باحثة اسلامية لبنانية : يوم القدس العالمي القضية الفلسطينية الى الواجهة

جاء ذلك في كلمة للاستاذة ايمان حرب خلال ندوة "انا على العهد يا قدس"-1، التي عقدت يوم الثلاثاء 25 اذار / مارس 2025م عبر الفضاء الافتراضي برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، وذلك على اعتاب ذكرى "يوم القدس العالمي" هذا العام ( الجمعة 28 اذار / مارس 2025م).

واضافت الباحثة الاسلامية اللبنانية، ان "الامام الخميني (قدس سره) اراد بواسطة تعيين اخر جمعة من شهر رمضان المبارك يوما للقدس العالمي، ان تبقى القضية الفلسطينية نابضة بالحياة، تعيش في وجدان الامة وقلبها وعقلها، كما هدف الى استمرارها بحيوية متصاعدة حتى تحقيق الغاية وتحريرها من سطوة الاحتلال وهيمنة الاستكبار العالمي".

وفيما يلي نص هذا المقال : -

_{يقول الله تعالى في محكم كتابه بسم الله الرحمن الرحيم [ وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ]- صدق الله العلي العظيم.

يطلعنا الله تعالى في كتابه الكريم على صفات بني اسرائيل التي تمثل الفساد في الارض، وفي ايات اخرى يذكر الله تعالى فيها بعض الصفات التي يتصف بها اليهود مثل قتل النبيين والطغيان ونقض العهود واغتصاب المقدسات؛ فلا غرابة بعد تبيان هذه الصفات ان نفتح عيوننا ونطقنا اطفالا على الهمجية الاسرائيلية وعلى عدو يتربص من الدوائر عليهم دائرة السوء، فساعة يشاء يغير بطائرته على مدننا وقرانا مما يثير الخوف والرعب بقلوبنا الصغيرة، وعندما كبرنا عرفنا ان هذا العدو هو محتل لفلسطين منذ سنه 1942. وانه انشأ دولته الصهيونية بعد ارتكابه العديد من المجازر في حق الشعب الفلسطيني الاعزل.

وفي المقابل، اذا نظرنا الى الطرف الاخر من حكام عرب ومسلمين نراهم كالخشب المسندة لا اعتراض ولا دفاع ولا حتى موقف تضامن حقيقي مع الفلسطينيين بل بعضهم مد يدهم معترفا بالدولة الصهيونية ومساندة لها.

الى ان جاء المدد الالهي من خلال رجل من ايران يسعى بين القوم كالسبيل للارض العطشى الجافة ليعلن للعالم، الثورة الاسلامية المباركة التي كانت الشريان النابض في قلب الامة، واعلن اخر جمعة من شهر رمضان يوم القدس العالمي الذي اعاد القضية الفلسطينية الى الواجهه ضد الصهيونية والاستكبار العالمي، ومما قاله الامام الخميني قدس سره ادعو جميع المسلمين في العالم الى اعتبار اخر جمعة من شهر رمضان المبارك التي هي من ايام القدر ويمكن ان تكون حاسمة في تعيين مصير الشعب الفلسطيني، يوما للقدس.

وان يعلن المسلمون من خلال مراسم الاتحاد العالمي للمسلمين دفاعهم عن الحقوق القانونية للشعب الفلسطيني المسلم، فأراد الامام الخميني قدس سره ان تبقى هذه القضية نابضة بالحياة تعيش في وجدان الامة وقلبها وعقلها كما هدف الى استمرارها بحيوية متصاعدة حتى تحقيق الغاية وتحريرها من سطوة الاحتلال وهيمنة الاستكبار العالمي.

فالامام الراحل (رض)، عين هذا اليوم كاحد الابعاد المعنوية والجهادية؛ فالزمان هو نهار الجمعة المحفوظ بليالي القدر والمحاط بايام شهر رمضان المبارك، ثم ربطها بمكان هو من اقدس الامكنة واشرفها وهو بيت المقدس المبارك، وارادة بذلك عنوانا لقضية فلسطين كلها؛ فيستمد المسلمون عزمهم وارادتهم وقوتهم المعنوية وروحانيتهم من رحاب هذا الشهر الفضيل ومن دلالات يوم القدس العالمي وابعاده انه اولا يوم مواجهة المستضعفين مع المستكبرين.

فهذا اليوم يعتبر للتوعية وحفظ الطاقات والوحدة الاسلامية بما يمكن ان يؤسس لنهضة المستضعفين، ثانيا هو يوم الاسلام كدين الهي يريد اصلاح العالم ورفع الظلم واقامة العدل وهو ايضا يوم الالتزام بالاسلام حيث يميز بين المؤمنين عن المنافقين، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه واله، [من اصبح ولم يهتم بامور المسلمين فليس منهم]، فالمسالة اذا هي عقائدية وانسانية وقانونية واخلاقية.

وكذا اكد الامام الخامنئي (حفظه الله)، اهمية يوم القدس في احدى خطاباته، وقال : ان فلسطين اهم قضايا الامة الاسلامية واكثرها نبضا بالحياة، وان مكافحة الكيان الصهيوني واجب عام، ضد الذين حولوا فلسطين المغتصبة منذ البداية الى قاعدة للارهاب، و"اسرائيل" ليست دولة انما هي معسكر ارهابي ضد الشعب الفلسطيني والشعوب المسلمة الاخرى.

قد اعلن سماحته بعد "طوفان الاقصى" موقفه تجاه هذا العمل البطولي فقال ان طوفان الاقصى وضع "اسرائيل" على على مسار نهايتها وافشل مخطط التطبيع، وانه افشل مخطط قوى الاستكبار لسيطرة الكيان الغاصب على المنطقة.

ثم كانت الحرب المفتوحة الانتقامية التي كشر فيها هذا الوحش الصهيوني عن انيابه السامة وما شاهده العالم كله على وحشية وهمجية هذا المحتل الصهيوني من المجازر والابادة الجماعية، يثبت لنا يوما بعد يوم ان هذا الكيان الصهيوني يجب ان يزول من الوجود وان قضية القدس وتحريرها يجب ان يكون الاولوية عند كل انسان حرّ شريف، كما انه في لبنان اثبتت المقاومة الاسلامية انها خير سند وخير عون عندما قدمت ازاء ذلك الاف الشهداء والقادة وعلى راسهم القائد الملهم الذي لطالما كانت قضية القدس امانة في عنقه، ولم يتخل عنها يوما من الايام، الا وهو سماحة السيد امين عام حزب الله الشهيد السيد حسن نصر الله قدس سره، الذي لم يبخل بتقديم اغلى واعز ما يملك في سبيل هذا الخط وهذا النهج المقام.

اخيرا، على الشباب الغيارى والاحرار في كافة بقاع الارض، ان يلبوا امر الامام الخميني مفجر الثورة الاسلامية باحياء يوم القدس عبر الطرق المناسبة والتي تدب الرعب والخوف في قلب الاعداء.

وكما وعدنا الله تعالى في كتابه المحكم عندما، قال : [فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا] - صدق الله العلي العظيم.

نساله تعالى ان يكون هذا اليوم قريبا جدا وان يعجل فرج امامنا صاحب العصر والزمان انه قريب مجيب للدعاء.}

انتهى