اعتبر الدكتور علي رمضان الأوسي مدير مركز دراسات جنوب العراق و الامين العام للمؤتمر الدولي الرابع للتقريب بين المذاهب الإسلامية في لندن خلال حديث خص به مراسل وكالة انباء التقريب تقارب الأمة الاسلامية مؤشرا حضاريا مؤكدا علي أن الأمة الاسلامية اصبحت مستهدفة من قبل الأعداء مما يحثنا ان نهتم اكثر فأكثر بقضيةالتقريب بين المذاهب الأسلامية
شارک :
وكالة انباء التقريب
اعتبر الدكتور علي رمضان الأوسي مدير مركز دراسات جنوب العراق و الامين العام للمؤتمر الدولي الرابع للتقريب بين المذاهب الإسلامية في لندن خلال حديث خص به مراسل وكالة انباء التقريب تقارب الأمة الاسلامية مؤشرا حضاريا مؤكدا علي أن الأمة الاسلامية اصبحت مستهدفة من قبل الأعداء مما يحثنا ان نهتم اكثر فأكثر بقضيةالتقريب بين المذاهب الأسلامية.
س) برايك هل آن الاوان لتضع المذاهب الاسلامية اياديها بيد الآخر؟ لماذا و ما هي الشروط للوحدة الإسلامية؟ ج) ان لم تتقارب الأمة بمذاهبها فهي علامة التخلف الحضاري والعقبة الكأداء التي على صخرتها تحطمت آمال الابرياء والمستضعفين. وكلما تعاظمت التحديات بوجه الرسالة الاسلامية كانت الحاجة أكبر لمشروع التقريب بين المذاهب الإسلامية، واليوم تعاني الأمة أقسى ظروف المواجهة بل نراها مستهدفة في وجودها مما يرتب أولوية كبرى للاهتمام بهذا المشروع التقريبي وإلا فالتفريط به يؤشّر الى خسارة هذه الأمة وعدم توجهها لبناء مستقبلها. وأمّا شروط الوحدة الاسلامية: فهي ان تذاب الحواجز بين أبناء المذاهب الاسلامية وتعود الثقة فيما بينهم، وان يتوجه علماء هذه المذاهب لبناء تلك الأولوية والسعي بثبات في مشروع التقريب واسكات المتطرفين والتفهّم الواعي لتآمر اعداء هذه الأمة على وحدتها وتماسكها ولابد ان تشاع ثقافة التقريب بين الناس ناهيك عن تبني العلماء لهذه الثقافة.
س) نظرا الى قضايا الامة الاسلامية الراهنة وعلى رأسها القضية الفلسطينية ما أهمية التقريب بين المذاهب وما مدي تأثير ذلك على قضايا الأمة؟ ج) فلسطين قضية الامة الاسلامية الأولى فهي تعيش في وجدان هذه الأمة الى جانب القضايا الاساسية الأخرى وان العدو الصهيوني يثير سياسة التفريق بين ابناء البلد الواحد والدين الواحد والمذهب الواحد وقد عملت الصهيونية مؤخراً على تشتيت الجسم الفلسطيني فوزعته بين رام الله وغزّة واقتتل الاخوة الاعداء فيما بينهم بفعل هذه السياسة الاسرائيلة المدمرة. تُرى كيف ننظر الى هذه الاخطار ونحن متفرقون؟ نفتقد لأبسط مستويات الظن الحسن بالآخر بل تشيع فيما بين المسلمين الكراهية والشحناء وكأن سياج الأخوّة الايمانية قد داهمته سيول الشبهات والافتراءات حتى تمكنت منه واصبح المسلمون في معزل عن النجاة. الأمة الاسلامية تكون اكثر قدرة على حل مشكلتها الفلسطينية وغيرها اذا ما تقاربت وتبنّت مواقف موحّدة وسدّت الطريق امام مكائد الغربيين والصهاينة واعداء هذه الأمة من الداخل.
س) ما هو دور العلماء و المثقفين و الشخصيات البارزة في تقريب المذاهب الاسلامية وكيف تقييم ادائهم في هذا المجال في الفترة الاخيرة؟ ج) يبقى للعلماء والمفكرين والمستضعفين وأمثالهم الدور الأبرز في صياغة العقل المسلم وتبني المواقف الصعبة من خلال التبليغ الذي هو وظيفة الانبياء (ع) ولابد ان نضع أمام أعيننا مكانة هؤلاء الروّاد الذين يتعلم الناس منهم دينهم ومعارفهم، وبهم تدفع الشبهات ويُذاد بالعلماء عن حياض الاسلام، فالعالم والمفكر والمثقف هم المحاورون الاكثر قدرة من غيرهم لما لديهم من علوم ومعارف واهتمام ومتابعة، وبدونهم تمتد مساحات الفراغ في الأمة أكثر وتعظم نوائبها ومشاكلها حين تتراكم على بعضها فهم الذين يبدّدون هذا الظلام وينوّرون واقع هذه الأمة وبرغم كل مؤامرات عزل الأمة عن علمائها ومفكريها بقتلهم او تشويههم او منعهم من ممارسة التوعية الكبرى في المجتمع لكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل ونرى اليوم حباً غامراً من الأمة لهؤلاء الرواد وبُناة المجتمع وعيونه الساهرة على سلامة فطرته وعقيدته، وستبقى هذه الرابطة أقوى كلما ادلهمت الخطوب على الأمة، فالحاكم والرعية لا يستغنون ابداً عن ارشاد ودور العالم والمفكر وما اروع الصورة وما أشرقها حين تجتمع الحاكمية والعلمائية في شخص الولي وأمامنا تجربة رائعة (ولاية الفقيه) كيف قامت وقاومت وأبدعت وطوّرت في قدرات المجتمع.
س) ماهي الخطوات العملية لجعل موضوع التقريب واقعاً ملموساً ؟ ج) عقدت مؤتمرات وندوات كثيرة وكتب الكثير من الكتب والمجلات في طريق التقريب ولابد من عدة أمور لتحويل هذه الثقافة الى واقع ملموس من ذلك: ١- تكوين ورش عمل على هامش هذه المؤتمرات والندوات تهتم بموضوعات محددة لتنضجها وتضع لها آليات العمل والتنفيذ. ٢- المتابعة الدقيقة والواعية لنتائج هذه المؤتمرات وقراراتها من خلال أمانات دائمة قوية ومؤثرة. ٣- اقامة صروح اعلامية مثل التلفاز والاذاعة والجامعة والمعاهد باسم التقريب. ٤- ادامة التواصل بين المراكز الاسلامية من مختلف المذاهب. ٥- دعم الشخصيات التقريبية وتمكينها من التواصل فيما بينها وبين الآخرين كذلك. ٦- تناول التقريب مسائل حياتية كالقضية الفلسطينية ومسألة الفتاوى وضبطها والازمات المالية والاقتصادية المحدقة بالمجتمعات وطرح الرؤى الاقتصادية المشتركة أزاءها وتشجيع السياحة الدينية من مختلف المذاهب الاسلامية الى مختلف المراقد والرموز المذهبية. ولعل التنبّه الى اهمية هذا المشروع التقريبي يبعث على ايجاد حالة عامة من الوعي للسعي نحو أحياء هذه الجهود التقريبية. ٧- لابد للانظمة الحاكمة في العالم الاسلامي والعربي ان يتنبهوا لمسؤولياتهم في دعم وتشجيع اواصر الوحدة الاسلامية من خلال مشاريع التقريب الكبرى.
س) ماهي العوامل المؤدية إلى التفرقة والتباغض والتباعد بين أتباع المذاهب الإسلامية المختلفة ,وكيفية معالجتها والقضاء عليها وإزاحتها عن طريق التقارب والوحدة وسد الطريق أمام أعداء الأمة الإسلامية لاستغلال الخلافات لمصالحهم ومآربهم الدنيئة المعادية للمسلمين؟ ج) الجهل اساس كل الفتن، فالعامل الخارجي يبني كل آماله على أمة جاهلة تأكل فيها الشائعات والاكاذيب. كذلك الفقر والمرض فكلاهما سلاح مضرّ في تفريق الأمة وتشتيتها وتبعيتها، من جهة أخرى انخفاض منسوب الوعي القيمي والضعف الاخلاقي الذي عليه الأمة والفرد معاً. كذلك التطرّف هو أسلوب مدمّر يقضي على كل الآمال ويسدّ الطريق أمام المتحاورين، ان اشاعة الحب والمودة وحسن الظن بالآخر والارتفاع الى مستوى التحدي وغير ذلك يؤدي الى الحيلولة دون تنامي تلك الامراض وحالات الضعف وتسد الطريق على المتربصين بالوحدة الاسلامية. لابد من القضاء على حالة التردد والتوهين والتشكيك ولابد من الانطلاق بثبات وعقيدة راسخة ووعي كبير في طريق بناء اطر الوحدة الاسلامية ومشروع التقريب.
س) واما الكلمة الأخيرة مفتوحة ؛هل بقي موضوع تحب قوله في هذا المجال؟ اننا ومن منطلق الحرص على اشاعة ثقافة التقريب بين المذاهب الاسلامية قام المركز الاسلامي في انجلترا بثلاثة مؤتمرات دولية كبيرة في أهمية وضرورة الثقافة التقريبية ويسعى لعقد المؤتمر الدولي الرابع للتقريب بين المذاهب الاسلامية بتاريخ ٣/١٠/٢٠١٠ في لندن وعلى قاعة المركز الاسلامي في لندن تحت عنوان: (دور التقريب في نهضة الامة الاسلامية وبناء مستقبلها) يحضر في هذا المؤتمرات علماء الدين والمفكرون والمثقفون اضافة الى ابناء الجالية من مختلف المذاهب الاسلامية ويغطي فعاليات هذا المؤتمر عدد من الفضائيات لنشر هذه الافكار على عموم المجتمع الاسلامي وغيره. كذلك نحرص على استقبال كل الملاحظات والافكار التي من شأنها تطوير المشروع التقريبي حيث اصبحت للتقريبيين مساحات واسعة للتحرك وعلاقات كثيرة وفرص طيبة للتعاون وهذا ما نلمسه واقعاً ولله الحمد.