اکد الدكتور سيد أحمد موسوي سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدمشق في لقاء مع وكالة سانا فشل الجهود الرامية لعزل إيران وسورية مشيراً إلى أن مكانة إيران وسورية وقوتهما تعززت يوما بعد يوم بسبب التناغم والأخوة والتعاون المشترك بين البلدين.
شارک :
وکالة انباء التقریب (تنا) – دمشق ۱۱/۲/۲۰۱۱ و افاد مراسل وکالة انباء التقریب فی سوریا ان جاء هذا فی ذکری الثانية والثلاثين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران. و اضاف موسوی إن الثورة الإيرانية حققت خلال ما يربو على ثلاثة عقود إنجازات كبيرة شملت مختلف مجالات المعرفة والتقانة وذلك بالرغم من الضغوط والحصار الذي فرضه الغرب للحد من تقدمها بدءاً بحظر تصدير التقنيات الحديثة مروراً بتسييس البرنامج النووي الإيراني وحظر تصدير البنزين و أخيراً و ليس آخراً اغتيال العلماء الإيرانيين مضيفاً أن الشعب الإيراني وحكومته المنتخبة تغلبا على المعوقات كافة وحققا اكتفاء ذاتياً في معظم الاحتياجات الزراعية والصناعية إضافة إلى القمح والبنزين فضلاً عن العديد من السلع ذات التقنيات المتقدمة بما في ذلك الأدوية والسيارات وغير ذلك مؤكداً أن ذلك ما كان ليتحقق لولا عزيمة وإصرار القيادة والشعب على الصمود والعمل الدؤوب للحاق بركب البلدان المتقدمة. وأوضح موسوي أن القيادة الإيرانية حرصت على استتباب العدالة الاجتماعية عبر التوزيع العادل للثروات وللدخل القومي بين جميع فئات الشعب وتطبيق خطة ترشيد الدعم الحكومي بعد إعداد الأرضية اللازمة و تحويل الفائض المتبقي من تعديل الأسعار من خلال إيداع مبالغ شهرية في حسابات المواطنين في المصارف و مضاعفة ميزانية إعمار البلاد ما سيثمر قريبا عن قفزة عمرانية تعود بالخير على جميع أبناء الشعب. وحول العلاقات السورية الإيرانية قال السفير الإيراني بدمشق إن هذه العلاقات قطعت أشواطاً كبيرة نحو تنمية التعاون بين البلدين في شتى المجالات مشيراً إلى تواصل الزيارات واللقاءات بين المسؤولين في البلدين على أرفع المستويات وحرص القيادة في إيران و سورية على الارتقاء المطرد بسوية العلاقات المتنامية بشكل مستمر. وأشار موسوي إلى زيارتي الرئيس محمود أحمدي نجاد إلى دمشق في السادس والعشرين من شباط العام الماضي والثامن عشر من أيلول الماضي ومباحثاته مع السيد الرئيس بشار الأسد لرفع مستوى التعاون الاقتصادي والتنموي في المواضيع ذات الطابع الاستراتيجي لافتاً إلى التوقيع على مذكرة تفاهم لإلغاء سمات الدخول بين البلدين خلال الزيارة الأولى.
ولفت السفير الإيراني إلى زيارة الرئيس الأسد إلى طهران في الثالث من تشرين الأول العام الماضي ومباحثاته مع الرئيس أحمدي نجاد وتأكيدهما على الاستمرار في توطيد التعاون القائم بين البلدين وفتح آفاق جديدة في مختلف القطاعات والمجالات التنموية والاستثمارية وزيادة حجم التبادل التجاري بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين. وأضاف السفير الإيراني أن موضوع تعزيز نهج المقاومة في المنطقة كان ولا يزال يحظى بحيز هام في فكر وتوجهات قادة البلدين على ضوء الإنجازات والنجاحات التي حققتها المقاومة في لبنان وفلسطين في صراعهما ضد المحتلين الصهاينة لافتاً إلى التنسيق الكامل بين البلدين لمواقفهما حيال القضايا الإقليمية والدولية في جميع الملتقيات والمؤتمرات في المنطقة والعالم. وفي المجال الاقتصادي أشار السفير الإيراني بدمشق إلى أنه في ظل توجيهات قيادتي البلدين وتماشياً مع سوية العلاقات السياسية المتميزة بينهما استمرت الوتيرة المتصاعدة لتعزيز التعاون الاقتصادي في شتى القطاعات لتحقيق التكامل الاقتصادي بينهما موضحاً أن البلدين أرسيا الإطارات القانونية اللازمة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بما في ذلك التوقيع على اتفاقيات التجارة الحرة و الأفضلية التجارية و إلغاء سمات الدخول للمواطنين الإيرانيين و السوريين وتمت المصادقة عليها في برلمانات البلدين فضلاً عن سائر التشريعات اللازمة لتمهيد الطريق بغية توطيد الأواصر بين القطاعين العام و الخاص. وأوضح موسوي أن حجم المشاريع التي تقوم بتنفيذها الشركات الإيرانية في سورية بلغ مليارا و ستمئة مليون دولار منها إنشاء محطتي تشرين و جندر للطاقة الكهربائية و معمل إنتاج الزجاج فيرست كلاس تم تدشينه مؤخراً و الصوامع و مصانع الإسمنت إضافة إلى مشاريع أخرى قيد البحث وقال: كل هذه الجهود تهدف إلى تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين مسؤولي اللجنة العليا الاقتصادية المشتركة للطرفين القاضي بالوصول إلى مبلغ خمسة مليارات دولار من الاستثمار المشترك. وأضاف أن البلدين لا ينظران الى التعاون الاقتصادي بينهما بمعزل عن التكامل الإقليمي الأوسع والذي يضم بلدان المنطقة الأخرى وخاصةً العراق وتركيا كبداية لتشكيل نواة حقيقية ونموذج تلتحق به سائر بلدان الإقليم ويربط شبكات الغاز والكهرباء والطرق والمواصلات والاتصالات ..إلخ .. فيما بينها ما يعود بالنفع على جميع شعوبها و يجعل كلمتها مسموعة في كل أرجاء المعمورة. وحول علاقات البلدين الثقافية قال موسوي: إن انتصار الثورة الإسلامية في إيران شكل منطلقاً للعودة إلى الذات و الأصالة فدبت الروح مجدداً في الثقافة الإيرانية الإسلامية و إزداد تألقها في شتى مجالات الإبداع الأدبي و الفني مضيفاً أن العلاقات الثقافية بين إيران وسورية تعززت بعد إيجاد الأطر القانونية اللازمة على شكل اتفاقيات متعددة. وأشار السفير الإيراني إلى أنه على الصعيد الجامعي أبرمت مذكرة تفاهم بين جامعة طهران ومركز الأبحاث الاستراتيجية لمجمع مصلحة النظام وجامعات أصفهان وكاشان وأمير كبير والإمام الصادق مع جامعة دمشق، وكذلك مذكرات تفاهم بين جامعتي أصفهان وشهر كرد والمكتبة الإقليمية للعلوم والتكنولوجيا في شيراز وجامعة سمنان مع جامعة تشرين في مدينة اللاذقية، ومذكرة تفاهم بين جامعة إعداد المعلمين في طهران مع جامعة البعث في مدينة حمص، ومذكرة تفاهم بين جامعتي كرمان وحلب إضافة إلى عشرات المذكرات الأخرى التي أصبحت الأساس للعلاقات العلمية بين البلدين من قبيل تبادل الأساتذة والطلاب الجامعيين وإيفاد الهيئات العلمية والكوادر البحثية المشتركة وتبادل المجلات العلمية والإشراف المشترك على الرسائل الجامعية وغيرها منها التوقيع على مذكرة تفاهم لتقديم المنح الدراسية المتبادلة لطلبة البلدين. وبين السفير الإيراني ما شهدته ايران في مجال الترجمة من تطور ملحوظ وخاصة ترجمة العديد من الكتب التي تصدر باللغة العربية وخاصة في سورية الى اللغة الفارسية لافتاً إلى ما شهدته سورية من ترجمات لاثار فارسية الى اللغة العربية. وأكد موسوي أهمية الأسابيع الثقافية والاقتصادية والسياسية التي أقامها البلدان وضرورة توسيعها لتشمل المحافظات المهمة الأخرى في كلا الدولتين إضافة إلى إقامة أسابيع سينمائية لعرض أعمال مشتركة للمنتجين الإيرانيين والسوريين. وأوضح موسوي أن البلدين وقعا مذكرة تفاهم بين وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي في إيران واتحاد الكتاب العرب في دمشق عام ۱۹۹۵ للتعاون في المجالات العلمية والأدبية وطباعة الكتب بشكل مشترك وتم التوقيع على البرنامج التنفيذي للتعاون بين رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية واتحاد الكتاب العرب وتقرر إيجاد هيئة تتشكل من خمسة أشخاص تجتمع كل عام لمدة سبعة أيام للمشاركة في الجلسات العلمية والثقافية ضمن إطار الحوار الثقافي بين العرب والإيرانيين وزيارة المراكز العلمية والبحثية مشيراً إلى التعاون الوثيق بين المستشارية الثقافية التابعة للسفارة الإيرانية والمركز الثقافي السوري في طهران لإقامة معارض الكتب ودورات تدريس اللغتين الفارسية والعربية للراغبين وإصدار وترجمة الكتب التي تعنى بالثقافة في البلدين. وفي المجال السياحي أشار موسوي الى انه من المتوقع أن يصل عدد الزوار الإيرانيين الوافدين إلى سورية مليون زائر إثر إلغاء سمات الدخول و الزيادة المطردة في عدد الرحلات الجوية بين البلدين و التي وصلت إلى ۷۲ رحلة اسبوعياً. وقال.. لا نبالغ إذا قلنا أنه لاتوجد أسرة إيرانية لم يزر أحد أعضائها سورية .. فالقواسم المشتركة بين الشعبين من معتقدات وعادات و تقاليد تشكل نقاط استقطاب متبادل بينهما فضلاً عن أن القيادتين في البلدين تشجعان القطاع السياحي من خلال تقديم التسهيلات للزوار. وختم موسوي بالقول.. لا ينقصنا في هذا المجال أي إطار قانوني وهناك العديد من الاتفاقيات التي تصب باتجاه تعزيز العلاقات السياحية وهذا يتطلب بذل المزيد من الجهود من البلدين لتحسين الخدمات المقدمة لهؤلاء وحثهم على تكرار الزيارة وتقديم صورة ناصعة وحضارية لسورية الشقيقة.