تاريخ النشر2025 25 March ساعة 12:00
رقم : 671343

باحثة لبنانية : امريكا استغلت الـ "اسلاموفوبيا" لتبرير سياساتها التدخلية

تنـا
اكدت الباحثة والكاتبة اللبنانية الاستاذة "ام کلثوم السبلاني"، بان امريكا استغلت ظاهرة رهاب الاسلام (الـ اسلاموفوبيا) لتبرير تدخلاتها الخارجية والعسكرية في الشرق الاوسط والدول ذات الاغلبية المسلمة".
باحثة لبنانية : امريكا استغلت الـ "اسلاموفوبيا" لتبرير سياساتها التدخلية
واوضحت الاستاذة السبلاني في مقال لها حول ظاهرة الـ "اسلاموفوبيا"، بان فكرة الخوف من الاسلام، هي التي تصور الدول المسلمة كتهديدات وجودية للغرب، وبالتالي تؤدي الى تعزيز مواقف سياسة التدخل العسكري، بما يدعم المصالح الاقتصادية والجيو-سياسية الامريكية في تلك الدول.

وفيما يلي نص هذا المقال : -

بسم الله الرحمن الرحيم/
والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبد الله وعلى اله الطيبين الطاهرين.

الاخوة في المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية نشكركم على توجيه دعوة لنا للمشاركة في الندوة الافتراضية في يوم القدس العالمي وسيكون حديثنا في هذه الندوة ومشاركتنا هو حول الـ "اسلامو فوبيا".

تعريف الاسلام فوبيا ونشوئها وكيف تستفيد السلطات المعادية، نقصد بها دولة الشر امريكا من مفهوم الـ اسلاموفوبيا؟

الـ اسلامو فوبيا هو الخوف او الكراهية الشديدة او التحيز ضد الاسلام والمسلمين بناء على تصورات سلبية غير مبررة قد تتضمن هذه التصورات النمطية عن المسلمين بانهم "ارهابيون متطرفون" او "غير متكيفين مع المجتمع الغربي".

تستعمل هذه الكلمة غالبا للاشارة الى مجموعة من المواقف السلبية التي يتعرض لها المسلمون بسبب دينهم او خلفياتهم العقائدية والثقافية.

لقد نشات ظاهرة اسلامو فوبيا او بدات بالظهور وهي ليست بظاهرة جديدة، لكنها بدات بالظهور والتبلور بشكل كبير بعد احداث التي خلقتها امريكا في 11 سبتمبر من العام 2001م، حيث نفذ تنظيم القاعدة الارهابي هجمات اسفرت عن مقتل الالاف.

في ذلك الوقت بدات تربط عمدا صورة المسلمين بالارهاب، وادى ذلك الى زيادة المشاعر السلبية  تجاه المسلمين في الغرب.

مع مرور الوقت توسعت هذه الظاهرة الى مناطق اخرى في العالم الغربي حيث اصبحت وسائل الاعلام السياسية والمجتمعية تروج احيانا وغالبا للصور السلبية عن المسلمين، مما ساعد في ترسيخ هذه الصورة النمطية.
 
نتحدث في القسم الثاني من مشاركتنا عن استفادة الدول المعادية للاسلام ومنها وعلى راسها، امريكا من مصطلح الـ اسلاموفوبيا؛ كيف استفادت امريكا من هذا المصطلح وبما وظفته؟

اولا، استفادت منه في تعزيز السياسة الامنية وذلك بفرض القوانين الامنية المشددة والتوسع في صناعة الامن، اي الصناعات المرتبطة بالامن الوطني مثل شركات التكنولوجيا والحماية؛ استفادت من ذلك في تجديد الرقابة على المساجد والمجتمعات المسلمة.

ايضا عملت امريكا على الاستفادة من مصطلح الاسلاموفوبيا او من حالة الاسلام فوبيا، على تعبئة الراي العام لصالح السياسات المتشددة حيث بدت او تبلورت في دعم السياسات المعادية للارهاب من خلال تصوير المسلمين كـ "تهديد" يمكن للحكومة الامريكية تعزيز دعم الراي العام لسياسات خارجية معينه ضد دول اسلامية، واستفادت ايضا من المخاوف الامنية لتبرير اجراءاتها المتطرفة. حيث يتم استخدام صورة التهديد الاسلامي لتبرير بعض السياسات المحلية مثل منع دخول المسلمين من دول معينة او فرض قيود على الهجرة.

 استفادت امريكا ايضا، وربما هذا هو بيت القصيد من هذا الموضوع كله، وهو تعزيز الصناعة العسكرية والتسلح منها الاتفاق العسكري لان الخوف بحسب زعمهم من "التهديد الاسلامي" يمكن ان يؤدي الى زيادة الانفاق على القوات العسكرية والامنية الامريكية مع التركيز على مصطلح مكافحة الارهاب الاسلامي، حيث تنمو صناعة الدفاع في الولايات المتحدة بشكل مضطرد ومستمر وهو ما يساهم في زيادة ارباح الشركات الدفاعية التي لها دور كبير في الاقتصاد الامريكي.
 
 ايضا استغلت الخارجية الامريكية "الخوف" لتبرير التدخلات الخارجية؛ ان السياسات الخارجية في الشرق الاوسط والتدخل المباشر في سياسات الدول استخدمت فيها الاسلاموفوبيا لتبرير تدخلاتها العسكرية في الدول ذات الاغلبية المسلمة. وهي في الفكرة التي تصور هذه الدول كتهديدات وجودية للغرب، وبالتالي تعزيز مواقف سياسة التدخل العسكري وهو ما يدعم المصالح الاقتصادية والجيو-سياسية الامريكية في تلك المناطق.

 اما عن دورنا كمجتمع مسلم في كيفية مكافحة الاسلاموفوبيا، فلا بد من اتخاذ اجراءات دائمة وضرورية لتبيان حقيقة هذه الصورة الغلوطة، اولا عبر التعليم والتوعية في تعزيز الفهم الصحيح للاسلام من خلال التعليم وتوضيح المفاهيم المغلوطة عن الدين الاسلامي والمسلمين.

التصدي للتمييز ووضع القوانين التي تحظر التمييز العنصري والديني مع فرض عقوبات على اولئك الذين يروجون للكراهية ضد المسلمين.

الاعلام المسؤول على وسائل الاعلام ان تكون اكثر مسؤولية في تغطية المواضيع المتعلقة بالاسلام والمسلمين وتجنب نشر الصور النمطية السلبية التي تساهم في تعزيز هذه الفكرة.

التشجيع على الحوار الثقافي المفتوح بين الاديان والثقافات من خلال فعاليات اجتماعية وندوات مشتركة بين المسلمين وغيرهم من المجتمعات.

 نامل ان تكون هذه الندوة واحدة من الطرق التي تؤدي الى الانفتاح والحوار الفعال بين الثقافات والمجتمعات لمكافحة ظاهرة الـ اسلاموفوبيا نسال الله لنا ولكم الخير والبركة ورمضان مبارك وان شاء الله بالنصر دائما للامة الاسلامية جمعاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.


انتهى / 1969
https://taghribnews.com/vdcdof09syt05s6.422y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز