حسين رويوران :التوجه الايراني نحو الشرق لانهاء الاحادية الامريكية وايجاد نظام متعدد الاقطاب
تنا - خاص
قال الخبير في شؤون الشرق الاوسط ، ان الهدف الرئيسي من التوجه الايراني في علاقاتها الاستراتيجية نحو الشرق وبالتحديد الصين وروسيا الاتحادية ، هو انهاء الهيمنة الامريكية والاحادية القطبية وايجاد قوى متعددة الاقطاب .
شارک :
وخلال حواره مع وكالة انباء التقريب "تنا" ، يرى المعاون السياسي لجمعية "الدفاع عن الشعب الفلسطيني " الدكتور حسين رويوران الى ان "الغرب لم يبدي رغبة حقيقة في اقامة علاقات مع ايران والدليل على ذلك العقوبات التي فرضها على طهران " ، مشيرا الى ان هذا الواقع خلق نوع من عدم الوثوق بالغرب وجعل خيارات ايران لابطال مفعول العقوبات محدودة ولهذا لجأت لتأسيس علاقات استراتيجية مع الشرق وبالتحديد الصين وروسيا .
وحول المصالح المشتركة بين الدول الثلاث (ايران والصين وروسيا) يرى الخبير في شؤون الشرق الاوسط ان "ايران لا تنظر الى الصين كقوة استعمارية ولا تريد استعمار احد ولا تنوي الى تواجد عسكري في بلد اخر كما تفعل امريكا ، وبريطانيا وفرنسا" ، مشيرا الى بعض المصالح المشتركة بين ايران والصين كالاستثمار الصيني في بناء طريق الحرير او استراتيجية "الحزام والطريق" حيث استثمرت الصين في عدة دول كباكستان مئات المليارات من الدولار لتكميل هذا المشروع ، ولهذا يؤكد رويوران انه من الطبيعي ان تستقبل ايران مثل هذه الاستثمارات كمشروع اقتصادي – تجاري استراتيجي يصب في مصلحة البلدين .
واوضح رويوران ان ايران وخلال تأكيدها على توثيق علاقات استراتيجية مع الصين وروسيا هو ايجاد نموذج جديد من التعامل السياسي على المستوى الدولي لمواجهة العقوبات الغربية المشتركة على ايران وروسيا من جهة ، ومواجهة استراتيجية الهيمنة الامريكية على المنطقة والتقليل من اثار العقوبات المفروضة على ايران من جانب اخر .
وحول معارضة امريكا للتقارب الايراني الصيني ، يعتقد الخبير السياسي في شؤون المنطقة ان المعارضة الامريكية لمثل هذه العلاقات امر طبيعي لان الدولتان ، الامريكية والصينية ، كقوتان كبيرتان تتنافسان في ايجاد تحالف مع دول المنطقة .
واوضح ان الغرب كانت له علاقات تاريخية مع ايران ولكن بسبب تعامله السلبي والعقوبات التي فرضها خسر ايران ، فمن الطبيعي ان تتجه ايران نحو الشرق مع الحفاظ على نهجها المستقل في السياسة الخارجية اي عدم الارتهان للشرق والغرب ، وانما ترغب في تأسيس علاقات متوازنة مع الشرق والغرب ، مشيرا الى ان التقارب الايراني الصيني يعتبر خسارة للغرب ، ولهذا يخالفه .
قوى متعددة الاقطاب
واوضح رويوران ان الظروف العالمية في الوقت الحاضر تختلف عما كانت عليه في تسعينات القرن الماضي خاصة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وانتهاز الولايات المتحدة الفرصة لتطرح نفسها كقوة احادية من غير منافس قوي يتحداه ، مشيراً الى صعود الصين كقوة اقتصادية بامكانها ان تتخطى امريكا خلال عدة سنوات .
ومن ثم اشار الخبير السياسي في شؤون الشرق الاوسط الى بعض التحالفات الاقليمية والدولية مثل "منظمة شانغهاي للتعاون" (هي منظمة دولية سياسية واقتصادية وأمنية أوراسية). و "منظمة بريكس" (مكونة من الدول النامية اقتصادياً : البرازيل – روسيا – الهند – الصين – جنوب افريقيا) و... لانهاء الهيمنة الاحادية القطبية ، وتحويل العالم الى قوى متعددة الاقطاب .
وفي مثل هذه الظروف يرى رويروان ان التوجه الايراني نحو الشرق وخاصة العلاقات مع الصين ، يؤثر في حالة الاستقطاب الدولي وانهاء الهيمنة الامريكية واستيلاد نظام دولي جديد لا تكون فيه امريكا الامر والناهي والقوة الاحادية في العالم .
واوضح ان ايران وبعض الدول تحاول ومن خلال التحالفات الجديدة للتأثير على النظام الدولي وانهاء التفرد الغربي في القرارات الدولية ، وايجاد وضع جديد يختلف عن الوضع السابق .