باحثة اكاديمية باكستانية : يمكن لوسائل الإعلام أن تلعب دورا هاما في إيجاد الوحدة بين المسلمين
تنـا - خاص
أكدت الباحثة والأستاذة في جامعة اسلام آباد السيدة "سحر زيدي" على، أن "القرآن الكريم يأمر المسلمين بالوحدة فيما بينهم وينهاهم عن الفرقة، كما اليوم عندما ننظر إلى حالة المجتمعات والبلدان الإسلامية، نرى أن هناك حاجة وضرورة إلى الوحدة أكثر من أي وقت مضى، ويمكن لوسائل الإعلام أن تلعب دورا هاما في إيجاد هذه الوحدة".
شارک :
واضافت السيدة "زيدي" في مقالها خلال المؤتمر الافتراضي الدولي الـ 37 للوحدة الاسلامية : كما نعلم فإن الهدف الأساسي للإعلام ليس فقط نقل الأخبار، بل أيضاً إيقاظ الناس ونشر المعرفة والوعي بين الناس. وعلى العكس، إذا أسيء استخدام وسائل الإعلام، يمكن أن تنتشر في المجتمعات الكثير من التقاليد البالية والخاطئة. ومن هنا يجب عدم توجيه الامكانيات والقدرات التي يمتلكها الإعلام، نحو أفكار المجتمعات فحسب، فعندما يطرح ويثير قضية ما مراراً وتكراراً، فانها ستثار بين الناس وسيفكرون فيها.
وبيّنت الأستاذة الباكستانية، أن القرآن الكريم يأمر المسلمين بالوحدة فيما بينهم وينهاهم عن الفرقة. كما اليوم عندما ننظر إلى حالة المجتمعات والبلدان الإسلامية، نرى أن هناك حاجة وضرورة إلى الوحدة أكثر من أي وقت مضى، ويمكن لوسائل الإعلام أن تلعب دورا هاما في إيجاد هذه الوحدة.
وأضافت : لقد شهدنا في العقود الماضية كيف تعاملت بعض المجموعات التكفيرية مع دعاة الحق والعدالة ما ينشروه من أخبار صحيحة وحقيقية، ومحاولات هذه المجموعات مواجهتهم بالدعاية السلبية. وإذا أردنا أن نذكر مثالاً على هذا، فيمكننا أن نجد أمثلة كثيرة في الحرب السورية.
وتابعت : إن من هذه الأمثلة نرى كيف أن الأزمة السورية التي كانت أزمة داخلية، استغلتها وسائل الاعلام لأجل إثارة الفتنة والفرقة بين الناس، وأثارت مسألة الخلاف بين الشيعة والسنة لتتحول هذه الازمة الى نزاع طائفي. وهكذا عند وقوع هجمات في مناطق مختلفة من سوريا، إذا كانت المنطقة المستهدفة سنية، كانوا يقولون إن هذه الهجمات ينفذها الشيعة. مثال آخر شهدناه عند استهداف قبر "خالد بن الوليد"، غطت وسائل الإعلام التكفيرية هذا الخبر لمدة أسبوع وقالت أن هذه الهجمات نفذتها مجموعات شيعية. بينما كان الواقع عكس ذلك تماماً. ولذلك فإن دور وسائل الإعلام مهم جدا.
و أوضحت السيدة زيدي، أن لوسائل الاعلام بالإضافة إلى مهمتها في نقل الأخبار، لها مهمة هامة تتمثل في بناء الثقافة والحضارة وترويج الثقافات. كما ذكر قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي خامنئي مراراً وتكراراً في خطاباته أننا نواجه حرباً ناعمة ومن المهم جدا في الحرب الناعمة إدراك أهمية الغزو الثقافي، وصراع الحضارات والثقافات. كما لدينا حضارتان، الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية، ويلعب الإعلام اليوم دوراً مهماً في ترويج وتوسيع الحضارة والثقافة الغربية، لذا يجب أن نعرف ونحدد مهمتنا في شأن الإعلام.
و أضافت، بأنه "إذا أردنا جعل وسائل الإعلام اليوم في خدمة وحدة المسلمين، فإن التحدي الأهم الذي نواجهه في هذا الصدد هو أنهم للأسف يستفيدون من الأخبار غير الموثوقة تروج لها وسائل إعلام كبيرة وعملاقة في العالم، ومن ناحية أخرى، نرى بان وسائل الإعلام الكبرى العالمية تعمل على تغييب ارادة تحقيق الوحدة بين المسلمين، وهي غير موجودة على الإطلاق، كما لا نرى الإجراءات اللائقة والفعالة في هذا الصدد".
و أردفت قائلة، أن المسألة الثالثة هي قلة أو عدم وجود مواد مثيرة للاهتمام وجذابة يمكنها من جذب الجمهور اليها. وكذلك قلّة البرامج على المستوى المتعارف عليه عالميا، التي يمكنها جذب الجمهور ونشر الثقافة الإسلامية بينهم ونشر الأخبار الصحيحة والحقيقية.
وقالت الأستاذة الجامعية الباكستانية : أخيرًا، فيما يتعلق بالمقترحات، يجب تنظيم ورش عمل للصحفيين والمراسلين حتى يتمكنوا من تعلم كيفية نشر الأخبار بشكل مؤثر في وسائل الإعلام وكذلك نوع المواد التي يمكنهم نقلها والتي يمكن أن تعزز الوحدة الإسلامية بين الناس والمجتمعات الإسلامية.
و أشارت بأن الاقتراح الثاني، وهو مؤثر ومهم للغاية، يتعلق بتوفير المواد اللازمة للإدارات والمؤسسات بهدف خلق الوحدة بين المجتمعات وأيضا إقامة الندوات في هذا الاتجاه.
و أضافت : كما أنه من الضروري أن تقوم الدول الإسلامية بالتواصل والتنسيق فيما بينها في مجال الصحافة والإعلام، والتوقيع على الالتزامات والاتفاقيات في هذا الشأن، وتحديد العناصر المسببة للفرقة وللاختلافات واتخاذ الإجراءات حيالها.
و أوضحت، أن الاقتراح الأخير يتعلق بتواجد صحافيين إسلاميين ملتزمين في كافة المنابر الإعلامية العالمية، بحيث إذا حاولت بعض وسائل الإعلام نشر أخبار خاطئة ومغرضة، فإنهم يستطيعون نشر الأخبار الصحيحة في الوقت المناسب.
وقالت السيدة زيدي : في النهاية أدعو الله أن يوجد لنا الارضية للوحدة والاتحاد بين الأمة الإسلامية جمعاء، وأن يمنحها القدرة على التوحد ضد القوى التي تسعى للفرقة والاختلاف.