قال رئيس مؤسسة الحكمة الثقافية في أفغانستان "حجة الاسلام سید حامد موسوی تبار" : يجب علينا نحن المسلمين سنة وشيعى اليوم، أن نخطو خطوة أبعد صوب الوحدة ونتجه نحو التعاضد. وتحكيم التعاون الإسلامي لأن هذا التعاون سيوصلنا إلى القيم المشتركة.
شارک :
جاء ذلك في ورقة قدمها "حجة الاسلام موسوي تبار" خلال المؤتمر الافتراضي الدولي الـ 37 للوحدة الاسلامية، حيث وجّه شكره للمجمع العالمي للتقریب بین المذاهب الاسلامیه على توجيه دعوة له بالمشارکه، واضاف : قال الله تعالی في کتابه الكریم [واعتصموا بحبل الله جمیعا ولاتفرقوا].. إذا عدنا الى التاريخ، نرى أنه في القرنين الرابع والخامس، عندما كانت في ايران الدولة السلجوقية، وهي دولة سنية، وفی مصر الدولة الفاطمية، وهي دولة شيعية، للأسف، حدث بين هاتین الدولتيبن بعض النزاعات العرقية، أدت الى هتك حرمة زعمائهم الدينيين، رغم أن الدولتين إحداهما شيعية والأخرى سنية.
واوضح : لقد تطورت الامور الى اندلاع الحرب بين الفريقين، وأتى الغربيون الذين كانوا الصليبيين في ذلك الوقت وإستغلوا الفراغ وبدأوا بدس الفتنة بينهم المسملين، أدت الى حروب كثيرة أضعفت كلاً من الدولة الشيعية التي كانت في مصر والدولة السلجوقية التي كانت في إيران. وشيئا فشيئاً أخذت الدولتين بالاضمحلال وفقدت العديد من المناطق التي تقع تحت سيطرتهما.
ومضى قائلا : كذلك شهدنا مرة آخرى تدخل الغرب في البلاد الاسلامية بمرحلة زمنية مختلفة، في زمن كانت تحكم ايران الدولة الصفوية الشيعية، مقابل الدولة العثمانية وهي دولة سنية، فتدخل الغربيون مرة أخرى وقاموا بزرع الفتنة بين الدولتين عبر تغذية النزاعات العرقية والتي أدت مرة آخرى إلى فقدانهم للكثير من قوتهم، وللعديد من الممالك التي تقع تحت سيطرتهم.
وتابع : لذلك نرى أنه في كل فترة تصادم فيها المسلمون، وأقصد الشيعة والسنة، وتواجهوا، للأسف أحدثوا ضررا كبيرا، وكان العدو والاستكبار هو الذي استغل هذا الفراغ. ونحن مازلنا في هذا العصر نرى أن الاستكبار والغرب كيق قاموا بتوحّيد كل التيارات التكفيرية، والتيارات التكفيرية الموجودة في جسد الشيعة، والتيارات التكفيرية الموجودة في جسد أهل السنة، من أجل تدمير المسلمين من الشيعة والسنة. نرى مثالها في سوريا، لبنان، أفغانستان، اليمن، حيث احتشدت الحركات التكفيرية ضد المسلمين.
ولفت رجل الدين الافغاني، متسائلا : الآن وبعد أن احتشدت الحركات التكفيرية ضد المسلمين، ما هو واجبك وواجبي اليوم؟ واليوم أنا كمسلم شيعي والأخرون من أهل السنة ما هو واجبنا؟ هل الوحدة اليوم الحل أو لا، أم نحن بحاجة للمزيد من الوحدة أو لا؟ مردفا : أود أن أقول لكم أيها الكرام، أنه يتعين علينا اليوم أن نخطو خطوة إلى ما هو أبعد من الوحدة اي نتجه نحو التعاضد، كما يقول آية الله العظمى السيستاني، "لا تقل الإخوة من أهل السنة، بل قل إنهم انفسنا". وهذا دليل على بصيرة هذا المرجع في العالم الشيعي الذي ينظر إلى هذه القضية بعين البصيرة.
وأوضح حجة الاسلام موسوي تبار : لذلك علينا اليوم أن نخطو خطوة أبعد من بحث الوحدة ونتجه نحو التعاضد. تعاضد الشيعة والسنة في مجال التعاون الإسلامي لأن هذه التعاون توصلنا إلى القيم المشتركة.
وعلى سبيل المثال اشار الى فريضة الحج، وقال : إن التعاون الإسلامي الملفن في هذه الفريضة توصلنا إلى سلسلة من القيم المشتركة، وهي أن السنة والشيعة يسيرون بجانب بعضهم البعض ويطوفون حول بيت الله تعالى، وهذا الطواف لا يعرف التشيع ولا التسنن.
وأضاف : هناك بحث آخر يمكن أن نشير اليه ونبرزه وهو بحث محبة أهل البيت عليهم السلام؛ على مر التاريخ نرى مدى حب شيوخ السنة لشيوخ الشيعة، حتى أن الامام الصادق عليه الصلاة والسلام امر الشيعة بالمشاركة في تشييع جنازة الإخوة من أهل السنة والمشاركة في أفراحهم؛ متطلعا بان تتجه قلوب المسلمين جميعا الى أهل البيت (عليهم السلام)، "لنتمكن إن شاء الله، من السير نحو التفكير المشترك والتواجد معا أكثر فأكثر، وبما يرتقي بنا الى قمة التعاضد في المستقبل القريب ان شاء الله".