العرب تربطهم قواسم مشتركة مع الإيرانيين، من هنا كان توجه إيران لإنتاج أفلام مشتركة مع بعض الدول العربية كسورية مثلاً، كما هو الحال في فيلم المتبقي وهيام والغرباء، كلها أفلام تتطرق للقضية الفلسطينية، كما أن الأفلام المنتجة من قبل الغرب خاصة هوليوود، لا تتناسب وعاداتنا وتقاليدنا، وليس بإمكان العائلة العربية أن تشاهدها، ومن هنا أتت الدراما الإيرانية التي راعت خصوصية المجتمعات العربية، باعتبار أن الأفكار المطروحة ليست غريبة عنها، وابتعدت عن الابتذال والصبغة التجارية، سواء من ناحية الفكر أو المضمون، وقد حصلت السينما الإيرانية على جوائز كبيرة في مهرجانات عالمية. وهذا إن دل على شيء فهو يدل على مستواها الفني الراقي.
ترجمة أسباب التوجه
ويضيف سرابي: للاستزادة أكثر في أسباب التوجه الدرامي الإيراني، فقد قمت بترجمة بعض ما جاء في أدبيات الصحافة الإيرانية التي كتبت بهذا الشأن على خلفية إطلاق قناة «إيران فيلم».
وتركز الأفلام التي تعرض في هذه القناة على التنوع التاريخي والعائلي والخيالي، لتتجه فيما بعد إلى المسابقات القصيرة، كما ستشهد هذه القناة قريباً بث مسابقات تلفزيونية ونقداً للأفلام والمسلسلات المعروضة أيضاً.
وقد يلقى بث هذه المحطة ترحيباً كبيراً لشعوب كثيرة من البلدان العربية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خاصة في ظل توجه كثير من البلدان ككوريا والمكسيك واليابان وتركيا لعرض أفلامها ومسلسلاتها في محطات تبث على الأقمار العربية، كما أن معظم المحطات الغربية والأوروبية لا تتطابق بتركيزها على عنصري العنف والمسائل اللاأخلاقية مع المجتمعات الشرقية، خاصة المسلمة منها، في حين أن الإنتاج الإيراني يراعي هذه الأخلاقيات والعادات الشرقية، باعتبار أن مضامين إنتاجها الدرامي ذات صبغة إسلامية.
المشاهد هو الحكم
هي جملة من الآراء تضاربت واختلفت في تفسيراتها وتبريراتها لما تشهده الساحة الدرامية العربية من دراما أجنبية، تجد في المشاهد العربي قصب سبقها لما تتطلع وترنو إليه، بعضها لقي الترحيب والمتابعة الملحوظة، نظراً لتركيزه على عنصري الجذب والإبهار البصري للمشاهد الدرامية المعروضة، كما هو الحال في الدراما التركية، وبعضها الآخر يطل على المحطات الفضائية بنوع من الخجل والحياء، خاصة في ظل وجود دراما أخرى منافسة أقرب ثقافياً وجغرافياً للمشاهد العربي، كما هو الحال في الدراما الكورية والصينية، في حين أنه ثمة دراما أخرى تبدو أنها تسير بخطا ثابتة وواثقة، منطلقة من قناعات علمية وتجارب درامية مشبعة بالإبداع والمعالجة الفنية العالية، دفعتها لأن تحصد جوائز مهمة في مهرجانات سينمائية عالمية، وها هي تطل على المشاهد العربي الذي يمثل الحكم والفيصل في كل ما يعرض حالياً، فهل يجد المشاهد العربي ضالته فيها؟!.

تحقيق : علي العبد الله، صحیفة "البعث" السوریة
تنا – مکتب سوریا
https://taghribnews.com/vdchxvnm.23nxmdt4t2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز

غادة الخانجي
من الجميل أن نرى دراما ايرانية تعرض على الشاشات العربية والاسلامية فمن الجميل أن نرى اصدقاءنا في دارنا بعيدا عن الاخبار والسياسة وهموم الاقتصاد نراهم باعييننا وتتعلق بهم قلوبنا ونشاركهم الحالات الاجتماعية التي تعرض من خلال الدراما
feedback
Syrian Arab Republic
غادة الخانجي
وفاء موسى
جميعنا سمع بزيارة ملاك الخير( كما أسماها النازحين السوريين)، الممثلة الأمريكية أنجلينا جولي.
فجأة وبدون سابق إنذار أصبح النازحون السوريون هم المشكلة الإنسانية التي تؤرق دعاة الإنسانية في العالم، و سؤالنا للسنيورة أنجلينا؟! ماذا عن الأمهات السوريات النازحات في سوريا، واللواتي مازلن حتى الآن بإنتظار وصول رفات أولادهن من رجال الأمن والجيش؟ أليس هؤلاء بشرا !؟ ألا يستحقون لفتة إنسانية منك؟! وأقول هنا لم أتفاجئ بموقف الجميلة أنجلينا كما تفاجأت باللفتة الإنسانية التي قام بها وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، الذي جعل الأمور تختلط علينا، وكلي ثقة أن السيد عمرو موسى تمنى لو أنه يملك مصباح علاء الدين ليحقق له أمنيته بالإنضمام إلى رفيق مصالحه الحالية السيد أوغلو و مشاركته هذا العمل الإنساني.
أما السيد أردوغان فكان لنا عليه عتب صغير، "بالرغم من عدم تقصيره تجاهنا وإطلالته الإعلامية اليومية منذ بدء الإحتجاجات في سوريا، عتبنا عليه نابع من تقصيره وعدم إرسال نور ومهند لزيارة النازحين السوريين فكلي ثقة أن اللاجئين يفضلونهما على أنجلينا جولي، وهو الذي تفوق على السيد أحمد فتقت بحسن ضيافته سواءً للمعارضين السوريين أو للنازحين.
ليعذرنا السيد أردوغان، فقد تناهى إلى سمعنا أن الحكومة التركية وافقت أخيراً مشكورة على دخول محدود للصحافة إلى مخيم اللاجئين السوريين، وتفاجئنا بكلمة محدود، وسؤالنا لمقامه الكبير: "مما تخاف الحكومة التركية الشفافة؟! أليست هي عينها من أشتكت من صحافتنا ومن تعتيمها على ما يجري في سوريا؟! وما قصة المعارض السوري الذي أكد لفرانس برس( السيئة الذكر) أن لاجئين في مخيم "يايلاداغي" المجاور ينفذون اضراباً عن الطعام احتجاجاً على العزلة التي فرضتها السلطات التركية عليهم. وأنهم سيبدؤون إضراباً عن الطعام بعد صلاة الجمعة؟!. وما قصة صحيفة "الزمان" التركية التي أكدت نقلاً عن تقارير البعثة الصحفية التركية، قولها :" لقد لمس الصحفيون وجود دليل على محبة سكان المدينة تجاه الجنود وكبار ضباط الجيش في المنطقة، وأن أعضاء جماعات المعارضة المسلحة، الذين يعيشون حياتهم بشكل طبيعي (وسط السكان) خلال النهار، يتنكرون ويشنون هجومهم في الليل. مع تأكيد بعض القرويين للصحفيين الأتراك "أن بعض من هربوا إلى تركيا قد يكونون أعضاء في تلك الجماعات المسلحة"! وهل قصة غرفة العمليات الإعلامية التركية المتواجدة في المخيم صحيحة؟!
من منا لا يتذكر رد الطيب الديمقراطي، في إجتماع مجلس الاتحاد الاوروبي في مدينة ستراسبورغ، باريس على إحدى النائبات الفرنسيات في الجمعية البرلمانية عند قولها: "أن أنقرة لا تحترمُ الأقلياتِ الدينيةَ". و جوابه الذي كان أسرع من البرق: " إنك تتحدثين دون معرفة بالوضع في تركيا. في تركيا، الذي يكون بطيء الفهم(بليد) نقول عنه.. إنه فرنسي ".ونحن بدورنا نقول للسيد أردوغان:" إنك تُدلي بدلوك بخصوص الشأن السوري، متقصداً الإيحاء بأنك تفهم جيداً ماذا يجري في سوريا، ولكننا لسنا فرنسين، نحن سوريين وسريعي الفهم، وندرك جيداً بأن لا مصلحة لك في أن تكون صادقاً وتعترف ماذا يجري في سوريا.
هنا لابد لنا من كلمة، إننا كمواطنين سوريين غير نازحين نتفهم سياسة حكومتنا تجاه العلاقات مع تركيا، ونحن نحاول قدر الإمكان أن نتبع مسار حكومتنا ونميز بين السياسة والمشاعر الخاصة، ولكننا بالعذر من سياسيينا الذين نحترمهم ونثق بكل خطواتهم التي ندرك تماماً أنها للمصلحة الوطنية العامة، نقول: "إعذرونا أيها السادة، فنحن لم نفهم هل هؤلاء السوريين المتواجديين في الأراضي التركية، نازحين أو مطلوبين أو مُهجرين أو رهائن؟!! ولكن ما ندركه أن هناك البعض منهم قد شارك في ذبح إخوتنا من الأمن ومن المدنيين، وأن من يأويهم يبارك لهم ما قاموا به، ويشاركهم فعلتهم اللاإنسانية. كما أننا ندرك بالرغم من سذاجتنا أن ما قامت به الحكومة التركية هو فعل وسلوك عير أخلاقي وغير إنساني، لذلك نقول لهم بأسم شهدائنا أننا لن ننسى ما فعلتم بنا ولن نسامحكم، وأنك أيها الطيب أردوغان( حتى لا يزعل سياسيينا) أقل ما يمكننا قوله،لن ننسى لك يوماً الطريقة الديمقراطية والحضارية التي خاطبت فيها رمز وحدة بلدنا!!، وأنك لم تكن طيباً وأنك كنت ... بإمتياز؟!!
ملاحظة: "الرجاء من كل من يقرأ هذه المقالة، وكان يعرف كيف نرسلها إلى جريدة تركية أن يساعدني بإرسالها إليها. إن أملي كبير بأن يصل رأي الشعب السوري إلى الشعب التركي بالسياسة الحكيمة التي تنتهجها تركيا ممثلة بالسيد "الغير طيب" أردوغان"!!.
feedback
Syrian Arab Republic