الدكتور يحيى غدار : القضية الفلسطينية تعتمد اليوم على اكبر قوة في الأرض
النزعة العرقية أو المذهبية او القومية تأسر القضية الفلسطينية في اطر ضيقة تحرم الفلسطينيين من دعم مئات الملايين من المسلمين
شارک :
خاص بوكالة أنباء التقریب (تنا) أعرب الدكتور يحيى غدار رئيس التجمع الوطني اللبناني لدعم خيار المقاومة عن اعتقاده بأن يوم القدس أخرج القضية الفلسطينية من اطارها القومي وأضفى عليها بعدا عقائديا اسلاميا أصيلا معتبرا أن الامام الخميني اراد من خلال الإعلان عن اليوم العالمي للقدس أن يصحح بوصلة الحركة الساعية لاسترجاع القدس وذلك بتوسيع أطر الأزمة من حدود الدول العربية الضيقة إلى فضاء العالم الإسلامي الكبير، وفيما يلي نص الحوار مع الدكتور غدار:
بما أن القدس الشريف قضية مشتركة بين المسلمين كافة فهل لاحياء يوم القدس دور في توحيد صفوف الأمة؟ بداية أبارك لكم حلول شهر الضيافة الإلهية سائلا المولى أن يأخذ بأيدينا جميعا إلى تقواه ورضاه ونصرة دينه الذي ارتضاه أولا: يوم القدس العالمي أخرج القضية الفلسطينية من إطارها القومي وأضفى عليها بعداً عقائديا إسلاميا أصيلا وأن الامام الخميني اراد من خلال الإعلان عن اليوم العالمي للقدس أن يصحح بوصلة الحركة الساعية لاسترجاع القدس وذلك بتوسيع أطر الأزمة من حدود الدول العربية الضيقة إلى فضاء العالم الإسلامي الكبير، وذلك لكون العالم الإسلامي بأسره معارض لوجود الغدة السرطانية الخبيثة "إسرائيل" وهو ما يفسر تأكيد الامام على أن الوحدة الإسلامية والتآخي بين المسلمين هو الخطوة الأولى بل قد يكون الشرط الأساس في استرجاع القدس لذلك فان النزعة العرقية أو المذهبية او القومية تأسر القضية الفلسطينية في اطر ضيقة تحرم الفلسطينيين من دعم مئات الملايين من المسلمين في اندونيسيا وباكستان والهند والصين وماليزيا وأفريقيا وأوروبا وتركيا وغيرها، يقول السيد الإمام(رض): أنّ الوحدة الإسلامية تؤدي إلى إزالة «إسرائيل» وليس هناك حاجة لإمكانيات ضخمة لذلك، ويقول أيضا: لو اجتمع المسلمون وألقى كل واحد منهم دلواً من الماء على «إسرائيل» لجرفها السيل، ولكن مع ذلك نرى أنهم عاجزون أمامها.
كانت القضية الفلسطينية في الماضي ردات فعل على المظلومية الا أنها اليوم تعتمد على اكبر قوى معنوية في الأرض وهي قوة الإسلام والى ذلك يشير الامام (رض): " لو أنّ الشعوب المسلمة وبدلاً من الاعتماد على المعسكر الشرقي أو الآخر الغربي اعتمدت على الإسلام ووضعت تعاليم القران النورانية والتحررية نصب أعينها وعملت بها لَمْا وقعت أسيرة للمعتدين الصهاينة" اذن الهدف من الدعوة ليوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة من رمضان هو للتأكيد على إسلامية القضية وعقائدية الموقف السياسي والحركي والجهادي الساعي لاسترجاع كل شبر من فلسطين، وتظاهر ملايين المسلمين في يوم مقدس من شهر مقدس مطالبين باسترجاع كل شبر من فلسطين يوجه رسالة إعلامية صافعة لمشروع التطبيع والمفاوضات المقيتة والهرولة الذليلة لإرضاء أمريكا وإسرائيل من قبل بعض المتحدثين باسم الأمة. الملايين الهاتفة بموت دولة الإرهاب والغطرسة إسرائيل يحفز المقاومين في فلسطين على الاستمرار في رفض الباطل والثبات على المبدأ بالاضافة الى ادخال الرعب في قلوب الصهاينة.
ما هو تقييمكم لمسيرات يوم القدس العالمي التي خرجت في البلاد في الاعوام الماضية؟ المسيرات في الأعوام الماضية أدت الدور وبلغت الرسالة ولكنها تحتاج الى تطوير وترشيد مستمر وهذا هو الحال في الكثير من المسيرات الجماهيرية الكبيرة. أتمنى ان تصل المسيرة في مستواها التنظيمي إلى مستوى أفضل من هذا لتزداد شرفاً على شرف واني مستبشر كثيرا نظرا لوجود الإخلاص والتفاني لدي القائمون على تنظيم هذه التظاهرات، وقضية إحياء يوم القدس قضية دينية ومن خلالها ينصر دين الله وينصر المؤمنين.
ما هي توصياتكم للجماهير المشاركة في المسيرة؟ جماهيرنا واعية وناضجة وملتزمة ومتحضرة وكلنا أمل أن تعبر في المسيرة عن وعيها ونضجها والتزامها وتحضرها. إن حضور الجماهير بكثافة هو أمر ضروري تتطلبه الذكرى وخصوصيات المرحلة والتعذر بأعذار واهية ليس من شيم الغيارى والمخلصين من أبناء الوطن. كلنا أمل أن يهب الجميع، كل مسلم بغض النظر عن منطقته أو عرقه او مذهبه او حزبه للمشاركة في المسيرة فالمسيرة ليست لفئة دون أخرى.
ما هي الشعارات المركزية التي ترفع سنويا في يوم القدس العالمي؟ مشكلتنا في الكثير من دوائر القرار الثقافي والإعلامي والسياسي أننا لا نمتلك إستراتيجية في اختيار الشعارات المركزية للفعاليات. ان مسيرة يوم القدس العالمي من خلال التأمل في كلمات السيد الإمام تمتلك شعارات ثابتة وشعارات متغيرة. الشعارات الثابتة هي الشعارت التي تدعو إلى وحدة الأمة و وحدة المسلمين ومواجهة الطائفية ولعل شعار "الموت لإسرائيل" هو شعار ثابت لا يتغير و شعار "الموت لأمريكا" فهو ثابت ايضا ما دامت أمريكا مستمرة في امتصاص دماء وأموال وثروات المسلمين وإعطاء الغطاء والدعم اللامحدود لربيبتها المدللة إسرائيل في قتل الفلسطينيين وبناء المستوطنات الصهيونية وإرهاب الآمنين وغيرها من الجرائم الإرهابية للكيان الصهيوني. اما الشعارات المتغيرة فيجب ان تكون خاضعة للقراءة السياسية الدقيقة على المستوى الإقليمي والمحلي فكل تهديد لمكانة القدس في الامة وكل زحف للتطبيع يجب ان يواجه بشعارات تعبوية تعبئ الجماهير بروح العزة والثبات والصمود للوقوف في وجه التطبيع بكل ألوانه.
وفي الختام أقول: أحبتي إن الجرح الفلسطيني يزداد عمقاً في جسد الأمة الإسلامية يوماً بعد يوم ولكن يقابل ذلك سعي حثيث لاجتثاث كل مشروع لمعالجة هذا الجرح وتذكير الناس به. يراد للشعوب الإسلامية ان تنسى فلسطين بل يراد للفلسطينيين ان ينسوا حقهم المغصوب من خلال فرض ثقافة النسيان والترويج المبطن والمعلن لخيار التطبيع. إن الأمة مطالبة بمقاومة هذه الثقافة بإظهار التزامها بقضيتها الأولى والمشاركة في مسيرة يوم القدس العالمي من أجلى مصاديق الالتزام بالقضية.