وحشية العصابات الارهابية السورية فاقت وحشية الهاغاناه
تنا - بيروت
شارک :
عندما فشلت المؤامرة على سوريا في حلقاتها المتعددة ، و بات يقينا عند الغرب بالقيادة الاميركية ان التدخل العسكري الاجنبي المباشر في سوريا لاسقاط الدولة و موقعها و اقامة الكيان المدمر الواهن التابع لها امر لن يكون ، لاستحالته في الظروف الموضوعية القائمة ، اعتمدت اميركا "استراتيجية التدمير و الانتقام " من سوريا و شعبها ممنية النفس – حتى لو طال الزمن – بتحقيق الاهداف الاساسية للخطة العدوانية التي بدأت بتنفيذها من نيف و ١٥ شهرا و هي تدمير سوريا بايدي بعض ابنائها المضللين خدمة لاسرائيل .
و كان واضحا لدينا منذ فشلهم ذاك ان خطتهم الجديدة ستقوم على ركني الارهاب و الاعلام الذي يخوض حربا نفسية تمكن المعتدي من استثمار نتائج العمل الارهابي في الاروقة الدولية و على نطاق واسع ، و يحاول ادخال الملف السوري الى اكبر عدد ممكن من الهيئات و المنظمات الدولية بدءا بمجلس الامن ثم مجلس حقوق الانسان و البقية تأتي وفقا لما يتمنون و يخططون .؟
أ. ففي المجال الارهابي و الاجرامي نجد ان العدوان وصل الان الى مرحلة من المراحل المؤلمة للشعب و الدولة السورية من باب ارتكاب المجازر و استثمارها ضد الدولة .
حيث ان الخطط الاجرامية الجديدة تتضمن سلسلة من السلوكيات تبدأ بمجزرة ما ثم تلصق الجريمة بالدولة و قواتها المسلحة ، ثم يرفع الملف الى الهيئات الدولية لملاحقة المسؤولين في الدولة على جريمة ارتكبها ارهابيون يتلقون مالهم وامرهم من منظومة العدوان و ينطلقون ليعيثوا في البلاد فسادا و قتلاً ، ثم يطور الضغط عبر التهويل بالملاحقة القضائية الدولية لل"مرتكبين" الذين يحددهم المتآمرون، او التدخل العسكري تحت الفصل السابع.
تهويل يقصد منه اصحابه ارهاب الحكم و شل قدرات المسؤولين فيه على القرار ، و من ثم تغل ايدي القوى الامنية عن العمل فتتخلف عن حفظ سلامة المواطنيين ، وهنا تكون اللحظة الحاسمة بالنسبة لجماعات الارهاب المسلح من اجل العودة الى توسيع الانتشار في البلاد و اشاعة الاضظراب بما يمكنهم من القول بان الدولة فقدت السيطرة على هذه المنطقة او تلك.
و عملا بهذه السياسة يتم الان التجييش و الفجور في استثمار المجزرة الوحشية التي ارتكبت في "تلدو" في الحولة ، و هي المجزرة التي رغم كل الادلة و الاثباتات التي قدمتها الحكومة السورية و التي اثبتت مسؤولية الارهابيين عنها ، و بعد ان ثبت ان جميع الضحايا هم من الرافضين للفكر و المعتقد السلفي الوهابي التكفيري و من الداعمين للحكم في سوريا و نهجه الاصلاحي ، و انهم من المؤيدين لنهج المقاومة ضد اسرائيل ، و اثبتوا ذلك بمشاركتهم في الانتخابات الاخيرة و قبلها في الاستفتاء على الدستور حيث تجاوزت مشاركتهم ال ٧٠% من مجموع عدد الناخبين في القرية ما يؤكد مدى تأييدهم للنظام القائم.
هذا فضلاً عن ان طريقة القتل الوحشية و من مسافة قريبة و بالسلاح الابيض تؤكد صلتها بالقوى التكفرية و الارهابية التي تعمل في سوريا ، رغم كل هذه الادلة القاطعة فقد اصم الغرب آذانه، و وضع لنفسه وقائع صنعها ليحمل المسؤولية عن الجريمة زوراً للدولة و قواتها المسلحة .
ثم كان ملفتاً أيضاً أن يسكت الغرب و اعلامه كلياً عن مجزرة اخرى ارتكبها الارهابيون في قرية الشومرية و راح ضحيتها ما يزيد عن ٢٠ عائلة من الاهالي العزل سكوت طرح السؤال حول سبب الاغفال، و لا توجد اجابة برأينا الا واقع القرية المعروفة بانتمائها العقائدي و بولائها للدولة و بشكل صارخ و متعارف عليه بحيث لا يمكن التلاعب به و ان قدرات المنظومة العدوانية في التلفيق لا تقوى على تصنيع التهمة و الصاقها بالقوات المسلحة الرسمية ، لذلك تم اغفال المجزرة برمتها و كانها لم تحدث حتى لا يفضح الارهابيون و تعطل فرصة المخطط في ترويج تلفيقه حول مجزرة الحولة .
و الان بات اكيداً ان امعان العصابات التكفيرية و الارهابية بارتكاب المجازر و بالشكل الوحشي الواضح، متبوعاً بنمطين من التعامل الاعلامي ينبئ بان للمجازر تلك وظائف لدى القيادة التي تدير العدوان على سورية تتعدى الوظيفة التي كانت لها على يد "عصابات الهغاناه و الشيترن الصهيونيتين " (لا غرو في اجراء المقارنة بين مجازر التكفيرين و الصهيونية طالما ان ارباب تلك الحركة و فلاسفتها من امثال برنار هنري ليفي هم الموجهون و المخططون و الامرون بهذه المجازر اليوم في سوريا(، حيث كانت المجازر يومها من اجل القاء الرعب في نفوس الفلسطينيين و حملهم على الهجرة اما اليوم فوظائفها :
١) اظهار الحكومة السورية بمظهر القاتل و بانها كما وصفت في بداية الاحداث من قبل المخطط نفسه و روجت المنظومة الاعلامية التي يقودها بانها تقتل شعبها و انها لا تستحق حكمه و عليها ان ترحل .تنفيذا للهدف الاساس من العدوان و هو اسقاط النظام المقاوم و الممانع من اجل السيطرة الاميركوصهيونية على المنطقة . ٢) تشويه دور القوات المسلحة السورية بالصاق الجرائم بها ، من اجل فك ارتباطها مع الشعب الذي يعتبر مصدر قوتها و معنوياتها . ٣) نشر الرعب و الخوف في نفوس بعض فئات الشعب السوري ممن لا يعتنقون فكرا او عقيدة توافق عقيدة التكفيرين و السلفيين و تخويفهم لحملهم على الهجرة و النزوح ، و هو اسلوب اعتمد في لبنان من اجل الفرز السكاني و كانت المليشيات التي سلحتها اسرائيل- "القوات الكتائبية المسماة لبنانية "- رائدة في هذا المجال حيث كانت سياسة التهجير احدى السياسات الاساسية المعتمدة ابان الحرب الاهلية اللبنانية . ٤) تأليب العالم ضد الحكومة السورية ، و حمله على اتخاذ القرارات و التدابير العقابية و الانتقامية المتعددة الاوجه من اجل محاصرتها و عزلها وصولاً الى اسقاطها كما يشتهون لاقامة النظام البديل الملائم لاسرائيل.
ب. لقد بات اكيدا ان قيادة العدوان الاميركي الصهيوني تمارس في سوريا و في الحلقة الاخيرة من العدوان ما مارسته اميركا في السلفادور و العراق من خلال الاعتماد على "فرق الموت " و التنظيمات الارهابية التي انشأتها من مثيل " القاعدة " لتدمير سوريا و قتل شعبها و تركيعه ، و و هي تعتقد انها لن تصل الى ذلك الا اذا ترافق التنفيذ مع اعلام تلفيقي قوي يحجب الحقيقة ، و هنا يأتي دور الاداة الاميركية المسماة جامعة عربية – و التي جعلها الاعراب الخليجيون جامعة عبرية - اميركية ضد العرب و الاسلام ،يأتي دورها في قرار محاربة الاعلام السوري الرسمي و الاهلي.
اننا نرى في قرار مجلس وزراء الخارجية العرب المنعقد في الدوحة خلافاً لميثاق الجامعة و المتجاوز للصلاحيات المحددة له – ما يجعله باطلاً شكلاً و مضموناً – و المتضمن حجب الفضائيات السورية عن الاقمار الصناعية العربية (عرب سات و نيل سات ) نرى في هذا القرار وجه من وجوه تنفيذ هذه الحلقة من العدوان على سوريا لان شرط نجاحها كما ذكرنا حجب الحقيقة و ابدالها بالاكاذيب و التزوير . و اخلاء الفضاء الاعلامي من اي وسيلة تنقلها ليخلو المجال مام قنوات التحريض و التشجيع على الفتنة و الارهاب . وهنا نتساءل هل ستسطيع قوى العدوان على سوريا ان تحقق بخطتها الجديدة ما عجزت عنه خلال حلقات العدوان السابقة؟
اننا و انطلاقاً من الواقع الدولي القائم ، نجد ان الجواب بالنفي هو اقرب للموضوعية و الواقعية ، و ان اميركا كما فشلت سابقاً فانها لن تبلغ مآربها في سوريا اليوم لاعتبارات عدة اهمها :
١) القرار الحازم للدولة بعدم التساهل مع الارهاب كما اعلنه الرئيس الاسد بكل ثقة و وضوح امام مجلس الشعب الجديد لانه يعتبر ان الامن الوطني خط احمر لا رجوع عنه مهما كانت التضحيات . ٢) مؤهلات الشعب السوري و قدراته على استثمار التقنيات الحديثة في البحث عن الحقيقة و تمييز الغث من السمين ، و عدم الانصياع الاعمى للاكاذيب التي تضخ لتعطيل وعيه . ٣) قدرة القوات المسلحة السورية على الاستمرار في الاضطلاع بمهامها و الحؤول دون تفلت الوضعي الامني بالشكل الذي تريده اميركا و تخطط له . ٤) امكانات الدولة السورية للتغلب تقنياً على العوائق و الصعوبات التي انتجها قرار الجامعة العرية غير المشروع، و كفاءة الدولة في ايجاد الحلول البديلة لاستمرار الصوت السوري الحقيقي عالياً . ٥) مناعة الشعب السوري و صلابته و قدرته على التحمل في مواجهة الارهاب و المجازر ، بما يحول دون الانجرار الى الفتنة و الحرب الاهلية التي تحض عليها اميركا ( تحذر كذباً منها) لانها بات وسيلتها شبه الوحيدة لتحقيق اهدافها في سوريا . ٦) و اخيرا يجب التذكير بان سوريا ليست وحيدة في العالم ولن يسلمها حلفاؤها لاعدائها و مهما كانت الاثمان . أمين حطيط- صحيفة الثورة السورية