بعد نحو 3 عقود قضاها في السجن، يسدل الستار على أكبر قضية تجسس بين حليفين، بإطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد، الذي سرب معلومات دفاعية واستخباراتية أميركية إلى تل أبيب، مما تسبب في ضرر لم تتوقعه واشنطن من حليفتها الأقرب.
شارک :
وقالت الإذاعة العبرية، إن السلطات الأمريكية أفرجت يوم الجمعة (20|11)، عن بولارد، بموجب عدّة شروط، من بينها حظر مغادرته للولايات المتحدة على مدار الأعوام الخمسة القادمة، وكذلك منعه من استخدام الإنترنت.
وبحسب الإذاعة؛ فقد توجّه بولارد بطلب للرئيس الأمريكي باراك أوباما يقضي بالسماح له بالمغادرة إلى الكيان الصهيوني، خلافاً للشرط المفروض عليه، والذي يتمتّع رئيس الولايات المتحدة بصلاحية إلغائه.
وكان جوناثان بولارد الخبير السابق في البحرية الأميركية، اعتقل في الولايات المتحدة عام 1985 بعد أن نقل إلى "تل أبيب" آلاف الوثائق السرية، عن أنشطة أجهزة الاستخبارات الأميركية، وحكم عليه آنذاك بالسجن مدى الحياة بتهمة ممارسة التجسس والتخابر لصالح "إسرائيل".
وترى أوساط إعلامية، أن من شأن الإفراج عن بولارد ترضية "تل أبيب" و"تلطيف الأجواء" بينها وبين واشنطن، في أعقاب الاتفاق النووي مع إيران، والذي أثار استياءً "إسرائيليا" بالغاً.
وتسببت المعلومات التي نقلها إلى تل أبيب على سبيل المثال في تفجير مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس عام 1985، وكذلك في قتل الرجل الثاني في المنظمة أبو جهاد في تونس عام 1988.
وقاومت الإدارات الأميركية المتعاقبة مناشدات إسرائيلية للعفو عن بولارد، الذي لم يبدِ الندم على ما فعل، برغم أن واشنطن فكرت في بعض الأوقات في العفو المبكر عنه في إطار جهودها لإحياء المحادثات بشأن إقامة دولة فلسطينية، لكن هذه الجهود دائماً ما اصطدمت بجبهة رفض في واشنطن، حتى ان المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية جورج تينت هدد بالاستقالة في احد الايام.