امام جمعة بغداد : الشعب العراقي يشعر باليتم بعد استشهاد الحاج سليماني
تنا
آية الله المجاهد السيد ياسين الموسوي : فلم يميز يوما ما ولا في موقف واحد بين الشيعي والسني، فكان يدافع عن الأهداف المقدسة بغض النظر عن الانتماءات المذهبية والعرقية، ولاعطاء مثال واحد شاهدناه بوضوح في المعركة الأخيرة التي وقعت في العراق بين داعش والشعب العراقي فإنه دافع بقوة عن الشعب العراقي بغض النظر عن إئتمائهم المذهبي
شارک :
اشار امام جمعة بغداد سماحة آية الله المجاهد السيد ياسين الموسوي، في مقابلة مع مجلة «مجتمعنا » الى السمات الاخلاقية والجهادية للشهيد الفريق الحاج قاسم سليماني ودوره في مواجهة داعش والعصابات الارهابية التي ارادت الدمار للمنطقة.
وصرح سماحته كان أول لقاء لي مع شهيدنا العظيم حوالي سنة 1991 م في مقر قيادة حرس الثورة الإسلامية بحضور
المرحوم حجة الإسلام السيد عبد العزيز الحيكم )رحمه الله تعالي(، حيث كنت حينها قد ذهبت إلي مناطق الأهوار المجاهدة في جنوب العراق للقاء المجاهدين ومعرفة أحوالهم والمشاركة في أوضاعهم الحياتية والجهادية لنقل الصورة الواقعية عن أحوالهم إلي القيادة الإسلامية ومسؤولي المعارضة الإسلامية العراقية الموجودين في الجمهورية الإسلامية في المجلس الأعلى وعلى رأسهم شهيد المحراب آية الله السيد محمد باقر الحيكم )قدس سره(، وأتذكر أنه كان قد شارك في ذلك الإجتماع عدة ضباط آخرين.
و اضاف : نقلت صورة المأساة المعيشية التي كان يعيشها الشعب العراقي بشكل عام بسبب الحصار الأمريكي وما
كان عليه الوضع المأساوي المعيشي للمجاهدين في الأهوار سواءا من العشائر أم المقاتلين المضحين،وكانوا قد عانوا الأمرين الحصارين المفروضين من قبل امريكا والنظام البعثي القائم آنذك بزعامة صدام حسين. وكانت ردة فعل الحاج قاسم سليماني )رضوان الله تعالي عليه( التصميم على مساعدتهم بكل ما يمكن تقديمه لنضال الشعب العراقي ضد الإستعمار الأمريكي والديكتاتورية الصدامية وهو كان في غاية المسئولية والإهتمام بالمستضعفين والدفاع عن الأهداف العظمي لثورة الإمام الخميني(ره) العالمية .
و حول رؤية الشهيد سليماني بالنسبة للوحدة الاسلامية قائلاً ؛ قد يمكن للمفكر أن يُنظِّر لفكرة يؤمن بها خلال خطاب أو مقال أو كتاب أو نظرية، أما شهيدنا العظيم فإنه رهن حياته كلها في سبيل ما يعتقد به من خدمة الأهداف العظمى التي نادى بها إمام الأمة العظيم ،وفي مقدمتها وحدة الأمة الإسلامية والإعتقاد بها من المقدمات التي لا يمكن المساس بها، فلم يميز يوما ما ولا في موقف واحد بين الشيعي والسني، فكان يدافع عن الأهداف المقدسة بغض النظر عن الانتماءات المذهبية والعرقية، ولاعطاء مثال واحد شاهدناه بوضوح في المعركة الأخيرة التي وقعت في العراق بين داعش والشعب العراقي فإنه دافع بقوة عن الشعب العراقي بغض النظر عن إئتمائهم المذهبي أو حتى العرقي فقد كان في الأوائل بحفظ المناطق السنية من الوقوع بيد الداعش وهذا ما جعله دائما يشجع المجاهدين في الحشدالشعبي على مشاركة أهل الجنوب وهم من الشيعة في تحرير المدن السنية في شمال العراق وكلنا يعرف دور الحاج قاسم في تحرير مطار تلعفر وقضاء تلعفر وتأكيده على التسريع في تحرير الموصل وهي مناطق محسوبة على السنة ويشكل الشيعة فيها الاقلية .
وقد أوصل مساعدات الجمهورية الإسلامية من التسليح والتدريب إلى الإخوة سكان المناطق المحسوبة على اهل السنة حتى شرع الحشد الشعبي للعشائر السنية وضمها إلى قيادة الحشد الشعبي.
ونتذكر جميعا دور الحاج قاسم بالدفاع عن أربيل عاصمة إقليم كردستان عندما وصلت قوات داعش الارهابية إلى قرب المدينة وكادت تسقط فاستنجد البرزاني وقادة الإقليم بالأمريكان فلم يستجيبوا لهم، فرجعوا إلى السعودية وقطر لانقاذهم ومساعدتهم في منع تقدم الدواعش الى اربيل فلم يستجيبوا لهم أيضا، وبالنتيجة توجهوا إلى الشهيد العظيم الحاج قاسم وطلبوا منه المساعدة للدفاع عن أربيل فلم تمضي ساعات إلا وقد جاء الشهيد بالقوات والتسليح المناسب للدفاع عن أربيل وتحرير المناطق التي كانت داعش قد إحتلها. ولم يتأخر عن الواجب المقدس بالدفاع عن بلاد المسلمين متقاضيا عن
الإختلاف المذهبي والقومي.
و حول علاقة الشهيد سليماني بالمرجعية الدينية في النجف الاشرف اشار امام جمعة بغداد الى المبادئ الثورية والدينية التي كان يعتقد بها الشهيد سليماني (ره) توطدت العلاقة بينه وبين المرجعية الدينية في النجف الأشرف وبالخصوص المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد السيستاني (حفظه الله تعالى)، فكان يحضر إلى بيت سماحته كلما يزور العراق ويطول لقائه لعدة ساعات لشرح الأوضاع السياسية العالمية بالإضافة إلى الأوضاع الميدانية الجهادية ضد داعش، وكان يسعى (رضوان الله عليه) أن يرفع كل ما يمكن أن يكون مؤثرا سلبيا على الموقف الميداني والسياسي، مما ولد
علاقة عميقة بين المرجعية وبين الحركة الجهادية والقادة الميدان يين . ويكفي أن أول من سمي الشهيد السليماني والشهيد المهندس (قدس سرهما) بقادة النصر هو سماحة السيد السيستاني في رسالته إلى قائد الثورة الإسلامية الأمام الخامنئي (دام ظله) .
و حول تعامل الشهيد سليماني مع ابناء الشعب العراقي ومقاومته اضاف سماحته : لا يحتاج هذا الجواب إلى أكثر ممّا أبرزته وسائل الإعلام من الأفلام الوثاقية للحاج قاسم وهو يحضر مع المجاهدين العراق يين في جميع السوح دون تأخر، فهو عراقي يحب عراق الأئمة (عليهم السلام)، كما هو إيراني في انتمائه إلى إيران الثورة العظمى، وهذا هو الذي جعل الشعب العراقي يخرج عن بكرة أبية في وقت واحد ليحضر تشييع جثمانه وأنا شخيصا قد شاهدت في تاريخ حياتي عدة مشاهد تشييع العلماء لعظماء من القادة الروحانين وكبراء الشعب العراقي ولكني لم أشهد تشييعا بهذه الضخامة
والحضور المليوني للشعب العراقي. ويمكنني أن أقول كلمة واحدة أن الشعب العراقي شعب يتيم يشعر باليتم بعد رحيل الشهيد الحاج قاسم سليماني.
و بالنسبة الدور الذي لعبه الشهيد في هزيمة داعش والعصابات الارهابية اردف سماحته قائلاً لقد كانت داعش في العرق وكانت في سوريا، وكانت في لبنان وكان الحاج قاسم فيها جميعا، وأينما كنت تذهب من أطراف المعركة كنت تجد آثار الشهيد الحاج قاسم أو شخصه أمامك. فأليه اُهدي النصر.
واتذكرجيدا عندما كانت آمرلي محاصرة من قبل الدواعش من جميع جهاتها، فإنّ الشهيد سليماني جمع قادة
المجاهدين الذين سُمّوا بعد ذلك بالحشد الشعبي وطلب منهم الزحف والتقدم إلى كسر حصار آمرلي وعندما وجدهم يطلبون المهلة الزمنية من أجل رسم خطة لكسر الحصار وتوفير لوازم المعركة، قال لهم: مباشرة وبسرعة فائقة، وقد قام من مكانه: اما أنا فسوف أركب السيارة وإذهب بنفسي فمن شاء فليلتحق بي. وبالفعل تحرك بالسيارة، فما كان من
الباقيين الركض والأسراع دون تأخير وبكل عجالة ، ثمّ ألتحقت بهم قوافل المقاتلين وتم النصر بشكل إعجازي ولله تعالى الحمد.
و حول رؤية الشهيد سليماني بالنسبة لامريكا والاستكبار العالمي اضاف سماحته : كما قال إمام الأمة الخميني العظيم (قدس سره): كلّ ما فينا من مصائب فإن مرجعها وأصلها أمريكا. وكما قال أيضاً: أمريكا الشيطان الأكبر. وكما قال الإمام القائد السيّد الخامنئي: لا فرق بين أمريكا أوباما وأمريكا ترامب. هذا ما كان يقوله الشهيد سليماني فهو مجسمة القيم الثورية الإسلامية وبهذا استطاع أن يقلق الاستعمار بشكل عامّ والأمريكان بشكل خاصّ، وكان حجر عثرة أمام نجاح مؤامراتهم ومخططاتهم الاستعمارية، وقد استطاع أن يربي جيلا في العراق من المؤمنين بهذه الحقيقة الثورية
التحررية العظمى، فلذلك استمرت القوّة المرعبة للأمريكان والواقفة سدا منيعا أمام تحقيق أمنياتهم الاستكبارية مادام هناك تلميذ واحد من طلاب سليماني حي يقاوم الاستعمار في العراق.
و حول نظرة الشهيد الى القضية الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي قال امام جمعة بغداد سماحة آية الله المجاهد السيد ياسين الموسوي : تبقى القضيّة الفلسطينة، قضيّة المسلمين الأولى كما تبقى إسرائيل عدوة المسلمين الأولى حتى
تحرير أرض فلسطين جميعها من البحر الى النهر وزوال إسرائيل من الوجود. ولهذا فإن جميع من يطبع
مع العدو الإسرائيلي فهو يقف الى جانب العدو ضد الصديق وإلى جانب المحتل ضد صاحب الأرض
وصاحب الحقّ والجميع خونة، هذه هي حقيقة الإسلام الأصيل والحاج سليماني معلم الثوريين الكبير.