>>
«أوقفوا فورمولا ـ واحد في البحرين».. شعار لملصق رفعه بحرينيون معارضون لاستضافة السباق في بلادهم «مشاركتكم في السباق تعني مشاركتم في قتلنا»، «الشعب البحريني يرفض السباق على حساب دماء الأبرياء»، «قاطعوا الفورمولا ـ وأن احتراماً للرياضة»... شعارات ولافتات يرفعها المتظاهرون في المسيرات التي ازدادت وتيرتها مؤخراً، رفضاً لإجراء المرحلة الرابعة من بطولة «الفورمولا ـ واحد» في ٢٠ و٢٢ من نيسان الحالي، والمطالبة بإلغاء هذا الحدث على أرض البحرين التي تشهد احتجاجات يومية مع ارتفاع عدد القتلى والجرحى. وفيما السلطة مصمّمة من جهة على إجراء السباق وسط ترحيب من مالك الحقوق التجارية لبطولة العالم للفورمولا البريطاني بيرني ايكليستون، في وقت يراهن الشعب على إلغاء الحدث الرياضي من جهة أخرى، كيف ستكون الاستعدادات لمواجهة هذا الحدث واستغلاله لصالح الثورة؟
يؤكّد نائب الأمين العام لجمعية «وعد» رضي الموسوي، أن الجميع يؤيد «اي مشروع يساهم في تعزيز الاستثمارات في البلد»، لكن وفي ظل التطورات الحالية «من يعتقد بأنه يريد ان يفرض سباق الفورمولا ـ واحد بقوة الحديد والنار يكون خاسراً... اذاً، لا حاجة للسباق... نحن لا نريده».
ويرى الموسوي بأن المشكلة تكمن في أن «بعض أقطاب النظام يعتقدون بأن الحل هو بالطريقة الأمنية، وهذه نظرة خاطئة، هم مصرّون على ذلك، وهذا ما سيزيد العملية تعقيداً، والدولة ستجلب سباق الفورمولا لو كلّف الأمر خراب البلد». ويتساءل الموسوي عن عملية تجاهل النظام «لآلام الناس في ظل ازدياد زوار السجون»، موضحا «نتمسّك بحراكنا السلمي والحضاري للمطالبة بحقوقنا. نطالب بالديموقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية وبالتالي لا يمكننا ان نتنازل، وحرية الرأي والتعبير حق أساسي لأي إنسان». ويضيف الموسوي «نحتاج الى عقل حقيقي يعمل داخل أدمغة النظام السياسي، أزمتنا سياسية وليست أمنية».
من جهته، يعتبر رئيس كتلة جمعية «الوفاق» في البرلمان خليل المرزوق، بأن «موقفنا هو إنقاذ البلد بحل سياسي وهذا أولوية، لأن الأوضاع تتعقّد في ظل الخطر الذي يتهدّد الناشطين الحقوقيين عبد الهادي الخواجة وحسن المشيمع»، مشيراً الى «أننا لن نأخذ الأمور كورقة للمساومة في سباق الفورمولا ـ واحد».
وفي محاولة للاتصال مع إدارة «الفورمولا ـ واحد» في البحرين التي أبدت تجاوباً لجهة الردّ على أسئلة «السفير» حول الموضوع المطروح، عادت وتراجعت عن الإجابة.
في غضون ذلك، لا يزال الشعب البحريني يراهن على إلغاء هذا السباق أو استغلاله، ويرى الناشط الحقوقي نبيل رجب «ان النظام معزول على الصعيد الدولي والرياضي والاجتماعي والثقافي، وسباق الفورمولا ـ واحد أداة لتوسيع العلاقات العامة بهدف إظهار البحرين للعالم بصورة البلد السليم حيث الاجواء طبيعية».
وفيما يعتبر البعض بأنه يجب عدم خلط الرياضة بالسياسة، يلفت رجب الى ان «الفورمولا ـ واحد هو مشروع العائلة الحاكمة. والاسرى المالكة هي المستفيد الوحيد من هذا السباق، حيث لا يستطيع المواطن العادي الدخول الى الحلبة لأن ثمن البطاقة اكثر من دخله الشهري»، مشيراً الى أن «مبنى الفورمولا استخدم في العام الماضي لتعذيب الموظفين فيه خصوصا الذين ينتمون الى الطائفة الشيعية». ويؤكّد رجب أن البحرين «تتظاهر وستستمر في مسيراتها ضد السباق وسنستفيد من وجود الصحافيين لنطرح قضيّتنا».
اما الناشط محمد التوبلي، الذي يعارض إقامة السباق «في ظل القمع والقتل الذي يواجهه شعبنا»، فينتقد السلطة التي ترى في الحدث «محاولة لتعزيز الوحدة والمساواة على الرغم من عدم وجود أي بادرة حسن نية من قبل السلطة إزاء المطالب المشروعة»، مؤكّدا الاستمرار في الحراك. ويقول احد الناشطين على الأرض بأنه «على الرغم من ان الشعب البحريني مع التطور واستضافة مثل هذه الفعاليات العالمية، لكننا سنفعل ما نستطيع لإفشالها ـ كما فعلنا العام الماضي ـ طالما حملة القمع مستمرة».
وكان البريطاني ايكليستون، أكّد في وقت سابق انه لا يمكنه إجبار الفرق على الذهاب الى البحرين للمشاركة في جائزتها الكبرى. وفي وقت ذكرت الصحف الانكليزية ان لدى الفرق المشاركة في بطولة العالم تحفظات على اقامة السباق، دعم مدير حلبة الصخير زايد الزياني إقامة السباق داعيا الى عدم ربطه بالوضع السياسي.
وكان بطل العالم السابق لسباق الـ«فورمولا ـ وان» في العام ١٩٩٦، البريطاني دايمون هيل الذي يعمل حاليا مستشارا متخصصاً لاذاعة «بي بي سي» البريطانية، قال في حديث الى صحيفة «الغارديان» إنه «يجب الاخذ بالاعتبار قبل كل شيء الكلفة الانسانية في حال اقامة هذا السباق»، معتبرا ان الامر «سيكون سيئا لسمعة الفورمولا اذا كان عليها ان تطبق قانون الطوارئ من اجل إقامة السباق».
ويذكر، بحسب مواقع الكترونية بحرينية معارضة، ان البحرين كانت قد انفقت «ملايين الدولارات لانشاء حلبة البحرين الدولية» لاستضافة السباق، فيما بغلت كلفة تهيئة الطرق المؤدية الى الحلبة العام ٢٠٠٥، ستة ملايين دينار، بهدف تسهيل الحركة المرورية واستيعاب الزيادة المتوقعة من تدفق المتوافدين.
* رشا أبي حيدر - السفير