"كنت أتمنى الصمت من البعض لا أن يدخل في فتاوى فتن تحريضية لتبرأ القاتل من دم الضحية "
وكالة أنباء التقريب (تنا)
الشيخ زهير جعيد: أدعو الى "الى مقاومة علمائية فكرية ثقافية للغزو الصهيوني "
شارک :
شدد أمين عام "جبهة العمل المقاوم" وعضو تجمع العلماء المسلمين سماحة الشيخ زهير جعيد في حوار خاص مع وكالة أنباء التقریب على سلمية وأحقية المطالب التي خرج بها أهل البحرين داعياً علماء السنة هناك الى إخراج هذه الثورة من اللبوس المذهبي . كما انتقد الغياب العلمائي عن الساحة الإسلامية والذي برأيه بدأ البعض بأخذ مكانته من جديد كالأزهر الذي أمل التقاء المرجعيتين الأزهرية والإيرانية لتكون باب انهزام لكل المشاريع الأميركية والإسرائيلية . ودعا الى مقاومة علمائية فكرية ثقافية لهذا الغزو الصهيوني . وهذا نص الحوار:
نشهد صمتاً علمائياً على ما يحصل في البحرين من انتهاك للمقدسات ما رأيكم في ذلك؟
للأسف كنا نتمنى أن يكون هناك صمت علمائي من بعض الجهات وبعض العلماء . هناك معياران للثورة التي قامت في المنطقة العربية .كنت أتمنى الصمت من البعض لا أن يدخل في فتاوى فتن وتحريضية لتبرأ القاتل من دم الضحية أو لتتهم ثورة بمذهبية ما وتناصر ثورة أخرى من هنا على المستوى العام غياب علمائي كبير ليس على المستوى البحرين انما باقي الثورات وهذه حال الأمة منذ انهيار الخلافة الإسلامية الى احتلال فلسطين وتهديد الأقصى واحتلال العراق حين يتحول العلماء الى موظفين لدى اولي الامر عندها يغيبون عن دورهم الرباني والإلهي . لم نجد منهم كلمة حق او نصرة لكن يبقى الامل ببعض العلماء الربانيين الصادقين حين أتى الإمام الخميني (قده) بثورة اسلامية رحبة فهو لم يطلقها لأجل نصرة الإيرانيين ولا الشيعة ولا حتى المسلمين بل لجميع المستضعفين في الارض نحن بحاجة الى علماء كهذا الإمام يتمسكون بالاسلام . وهذا الدور يغيب .لدينا أمل بالثورة التي حصلت في مصر حررت مما حررت فيه الأزهر الشريف من تسلط الدولة المباشرة عليه .الآن نشهد حالة من شبه انتفاضة في الازهر ونتمنى ان يخرج من تحت عباءة الانظمة ليقود العالم الاسلامي والعلمي لاننا نعلم ان الفكر في الازهر هو فكر رحب دعوي يقبل الآخر ويستطيع ان صلحت الامور ان يعيد اللحمة بين المسلمين في كافة المناطق .كما هناك المرجعية الريادیة الشيعية التي تتمثل بسماحة الامام علي الخامنئي .فحين تلتقي المرجعيتان بشكل صادق ومخلص لا بد ان ينتج الحق والنصرة وكل خير لهذه الأمة ولا بد ان تنهزم كل مشاريع الشر في المنطقة.
بعدما شاهدنا التدخل العسكري في البحرين وحالات القمع الحاقد برأيكم لما هذا كله ؟ وهل سيكون هذا التدخل هو الحاسم؟
لم يكن في اي يوم من الايام التدخل العسكري لقمع الحرية يجلب نتيجة فقبل الف واربعمائة سنة كان التدخل العسكري لقتل الإمام الحسين وثورته ولإطفاء وهجه وحقه لكن على مر الايام كان هذا الحق يزداد وضوحاً ورسوخاً . فالقمع لا يزيد اصحاب الحق الا التمسك بهذا الحق .ما يحصل في البحرين طبعاً ليس مطلباً مذهبياً . اهل البحرين وحتى قبل قيام الثورة الاسلامية في ايران كانوا يطالبون بجزء من حقوقهم . هذا التدخل البغيض الذي حصل هناك من قبل البعض الذي أعمل في هذا الشعب المسالم حقيقة .هناك وضوح في المطالب وسلمية في التحرك .ولم يخرج اهل البحرين عن النظام العام لكن تدخل درع الجزيرة على هذا الشعب ليعمل به تقتيلاً ويلاحق حتى النساء وينتهك الحرمات وهذا لا يرضى عنه ربنا ولا ديننا حتى بشريتنا . لكن الدم والتضحية عادة ما يولدان الإنتصار كما في لبنان التضحيات الجمة التي قدمها شباب المقاومة امام اعتى قوة في العالم وهو الكيان الصهيوني، أزهرت نصرأ للبنان وللمسلمين وللعالم ولكل الأحرار .
هناك من يحاول ان يزج ايران في البحرين ولبنان وسوريا وأينما وجدت الثورات الحقة هل هو للإيقاع بإيران ام هو للحد من حركة الشعوب والإيقاع بها؟
لنعترف ان الإحتلال الاميركي هزم شر هزيمة في العراق وأفغانستان وكذلك لبنان في مشروعه الذي كان يحضر عقب اغتيال الرئيس رفيق الحريري . واميركا لن تتركنا لنرتاح فكانت الطلقة الاخيرة لديها هي الفتنة المذهبية . للاسف استطاع هذا المشروع الاميركي الصهيوني ان يؤثر في عالمنا العربي فارتفعت وتيرة الخطاب المذهبي . وصارت المقاومة هنا شيعية وهناك سنية . للأسف نعترف ان العدو استطاع ان يحقق انجازا ما في هذا المجال . البث الاعلامي الحاقد المأجور والمدفوع هو يعمل لإشعال الفتنة بين المسلمين وهنا يأتي الحديث عن ايران ضمن هذه السلسلة وبدأت الناس تتأثر بهذا الخطاب لتخويف مثلا أهل السنة في سوريا ليقولوا ان المعركة هناك هي لتعزيز الوجود العلوي . وان ايران تقف مع البحرانيين الشيعة في وجه الحكام السنة . مع ان تاريخ ايران المعاصر بعد الثورة والتحرك السياسي الاخوي وليس ضمن المنظومة المذهبية . نرى اليوم قضية فلسطين والدعم المالي والسياسي لها لا نرى للأسف الا ايران فهل الفلسطينيون شيعة ووقفت الى جانبهم ايران ؟ يأتي هذا الإستهداف ضمن الاطار المذهبي لكن ايران وقفت مع الحق وكانت اول من ناصر الثورة المصرية والتقارب بين مصر وايران لا نجده الا مقاومة لمخطط المشروع الاقليمي الغربي بالفتنة بين المسلمين وستكون ضربة قاضية حين يتحقق هذا التقارب.
كلمة أخيرة لعلمائنا السنة والشيعة في البحرين:
الى علماء السنة اقول انتم تعلمون ان اخوانكم في البحرين لم يخرجوا بمطلب مذهبي ولا طائفي ولا لتزعم البحرين على حسابكم من هنا فإن نصرة المظلوم هي واجب وهذا عهد الله لنا كمسلمين وإغاثة الملهوف هي من اهم القيم والتقاليد العربية عليكم ان لا تنظروا الى اخوانكم في البحرية نظرة مذهبية بل اخوية . نحن اليوم احوج ما نكون الى الاعتصام بحبل الله المتين والى تحرك علماء السنة في البحرين الى جانب اخوتهم من علماء الشيعة كي نستطيع الانتصار على الفتنة لنخرج هذه الثورة من هذا اللبوس المذهبي . تحرككم اليوم هو واجب كي يكون التحرك وطنيا . اما لعلماء الشيعة فنقول صبراً ان ما تقومون به هو بعين الله دائما ومن يستشهد فإن الجنة موعده . على امل ان نرى حالة الوعي تعم العالم وليس فقط البحرين لان الفتنة هناك ستمتد الى باقي الدول العربية . والتعاون بين العلماء الشيعة والسنة نستطيع ان نحقق مقاومة بطريقة جديدة مقاومة علمائية فكرية ثقافية لهذا الغزو الصهيوني