عالم دين لبناني : المقاومة فرضت على "اسرائيل" الحقيقة بانها لن تستطيع ان تهزم هذا المحور
تنـا
قال المنسق العام لـ"جبهة العمل الإسلامي" في لبنان، الشيخ الدكتور زهير جعيد : بان المقاومة في غزة والضفة الغربية، ولبنان وسوريا والجمهورية الاسلامية الايرانية، فرضت على العدو الصهيوني حقيقة بانه لن يستطيع ان يزيل هذا المحور ولا ان يهزمه، وذلك رغم كل التضحيات التي قدمها المقاومون في هذا المسار.
شارک :
جاء ذلك في كلمة الشيخ جعيد خلال ندوة "قطعا سننتصر" التي عقدت عبر الفضاء الافتراضي برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، صباح اليوم الثلاثاء.
وافادت وكالة انباء التقريب (تنـا)، ان نص كلمة رجل الدين اللبناني البارز الشيخ زهير جعيد، خلال هذه الندوة، جاء على الشكل التالي :-
بسم الله الرحمن الرحيم
وافضل الصلاة واتم التسليم على سيد الخلق اجمعين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
رغم المجازر الصهيونية المرتكبة في غزة والتي تستمر في اكثر من عام وشهرين، وهذه الحقيقة الاجرامية التلموذية للعدو الصهيوني الذي لم يفرق بين طفل وامراة وشيخ، ويدعي بانه يحاول ان يقضي على حركة حماس، لكن المقاومة في غزة وفي فلسطين وفي الضفة استطاعت ان تصمد طيلة هذه الفترة بعد "طوفان الاقصى"، ورغم ان هذه الحرب العالمية ضد اهالينا المدنيين في قطاع غزة، والتي امتدت الى الظفة الغربية وبعدها الى لبنان، فقتلت ودمرت، لكن صمود اللبنانيين المقاومين، وصمود هذه المقاومة الاسطوري هو الذي فرض على الكيان الصهيوني ان يرضخ بالحقيقة، بانه لن يستطيع ان يزيل هذه المقاومة ولا ان يهزمها، وذلك رغم كل التضحيات في فلسطين وفي لبنان وفي سوريا وفي الجمهورية الاسلامية الايرانية.
فعلى امتداد الامة وعلى امتداد محور المقاومة دفعنا ثمنا كبيرا جدا؛ نعم منذ استشهاد القائد الحاج قاسم سليماني واخيه الحاج ابو مهدي المهندس وهذه المؤامرة على مقاومتنا وعلى محورنا، ولكن استطاع المجاهدون رغم كل الالم ورغم كل التضحيات ان يكبدوا العدو الصهيوني الخسائر الكبرى.
ما قدمته المقاومة اليوم من قيادات كبيرة على "طريق القدس" على "طريق الاقصى"، من الشهيد اسماعيل هنية والشهيد صالح العاروري ويحيى السنوار الى الشهيد السيد هاشم صفي الدين ومن قيادات الحرس الثوري الذين كانوا الى جانبنا ومعنا، هو من اجل نصرتنا ونصرة القدس وفلسطين والحق. واخيرا المصيبة الكبرى والتضحية الكبرى لسيد شهداء الامة سماحة السيد حسن نصر الله الذي دفع حياته ثمنا من اجل الحق والكرامة.
هذا الحق ليس حقا لطائفة وليس حقا لمذهب، ولكنه حق كل حر في هذا العالم؛ سماحة السيد خرج من ان يكون زعيما لبلد او زعيما لحزب او زعيما لطائفة او حتى زعيما للمسلمين، بل اصبح ايقونة العالم الحر وايقونة كل مظلوم وايقونة كل مستضعف في هذه الأرض.
نعم نحن ندفع الاثمان ولكننا نكبد هذا العدو الخسائر الكبرى، فلا تحسب خسائر العدو بما تم من قتل لجنوده او تدمير لدباباته واقتصاده، ولكن في بنية وجوده، اصبح هذا العدو يدرك اليوم بمستوطنيه وبكل من فيه، انه لا مجال للحياة هناك وان المقاومة اتية وان التحرير قادم باذن الله تعالى، وان هناك رجالا باعوا جماجمهم لله عز وجل، لم يستكينوا ولم يبيعوا رغم ان اغلب الامة واغلب الأنظمة العربية والاسلامية اليوم تركت فلسطين وتركت غزة وتركت لبنان وتركت القدس وتركت كنيسة القيامة، ولكن قيادة هذا المحور وعلى راسه سماحة السيد القائد الامام الخامنئي، هو الحريص دائما على استرداد هذا الحق، ليكون جنديا من جنود الامام المهدي الممهد له (رضي الله عنه وارضاه).
نعم ما يحدث في سوريا اليوم هو استتباع لهذه المؤامرة الكونية الكبرى التي فرضت علينا، ولكن كم انتصرت المقاومة ومحورها وسوريا في وجه الارهابيين، فالارهاب الداعشي والارهاب الصهيوني وجهان لعمله واحدة، وياتي امر العمليات من نتنياهو الذي يعطي هؤلاء امر عمليات بالهجوم على حلب وغيرها من المدن السورية بقطع الامداد على المقاومة في لبنان، انها معركة مستمرة منذ طوفان الاقصى، بل منذ استهداف الشهيد قاسم سليماني وحتى اليوم.
ولكن هذه المقاومة هي المنتصرة، وهذا المحور هو المنتصر، وكل من امن بهذا الحق الانساني، هو الذي سيحقق الانتصار الكبير بالدخول الى المسجد الاقصى وتحريره من براثن العدو الصهيوني، وانها لمعركة طويلة بين الحق والباطل، وكما قال شهيدنا الاقدس والاسمى سماحة السيد حسن نصر الله "اننا سننتصر، وان هذه المقاومة لا تنهزم، وان حزب الله لا ينهزم، نحن منتصرون، فان انتصرنا ننتصر وان نستشهد ننتصر".
هنيئا لسماحة السيد حسن هذه النهاية الكريمة على درب جده وطريق جده ابي الاحرار الحسين (عليه السلام)، وهنيئا للشهيد إسماعيل هنية وليحيى السنوار وللسيد هاشم وللحاج ابراهيم عقيل وللحاج علي كركي، ولكل الشهداء الذين ارتقوا في هذه المعركة التي هي اقدس معركة نخوضها في التاريخ منذ معركة كربلاء وحتى اليوم اليوم.
هذا الدرب الكربلائي الحسيني المحمدي الاصيل هو الذي يكرس الحق الإنساني لكل انسان حرّ في هذا العالم، نرجو الله عز وجل ان ندخل معكم جميعا الى بيت المقدس واكناف بيت المقدس محررين تحت لواء محور المقاومة.