>> لحظة القطع: من نحن مهزومون إلى نحن قادرون | وكالة أنباء التقريب (TNA)
تاريخ النشر2012 1 August ساعة 20:16
رقم : 103999
آراء سياسية تقييمية لإنتصار تموز وقهر العدوان

لحظة القطع: من "نحن مهزومون" إلى "نحن قادرون"

"خاص تنا" - مكتب بيروت
لحظة القطع: من "نحن مهزومون" إلى "نحن قادرون"
 من الفرضّية إلى النظريّة حوّل الخامس والعشرين من أيار من العام ٢٠٠٠ قضيّة مقارعة ومقاومة الإحتلال. 

قبل بداية الألفيّة الثالثة كان "النموذج المرجعي" لقتال العدو والمستعمر"أنا أساوم إذاً أنا موجود" . والمقدمة الأولى في الأطروحة السياسية للعرب: "نحن مهزومون"، وبناءً على الهزيمة فلنعوض، بالكلام على فلسطين. ولكن قبل عشرة أعوام وضع "نصر الله" السيّد قاعدة النصر الإلهي في نموذج مرجعيّ جديد مفاده "أنا أقاوم إذاً أنا موجود".
 
وباتت المقدمة الأولى في الأطروحة السياسية للعرب: "نحن قادرون"، مقدمة دحضت معها أقوال كثيرة منها "العين لا تقاوم المخرز"، "قوّة لبنان في ضعفه" وبعد الإختبار وتحقيق الإنتصار باتت قوّة لبنان في مقاومته.

 فلم تعد بسهلة على المحتل إختراق الحدود بعد هذا النموذج الذي كان عقول المقاومين يقود. وباتت فلسطين بأكملها تحت مرمى أعين المقاومة بإنتظار اليوم الموعود. 

"أنا أقاوم إذاً أنا موجود"
معادلة دحضت فرضيّة التزلف والخنوع والإنكسار، وتغيرت معها مفاهيم هذه الفرضية وبات التفاوض يعني "اللاوجود":"أنا أفاوض إذاً أنا مفقود"، وبعد أن أطاحت بكل أسس الإستسلام والضعف إختصرت معنى الوجود بالمقاومة، أي وجود؟ وجود مفعم بالكرامة والشرف والإباء، وجود أخذ دروساً وطبقها من كربلاء في عالم لا يفكر الا بمنطق القوة ولايحترم إلا الأقوياء. 

إذاً تمخض أيار وتموز فولّدا بطلاً إسمه "إنتصار" فقبل أيار وتموّز لم تكن فرضيّة "نحن قادرون" قد خضعت للإختبار، حتى تجلّى أعظم إنتصارين بعد توفر عنصرين الإيمان والإرادة من جهة وآداء المقاتلين وكفاءتهــم في استعـمال السـلاح من جهة أخرى فباتت المقاومة القدوة والخيار.. 

فكيف إنعكس هذا التحول على الشعوب العربية؟ في ما يلي بعض الآراء التقييمية لنتائج حرب تموز وأثرها في رياح التغيير التي أصابت المنطقة العربية: 

رئيس المركز الاستشاري للدراسات عبد الحليم فضل الله: «إسرائيل» من الهيمنة المطلقة الى قوة اقليمية شبه عادية
في الجانب العربي لم تعد الأنظمة (التي تهاوى بعضها) تمتلك التفويض نفسه بتقديم تنازلات مجانية وصارت خاضعة أكثر فأكثر للرقابة المتنامية لقوى المقاومة وللشعوب الثائرة. 

وكانت هذه الحرب اختباراً ناجحاً «لمنظومة المقاومة»، إذ تمكنت هذه المنظومة من الصمود والحفاظ على أعلى درجات التعاون والتنسيق طوال أيام الحرب وفي المراحل التالية لها. 

كما تفوقت استعدادات المقاومة وتصميمها مقارنة باستعدادات
العدو وتصميمه ما اكساب المقاومين دون لبس هذه الجولة من صراع الإرادات الطويل.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل طرحت الحرب تساؤلات عما بقي من عقيدة العدو العسكرية القائمة عن الردع الفعال، والهجوم بدل الدفاع، ونقل المعركة إلى أرض الخصم. 

إن تباين التقديرات بشأن نتائج الحرب، لا يحول دون الاتفاق على أنها انتكاسة عميقة وغير مسبوقة للقوة الإسرائيلية التي خسرت ارجحيتها، وانّها ايذان ببدء تحول «إسرائيل» من قوة هيمنة إقليمية حاسمة، ذات حضور دولي مؤثر، إلى قوة شبه عادية من العالم الثالث تخسر شيئاً فشيئاً سطوتها وريادتها وقدرتها المطلقة على الانخراط في مواجهات كبرى بمستوى عال من اليقين المسبق. 

العميد المتقاعد الدكتور أمين حطيط: حرب تموز ٢٠٠٦ والتغير الاستراتيجي الجذري
إن من أهم نتائج حرب تموز هو تحول المقاومة من «قوة معيقة» ومعرقلة للمشروع الأميركي في الشرق الأوسط الى «قوة مانعة» قادرة على إيقاف هذا المشروع وليس فقط تأخيره. 

وعلى الصعيد الاستراتيجي العام تحققت نتائج عدة منها: 
ـ فشل استراتيجية القوة الأميركية الصلبة (التي اعتمدتها واشنطن لإرساء نظامها العالمي الجديد) فشلاً جعل الاستراتيجيين الأميركيين يؤرخون للمسار الأميركي الى حد القول ما قبل حرب ٢٠٠٦ وما بعدها، وهي بهذا المعنى كانت أخطر من إخفاقات العراق وافغانستان. 
ـ تحول أميركا الى استراتيجية القوة الناعمة الذكية ثم القوة الناعمة.
ـ عودة الواقع السياسي اللبناني الى ما قبل ١٤شباط ٢٠٠٥، إذ فشلت الولايات المتحدة في «تحويل لبنان الى رأس جسر استراتيجي للعبور
الآمن الى المنطقة». 
إن إسرائيل «فقدت الحرية في تنفيذ قرار الحرب أو المبادرة الى عدوان وهجوم». 

السفير اللبناني لدى واشنطن سابقا عبد الله بوحبيب: المقاومة كقوة عرقلة للاستراتيجية الأميركية في المنطقة
إنَّ أولى وأهم الأمثلة التي أبرزتها حرب تموز ٢٠٠٦ هي أنَّ باستطاعة دولة ضعيفة الإمكانات العسكرية كلبنان أن تردع قوة كبيرة تمتلك أقوى جيش في الشرق الأوسط والسلاح الأحدث في المنطقة، عن تحقيق أهدافها . 

وتكمُن أهمية القوة الدفاعية التي يمتلكها لبنان أيضاً في أنها قوة ذاتية حتى ولو تلقت دعماً من دول إقليمية، وأنّ عناصرها مواطنون من شعبه وأرضه. من هنا ضرورة الحفاظ على هذه القوة الدفاعية لأنها أثبتت جدواها وفعاليتها. 

الظروف باتت أكثر صعوبة من أي وقت مضى لتجديد الحروب على لبنان لأسباب إسرائيلية داخلية وأميركية وإقليمية كثيرة. والمهم الآن هو مراقبة مسار الإنتفاضات العربية ومدى تداعياتها على الخارطة الإقليمية وبالتالي كيفية إدارة الصراع مع إسرائيل التي تراقب باهتمام وبحذر هذه الانتفاضات المستمرة. 

الدكتور محمود سويد: سيادة عدم اليقين
لقد تفوقت المقاومة على الجـيش الاسرائيلي في تلك الحرب، حيث أن أداء المقاتلين وايمانهــم بقضيتهم وكفاءتهــم في استعـمال السـلاح الذي بين ايديهم، منع الجيش الاسرائيلي من تحقيق اهدافه باستثناء قتل المدنيين وتدمير العمران. 

أما على الصعيد العربي العام، فإن الثورات
العربية تبشر بإمكانية استنهاض العمل العربي المشترك، تكون ركيزته مصر وسوريا وذلك على نحو يسهم في استعادة العراق إلى الحضن العربي والاستفادة من طاقاته الضخمة المعطلة حاليا.
 
والهدف هو نشوء قوة اقليمية عربية تفيد من القوتين الايرانية والتركية كقوتين صديقتين وداعمتين للقضية العربية، وفي الوقت نفسه تكبح تمددهما على حساب المجموعة العربية. 
وتشكل القضية العربية وفي صلبها قضية فلسطين والصراع ضد اسرائيل والصهيونية مركز النضال العربي، والمطلوب من القوى الاقليمية الصديقة دعم القضية العربية كما يصوغها الاجماع العربي. 

إنّ قدرة العرب بما يملـكون من إمكـانات وثروات على التـحول الى قـوة عالمـية وازنة سوف ينهي اسرائيل الدولة العنصرية وذات الاطماع التوسعية في كل المجالات. 

الدكتور يوسف الشويري: ربيعان عسكري وسياسي
إن نصر ٢٠٠٦ شكل قطعاً مع التاريخ العربي المسكون بالهزائم والعجز ولذلك يمكن إعتباره لحظة تأسيسية، حيث أضحت مرجعاً ومرجعية بهما تقاس الأمور الطارئة والمستجدة. فحرب ٢٠٠٦ هي لحظة تأسيس في ذاكرة ملايين المراهقين والشباب العرب، خاصة أن هؤلاء كانوا في قلب عصر التلفزة الفضائية والإنترنت وشبكات التواصل الإجتماعي. 

لقد لمسنا لمس اليد معجزتين عربيتين مع انطلاقة القرن الواحد والعشرين: معجزة حرب تموز ومعجزة الثورات العربية المتتالية، الذين نقضا أزمة الهزائم
والإحباط التي ظنّ البعض أنها ستخيم علينا قرناً آخر، فكانت الحرب ربيع العرب العسكري والثّورات ربيعهم السّياسي، ولن تسود بعد الآن غير ثقافة التفاؤل، وستتحول المعجزتان الى وقائع جديدة يحتضنها العالم العربي. 

المدير التنفيذي لمعهد جنيف لحقوق الإنسان الأستاذ نزار عبد القادر:
"أهم إنجــاز قد يكون للانتصار الذي حققه حزب الله، هو أنّه كشف بهذا الإنتصار وبهذه المقاومة كل الأنظمة العربية أمام شعوبها. 
ولذلك فان حرب تموز بما تضمنته من نتائج وتداعيات ساهمت في هذا الدفع الجديد للمجتمعات العربية من أجل التغيير". 

الوزير السابق الياس حنا:
"لقد أثبتت حرب تموز أن المقاومة قادرة على مفاجأة إسرائيل، على المستوى التكتيكي وليس على المستوى الاستراتيجي، لكنّ ذلك لا يمنع من القول إن نتائج الحــرب فرضـت نفسها على الولايات المتحدة الأميركية التي اضطرت إلى تغيير أولوياتها في المنــطقة". 

الكاتب جان عزيز:
طرح إشكاليات من بينها كيف تؤمن المقاومة التوافق بين كونها مقاومة وبين طرح رؤيتها لمستقبل النظام اللبناني، وكيفية تطويره ضمن ثابتتين: ان يظل لبنان وان تظل المقاومة. 
على ما يبدو تتناغم الإستراتيجية التي طرحها الأمين العام لحزب الله مؤخراً مع هذه الإشكالية بإقامة "مؤتمر تأسيسي وحوار كيف نبني دولة، وإلا فسنبقى مياومين في السياسة". 

بتول زين الدين
https://taghribnews.com/vdcaoen6o49nwo1.zkk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز