قال مستشار رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية للشؤون الفلسطينية، وسفير طهران لدي دمشق حجة الإسلام والمسلمين السيد 'أحمد موسوي'، ان إيران لم تقم بمغامرات لفرض مطالبها علي المنطقة والتاريخ خير شاهدٍ علي ذلك.
شارک :
وکالة انباء التقریب (تنا) – دمشق ۲۸/۲/۲۰۱۱ وافاد مراسل وکالة انباء التقریب فی سوریا ان موسوي قال هذا في مقابلة نشرتها صحيفة «الوطن» السورية اليوم الاثنين لمناسبة زيارة البارجتين الإيرانيتين الحربيتين إلي ميناء اللاذقية السوري. و شدد موسوی انه 'لابد أن ننوه إلي أنه علي مدي القرنين الماضيين وعلي الأخص بعد ثلاثة عقود من انتصار الثورة الإسلامية شهدنا دائماً مؤامرات الاستكبار وحملات واعتداءات أعداء الثورة وكانت إيران دائماً ولا تزال في موقع الدفاع ومواجهة العدوان، إيران لم تقم بمغامرات لفرض مطالبها علي المنطقة والتاريخ خير شاهدٍ علي ذلك، لقد تعرضنا دائماً للغزو ونريد أن ندافع عن بلدنا، العدو يريد أن يبيع السلاح وأن تكون سوق السلاح مزدهرة دائماً، لذلك يروج لمقولة التخويف من إيران، لذلك سنواصل زيادة قدراتنا لكي لا يخطر ببال العدو في أي وقت أن يهددنا أو يفكر بشن عدوان علينا'. و اضاف موسوی، أن النقاط التي كان يعتبر الغرب في الماضي أنها تشكل قوة له باتت اليوم تشكل نقاط ضعف له نتيجة التقدم الذي تحققه ايران. «في زمنٍ ما عندما كان يُقال لقادة بلدٍ ما إن هذه البارجة تتجه نحو سواحلكم كان ذلك يعني سقوط حكومة ذلك البلد، ولكن الآن تحول ذلك إلي تهديد لهؤلاء». واکد: «في البوارج الكبيرة التي لديهم يعيش عدة آلاف من الجنود علي البارجة، وهي تحمل علي متنها ثمانين طائرة، كلها تحت مرمي صواريخنا، ونحن قادرون علي مواجهتها، إذاً نقاط قوتهم بالأمس باتت اليوم نقاط ضعفهم وانكشافهم». ورست البارجتان الإيرانيتان يوم الخميس الماضي في ميناء اللاذقية بعد أن عبرتا قناة السويس ودخلتا البحر المتوسط، وذلك في خضم زوبعة إعلامية وسياسية أثارها الساسة الإسرائيليون علي أعلي المستويات. وبعيداً عن ضجيج العدو الصهيوني، التقي قائد القوي البحرية الإيرانية الأميرال 'حبيب اللـه سياري' مع نظيره السوري اللواء 'طالب البري' في اللاذقية، ووقع الجانبان اتفاقاً للتعاون بين البلدين في مجال تدريبات الدفاع البحري لتضاف صفحة جديدة ومشرقة في سجل التعاون المطرد بين البلدين. واعتبر موسوي، أن زيارة البارجتين تأتي في السياق الطبيعي للتعاون السوري الإيراني، منددا بالضجة الإعلامية والسياسية التي أثارها الكيان الصهيوني بشأن هذه الزيارة، معتبرا أن هذه الضجة محاولة للتنفيس عن غضبه عبر إثارة مواضيع خارجة عن المألوف. وقال إن 'زيارة البارجتين إلي سورية تأتي في السياق الطبيعي للتعاون الإيراني السوري في شتي المجالات وهي تصب باتجاه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وتحمل رسالة سلام وصداقة لشعوبها. ولكن لا يخفي علي أحد أن كل ما يعزز العلاقات بين البلدان الإسلامية يثير غيظ وحنق الصهاينة المحتلين'. وأضاف 'العلاقات الإيرانية السورية الإستراتيجية والمتطورة تقض مضاجعهم وتربك حساباتهم لذلك نراهم يتحسسون حيال أي تعاون بين البلدين الشقيقين. نحن نري أنهم يحاولون التنفيس عن غضبهم عبر إثارة مواضيع خارجة عن المألوف والسياق الطبيعي للأمور، فهذه السفن تمخر المياه الدولية وفقاً للمعاهدات والمواثيق المتفق عليها عالمياً'. وتحدث السفير الايراني عن الانجازات التي حققتها الجمهورية الاسلامية في مجال الصناعات العسكرية، وقال 'تقع إيران في منطقة إستراتيجية هامة وتمتد سواحلها علي ما يقارب ۳۰۰۰ كيلومتر، لذلك من الضرورة بمكان أن تحصل علي المعرفة والتقانة اللازمة في مجال الدفاع البحري'. واوضح موسوي، انه 'وقبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران، ومع أن الشاه الخائن كان عميلاً موثوقاً به لدي أميركا، وكانت ثمة علاقات عسكرية قوية بينه وبين الأميركيين، إلا أنهم لم يزودوه بصواريخ'. واضاف: 'بعد انتصار الثورة وبالرغم من الحصار الشديد بذلنا أقصي جهودنا وحققنا الاكتفاء الذاتي مئة بالمئة في شتي المجالات بحيث لم يعد بإمكان الأعداء خلق أي عائق يحول دون تقدمنا، ففي صناعة البوارج الحربية تم تصنيع بارجة «موج» وهي قادرة علي ضرب عدة أهداف في وقت واحد فوق سطح الماء وتحته وفي الجو، ويمكن استخدامها في الحروب الالكترونية، كما صنعت غواصة حربية تحمل اسم «الغدير» التي لديها قدرة عالية علي المناورة السريعة والإفلات من الرادار، ومزودة بأحدث المعدات القتالية والالكترونية'. وتابع 'وبهمة علمائنا حصلنا علي المعرفة اللازمة لتصميم الصواريخ ونقوم بتصميمها وإنتاجها وفقاً لاحتياجاتنا. واليوم لدينا أنواع الصواريخ من قصيرة المدي إلي صواريخ ذات مدي ألفي كيلومتر من أنواع الأنظمة، وحسب نوع المهام المطلوبة منها. في مجال الدفاع الجوي حققنا إنجازات كثيرة ونسعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي بالكامل. كما أضيفت إلي وحداتنا الجوية، طائرات بلا طيار لمهام المراقبة والاستطلاع الشامل وكذلك طائرات بلا طيار القادرة علي القصف الجوي'. وردا علي سؤال حول محاولات الماكينة الإعلامية الغربية والصهيونية التلويح بالخيار العسكري ضد إيران من جهة وتخويف بلدان المنطقة من إيران من جهة أخري تارة عبر اتهام إيران بانحراف برنامجها النووي السلمي وتارة أخري من خلال التشكيك في نيات إيران وخطواتها الحثيثة في مجال التصنيع العسكري، قال موسوي 'بعض الدول الغربية أساءت بحق إيران، وتعاطيها الإيجابي والبناء مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في حين غضت الطرف عن 'إسرائيل' التي جاهرت بامتلاكها للأسلحة النووية دون أن تلتزم بالمعاهدات الدولية وهذا في الحقيقة تعبير صارخ عن سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها تلك الدول'.