الصحافيات الملتزمات كن يواجهن ردة فعل سلبية من الأوساط غير الملتزمة عندما كن يحتكن بها
شارک :
وكالة انباء التقريب (تنا) :
أقيم في طهران اليوم الأحد الملتقى الأول للصحافيات المسلمات في العالم الذي شاركت فيه نحو ۳۰ صحافية مسلمة من عدة دول في العالم وأكثر من ۷۰۰ ناشطة ايرانية في وسائل الاعلام المحلية وعلى هامش الملتقى التقت وكالة انباء التقريب (تنا) بالصحافية اللبنانية ليلى مزبودي التي تعمل لأكثر من ۱۵ عاما في المجال الاعلامي وهي حاليا رئيسة تحرير القسم الفرنسي للموقع الالكتروني لفضائية المنار التي أشارت الى أن أبرز التحديات التي تواجه الصحافيات المسلمات الملتزمات هو حجابهن وأوضحت بأنه عندما بدأت العمل الاعلامي كانت تواجه تحديات كثيرة أبرزها صعوبة الحصول على عمل نتيجة التزامها بالحجاب الاسلامي ولكن المراكز الاعلامية التي افتتحها حزب الله في لبنان لعبت دورا أساسيا في حل المشكلة فقد دخلت منذ ذلك الوقت في احدى هذه المؤسسات وبدأت تعمل فيها، وكان من الصعب على الصحافيات المسلمات الملتزمات أن يجدن عملا خارج نطاق هذه المؤسسات.
هذا على صعيد فرص العمل أما على صعيد الحرفية فأشارت مزبودي الى أن الصحافيات الملتزمات كن يواجهن ردة فعل سلبية من الأوساط غير الملتزمة عندما كن يحتكن بها ورغم أن التحديات على هذا الصعيد خفت الا أنه لا تزال هناك تحديات أخرى ينبغي على الصحافيات المسلمات اجتيازها ومن بينها أثبات كفائتهن وجدارتهن في ميدان العمل، اذ لا يكفي أن تكون المسلمة ملتزمة بحجابها وتعاليم دينها بل ينبغي أن تكون متفوقة في مجال عملها لتفرض نفسها على الواقع ولا يستطيع أحد تهميشها وابعادها.
وحول تقييمها لأداء الاعلام العربي والاسلامي لفتت مزبودي الى وجود وسائل اعلام هابطة وتافهة وسطحية منوهة الى أن بعض وسائل الاعلام تسيء للمرأة المسلمة فتشوه صورتها كما انها تسيء في نفس الوقت للرجل لأنها وسائل اعلام للتسلية الفارغة والتافهة، وحسب وصف مزبودي فان هذا جانب مخيف في وسائل الاعلام، كما أن هناك وسائل اعلام لا يهمها سوى بث التفرقة بين الناس وخاصة بين المسلمين ويمكن القول أنها وسائل اعلام هدامة والى جانب هذين النوعين من وسائل الاعلام فهناك وسائل اعلام هادفة وتؤدي دورها ورسالتها بمهنية عالية.
ولفتت مزبودي الى أنه كلما كانت وسيلة الاعلام أقرب الى الناس كلما تقترب الى ما يدور في عقولهم ودعت الى ضرورة أن يحسن الاعلام الاسلامي الاجابة على الاشكاليات التي تدور في اذهان الناس وليس أن يتكلم بشكل نظري وبعيدا عن مشاكلهم وما يقلقهم واهتماماتهم لذا ينبغي أن يكون الخطاب الديني على تماس مباشر ومستمر مع الناس، وفي هذا الاطار ينبغي توفير فرصة للناس ليتكلموا بصراحة عن مشاكلهم، وأشارت الى أن طريقة تفكير الشرائح الاجتماعية تختلف عن بعضها البعض الآخر كما أن طريقة تفكير الشرائح الشابة في المجتمعات الراهنة تختلف عن المجتمعات القديمة مما يستدعي من وسائل الاعلام الاسلامية في المرحلة الأولى تفهم وجهات نظر الشرائح الاجتماعية ومن ثم وضع البرامج الخاصة لمخاطبة كل شريحة والتأثير عليها. اجرى الحوار: صالح القزويني