وأوضح الشيخ حسام في مقابلة خاصة مع
وكالة أنباء التقریب (تنا) على هامش مشاركته في المؤتمر السابع والثلاثين للوحدة الاسلامية، بأن طالبان لا تعير أهمية لسائر الطوائف والمذاهب والأقليات لأنها تعتقد أن دينها ومذهبها هو الصحيح أما الآخرين فانهم ضالون وكافرون، فهم لا يؤمنون بالتعددية الدينية ولا المذهبية ولا القومية ولا الحزبية، كما انهم قضوا على الأحزاب ولا يعترفون حتى في الطوائف والمذاهب الرسمية كالشيعة ويمنعون نشاطاتهم وفعالياتهم واقامة طقوسهم، بل يعتقدون أن ذبيحتهم حرام وأن دمائهم مهدورة ويجوز قتلهم، وانهم اسوأ من الكفار.
وأكد الشيخ حسام أن هذه نظرة طالبان للشيعة ولكل من يختلف معهم في الرؤية والتوجهات، واصفا طالبان بأنها مجموعة قومية، والشيء الوحيد الذي يحظى بأهمية لها هي قوميتها، ولا تأبه لمصالح البلاد ولا حتى بالشرائع الدينية، بل حولت الدين والشريعية الى أداة لتسهيل الأمور القومية، وفي ظل هذه الرؤية والممارسات فان الفقر متفش في البلاد كما أن القتل والقمع والكبت جار على قدم وساق، ولا تتمتع سائر الطوائف باية حرية وانما تتعرض للتهديد المستمر وليس هذا وحسب بل ان كل من يعترض يغيّب للابد، وكل الذين أطلقت طالبان سراحهم رووا قصص مرعبة جدا عن سجون طالبان مما يؤكد أن هذه السجون ليس لها مثيل في العصور السابقة فما بالك بالعصر الحالي.
ونبه الشيخ حسام على أن جميع التيارات التكفيرية وتنظيم القاعدة يشاركون في الحكم في أفغانستان، وجميع الجماعات الانفصالية في الدول المجاورة لأفغانستان بما فيها الايرانية والباكستان والصينية ودول القوقاز موجودة في أفغانستان، والأسوأ من كل ذلك هو تأسيس مدارس انتحارية وطالبان تعتزم توسيع ورفع عدد هذه المدارس الى 10 آلاف مدرسة، تستخدمها لتصدير أفكارها ونهجها الى سائر الدول، ومن المتوقع تخريج آلاف الطلاب من هذه المدارس خلال السنوات القادمة، هذا في الوقت الذي أغلقت فيه طالبان الجامعات الحكومية، كما أن الجامعات الأهلية غير نشطة بما ينبغي، مما يعني أن الجميع ينبغي أن ينتمي لطالبان.
وبشأن ما يتردد أن طالبان الحالية تختلف عن طالبان الأمس، قال الشيخ حسام، إن هذا صحيح، وهذا عندما كان المجاهدون الأوائل الذين يتمتعون بمستوى وعي كبير هم الذين يتولون السلطة والأمور في أفغانستان، أما اليوم فجميع هؤلاء مهمشون ولا يتمتعون بأية سلطة في أفغانستان، أما الذين يمسكون بمقدرات البلاد ويفرضون سيطرتهم على كافة المجالات وفي مقدمتها العسكرية والأمنية ويلغون اللغة الفارسية من المناهج ويضيقون الخناق على الطوائف بما فيهم الشيعة فهؤلاء ليسوا أولئك، وهؤلاء هم الذين أقصوا أتباع سائر المذاهب وفي مقدمتهم الشيعة وأبعدوهم عن كافة الأجهزة الحكومية والقضاء.
وشدد الشيخ حسام على أن المخابرات الأميركية هي التي أسست طالبان وهي التي قدمت اليها أنواع الدعم، ولما أرادت حكم أفغانستان بشكل مباشر أزاحت طالبان عن الحكم، وبعد أكثر من عقدين لما وصلت الى قناعة أن الشعب الأفغاني يرفض أميركا انسحبت من أفغانستان وسلمت الحكم لطالبان، وكان من المفترض أن تعود طالبان للحكم منذ زمن طويل إلا انها طلبت من الأميركيين امهالها عدة سنوات حتى تأهل أعضاءها لاستلام الحكم، والأميركيون لن يجدوا جيشا مجانيا في المنطقة كطالبان.
وبخصوص تصريحات المسؤولون الأميركيون ضد طالبان والعقوبات التي تفرضها واشنطن على الحكومة الأفغانية، اعتبر الشيخ حسام ان جميع هذه الأمور استعراضية ولا أساس لها ، فلا تزال القوات الأميركية تسيطر على قاعدة بغرام العسكرية في كابل وهبوط واقلاع الطائرات من المطار متواصل على مدار الساعة، كما أن زيارات المسؤولون في طالبان للسفارة وقاعدة بغرام لم تنقطع.
وفيما يتعلق بالمقاومة ضد طالبان نبه الشيخ حسام على أن الولايات المتحدة تمارس الضغوط على الدول المجاورة لأفغانستان لمنع أي نشاط أو تحرك للمقاومة الأفغانية ضد طالبان، وتعلن واشنطن بشكل صريح بأنها ترصد المقاومة وتدعم طالبان، والادارة الأميركية لا يمكنها الاعتراف بشكل رسمي بحكومة طالبان لأن الاعتراف يفرض عليها بعض الالتزامات والبروتوكلات والمجتمع الدولي يرفض مثل هذا الاعتراف.
وبشأن ما يتردد في وسائل الاعلام من أن الولايات المتحدة طلبت من طالبان بشن الحرب ضد ايران مقابل الاعتراف بها والغاء العقوبات عنها وعن افغانستان، قال الشيخ حسام، اننا نعتقد أن مهمة طالبان الأولى هي شن الحرب على طالبان، وان الحركة تعد حاليا العدة لشن الحرب سواء من خلال النفوذ والتسلل في ايران تمهيدا لتنفيذ عمليات عسكرية أو من خلال التحركات على الحدود، وهناك اتفاقيات بين طالبان والولايات المتحدة والجانبان ملزمان بتنفيذ هذه الاتفاقيات، وفي الوقت الذي قتلت فيه القوات الأميركية مئات الآلاف من الأفغان فان طالبان لم تطلق رصاصة واحدة ضد القوات الأميركية.
وحول العمليات التي تم تنفيذها ضد القوات الأميركية في أفغانستان ان لم تكن طالبان فمن الذي نفذها؟ قال الشيخ حسام: ان الشعب الأفغاني شعب مجاهد وأن المجاهدين متواجدون في جميع المناطق الأفغانية وهناك الكثير من المجاهدين ينضوون تحت لواء أحزاب أفغانية مثل الحزب الاسلامي والجمعية الاسلامية وغيرها من الأحزاب وكانوا ينفذون العمليات العسكرية ضد القوات الأميركية، وهذه الأمور يعرفها الجميع وخاصة أن الأفغانيين يعرفونها.