نصرالله: المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية ولدت ميتة
اعلن نصر الله ان يوم القدس العالمي هو يوم التأكيد على الثوابت , يوم تكرار الحق وان القضية الفلسطينية هي جزء من ديننا وحضارتنا وثقافتنا وقيمنا , وان اسرائيلي دولة غير شرعية وغير قانونية .
شارک :
وكالة انباء التقريب (تنا): وصف الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله المفاوضات بين الاحتلال الإسرائيلي و السلطة الفلسطينية بواشنطن بأنها "تافهة وولدت ميتة", وشدد على أنه لا يعترف بالمحكمة الدولية أو التحقيق الدولي وأن الحزب ليس معنيا بالرد على أسئلتها .
وقال نصرالله أمس الجمعة في كلمة متلفزة في مهرجان بمناسبة يوم القدس العالمي: "فلسطين من البحر إلى النهر ملك الشعب الفلسطيني ولا يحق لأحد أن يتنازل عن شبر واحد من أرضها.. ولا حتى عن حرف واحد من اسمها".
وأضاف "إن أغلبية الشعب الفلسطيني أعلنت رفضها لهذه المفاوضات"، مشيراً إلى أنه وبعد مرور ٦٢ عاما على احتلال فلسطين "نحن أقرب من القدس وهذا الكيان (الإسرائيلي ) إلى زوال". وقال هذه القضية لا يمكن لأمتنا أن تتجاهلها أو تنساها لأنها جزء من ديننا، من التزامنا الديني، جزء من ثقافتنا، جزء من حضارتنا، جزء من أخلاقنا وقيمنا، جزء من ماضينا وتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا، ولذلك يجب إعادة التذكير بها دائماً وفي كل مناسبة واستحداث المناسبات لتكون حاضرة في وعي الأمة، في وجدان الأمة، في مسؤولية الأمة، في برامج الأمة، في تحرك الأمة حكومات وشعوب، وهذا الهدف المركزي الذي قصده الإمام الخميني قدس سره الشريف. يوم القدس هو يوم التأكيد على الثوابت وليس إعلان الثوابت. الثوابت معلنة وقدّم من أجلها الكثير من الشهداء والدماء والتضحيات والآلام والأسرى والجرحى والبيوت المهدمة والملايين المهجرة، اليوم يوم القدس هو يوم تأكيد الثوابت، يوم تكرار الحق. كما إننا في شهر رمضان نعيد تلاوة كتاب الله، نعيد نفس الأدعية، نفس الأذكار التي تعلمناها منذ ١٤٠٠ سنة، يوم القدس هو يوم تكرار الثوابت على مسامع العالم لنقول لهم إن التحديات والأخطار والصعوبات والآلام لم تغيّر حرفاً واحداً في هذه الثوابت، وإن تغيّر البعض أو سقط في منتصف الطريق. من الثوابت أن إسرائيل هذه دولة غير شرعية، غير قانونية، غير إنسانية، غير أخلاقية، دولة كيان قام على الاغتصاب والقتل والمجازر وبالتالي لا يمكن أن تكتسب شرعية لو اعترف بها من اعترف وأقر بها من أقر .
وتطرق نصرالله، في كلمته التي بثت عبر شاشة عملاقة، إلى عدد من الملفات بينها انسحاب وحدات الاحتلال الأمريكية المقاتلة من العراق، واعتبره "عنوان فشل وهزيمة" متهما الادارة الامريكية والموساد الاسرائيلي بالوقوف وراء التفجيرات التي تستهدف المدنيين هناك . مضيفا ان العراق اصبح ساحة مفتوحة للمخابرات الاسرائيلية والامريكية لاشعال نار الفتن وبث الفرقةوالتشرذم بين ابناءه .
قال نصرالله: "إن الإدارة الأمريكية لم تستطع التحدث عن نصر وحاولت طرح المبررات للانسحاب"، ورأى نصرالله أن محور الممانعة والمقاومة استطاع أن يحقق إنجازا على مستوى المنطقة والعالم خلال السنوات القليلة الماضية.
وفي سياق آخر, قال نصرالله: "إن رئيس المجلس الشيعي في لبنان الإمام موسى الصدر ورفيقيه لا يزالون على قيد الحياة وهم معتقلون في ليبيا".
وطالب نصرالله, في الذكرى الثانية والثلاثين لاختفاء الصدر, طرابلس بالإفراج عن المعتقلين وطي ملف الصدر نهائياً، رافضاً أي "تفاوض أو مساومة في هذا الملف", حسب تعبيره.
وفي شأن آخر, شدد نصرالله على أنه لا يعترف بالمحكمة الدولية أو التحقيق الدولي الذي تجريه في حادث اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري, وأنه ليس معنيا بالرد على أسئلتها، مؤكدا استعداده للإجابة إذا ما طرحت عليه أسئلة من قبل القضاء اللبناني.
وحول الاشتباك الذي وقع بين حزب الله و بين جمعية المشاريع الخيرية (الأحباش) بمنطقة برج أبي حيدر الأسبوع الماضي, ما أوقع ثلاثة قتلى من الحزب، قال نصر الله: إنها "خسارة صافية معنويا وبشريا وأمنيا, وإن القتلى الثلاثة هم شهداء الحزب". واستنكر قيام بعض القوى السياسية لاستغلال الحادث واشعال نار الفتنة بدل اطفائها .
واعتبر أن الحادثة ضخمت في وسائل الإعلام بشكل كبير وأن ملف حيازة الأسلحة في لبنان شائك ويعود إلى ستينيات القرن الماضي، مشددا على الدعوة "إلى منهجية في إدارة الملفات في لبنان لا تقوم على ردود الأفعال".
وحول موضوع تسليح الجيش اللبناني بعد تلويح واشنطن بمنع الدعم العسكري عنه، عبّر نصر الله عن أمله بأن يكون موضوعا وطنيا وجديا وصادقا بعيدا عن "التجاذبات والمناكفات الطائفية".
ودعا أمين عام حزب الله الحكومة إلى تشكيل لجنة وزارية تجوب الدول العربية لطلب المساعدة في تسليح الجيش، مذكرا بدور لبنان في الدفاع عن كرامة كل العرب خلال حرب عام ٢٠٠٦.
كما حثّ الأحزاب اللبنانية أو التنظيمات الفلسطينية على التطوع لمتابعة ملف الحقوق المدنية للاجئين الفلسطينيين بعيدا عن الإعلام على أن يعالج بطريقة "تجمع بين الحقوق والمخاوف".