الذكرى الرابعة والثلاثين لتغييب الإمام الصدر ورفيقيه
الإمام الصّدر "شُعلةٌ لن تنطفىء"
"خاص- تنا" مكتب بيروت
الإمام المغيب:"إنّ عدم الشّعور بالمواطنيّة هو الخطر الذي يفتح الباب على مصراعيه للإستعمار ولإسرائيل وحتى لمن هو أضعف من إسرائيل"
شارک :
"لا حياة للوطن بدون الإحساس بالمواطنية والمشاركة",,
هي دعوة واضحة أطلقها الإمام المغيب موسى الصدر لنعيش كلبنانيين على الشعور بالمواطنية على إختلاف مذاهبنا وطوائفنا فقد رأى الإمام أن المواطنية أساس وفقدانها يتشكل خطرٌ على لبنان،وهو ما عكسه بمواقفه المتعددة في كل زمان ومكان,,
"إن عدم الشعور بالمواطنية هو الخطر الذي يفتح الباب على مصراعيه للاستعمار ولإسرائيل وحتى لمن هو أضعف من إسرائيل",,
"نحن نرفض التمييز الطائفي، نحن أبناء وطن واحد لا نقبل التمييز ولا نسكت",,
من هنا،نوجه دعوة إلى كل لبناني شريف أن يعود إلى أصل أفكار الإمام موسى الصدر ويتمسك بنظرته إلى مفهوم المواطنية والعيش المشترك عسى أن يصلُح لبنان ويرتاح الشعب اللبناني من عواصف الفتنة التي تهب في كل حين,,
أربعةٌ وثلاثون عاماً مضوا على تغييب مارد الوحدة الإسلامية ونور الأمة الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين في ليبيا في عهد الطاغية القاتل معمّر القذافي.
كان السيد موسى الصدر وما يزال ظاهرة فريدة من نوعها ألقت شعاعاً من الأمل في أرواح المستضعفين في كل بقاع الأرض ممن عرفه وسمعه ورآه فعشقه،إذ كان صوت المساكين والفقراء فأطلق حركة المحرومين ضد الظالمين.
لا يخفى على أحد الخطوط الرئيسية لتغييب الإمام ورفيقيه لكن في ذكرى إختطافه لا بد من التذكير بهذه الحادثة الجلل التي أخذت من بيننا نوراً أخاف الأعداء فغيبوه.
وصل الامام الصدر إلى ليبيا بتاريخ ٢٥ من آب أغسطس ١٩٧٨ يرافقه فضيلة الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، في زيارة رسمية، وحلوا ضيوفاً على السلطة الليبية في "فندق الشاطئ" بطرابلس الغرب. وكان الامام الصدر قد أعلن قبل مغادرته لبنان، أنه مسافر إلى ليبيا من أجل عقد إجتماع مع العقيد معمر القذافي.
في المقابل، أغفلت وسائل الاعلام الليبية أخبار وصول الامام الصدر إلى ليبيا ووقائع أيام زيارته لها، ولم تشر إلى أي لقاء بينه وبين العقيد القذافي أو أي من المسؤولين الليبيين الآخرين.
وإنقطع إتّصاله بالعالم خارج ليبيا، خلاف عادته في أسفاره حيث كان يُكثر من اتصالاته الهاتفية يومياً بأركان المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان وبعائلته.
بعدها شوهد الإمام في ليبيا مع رفيقيه، لآخر مرة يوميوم ٣١ أغسطس ١٩٧٨. بعد أن انقطعت أخباره مع رفيقيه، وأثيرت ضجة عالمية حول إختفاءه معهما.
بتاريخ ١٨ أغسطس ١٩٧٨أعلنت السلطة الليبية أنهم سافروا من طرابلس الغرب مساء يوم ٣١ أغسطس ١٩٧٨ إلى إيطاليا على متن طائرة الخطوط الجوية الإيطالية، وُجٍدَت حقائبه مع حقائب فضيلة الشيخ محمد يعقوب في فندق "هوليداي أن" في روما وأجرى القضاء الإيطالي تحقيقاً واسعاً في القضية إنتهى بقرار إتخذه المدعي العام الإستئنافي في روما بحفظ القضية بعد أن ثبت أن الامام الصدر ورفيقيه لم يدخلوا الأراضي الإيطالية. وتضمنت مطالعة نائب المدعي العام الإيطالي الجزم بأنهم لم يغادروا ليبيا.
أبلغت الحكومة الإيطالية رسمياً، كلاً من الحكومة اللبنانية والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، وحكومة الجمهورية العربية السورية، وحكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أن الامام الصدر ورفيقيه لم يدخلوا الاراضي الإيطالية ولم يمروا بها "ترانزيت".
عندها أوفدت الحكومة اللبنانية بعثة أمنية إلى ليبيا وإيطاليا، لإستجلاء القضية فرفضت السلطة الليبية السماح لها بدخول ليبيا، فإقتصرت مهمتها على إيطاليا حيث تمكنت من إجراء تحقيقات دقيقة توصلت بنتيجتها إلى التثبت من أن الامام الصدر ورفيقيه لم يصلوا إلى روما وأنهم لم يغادروا ليبيا في الموعد والطائرة الذين حددتهما السلطة الليبية في بيانها الرسمي.
أعلن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، في بيانات عدة، وخاصة في مؤتمرين صحفيين عقدهما نائب رئيس هذا المجلس في بيروت بتاريخ ٣١ أغسطس ١٩٧٩ و١٠ أبريل ١٩٨٠ مسؤولية العقيد معمر القذافي شخصياً عن إخفاء الامام الصدر ورفيقيه، كما أعلنت هذه المسؤولية أيضاً منظمة التحرير الفلسطينية. وأعلن أيضاً نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، أن ملوكاً ورؤساء عرب أبلغوه وأبلغوا ممثلي المجلس مسؤولية العقيد القذافي عن هذا الإخفاء.
تتضارب التصريحات والتحليلات اليوم حول قضية لاإمام الصدر ورفيقيه بين فرضية بقتئهم على قيد الحياة مقابل فرضية أخرى حول إحتمال قيام القذافي فقتلهم فيما سبق من الزمن،وبين هذا وذاك يبقى الأمل شعلة وضاءة بأنهم عائدون ويبقى نهجهم حاضرٌ على مرّ الزمن.