وصف القرضاوى د. عمارة بأنه صاحب هجمة قوية في تعرية أعداء الإسلام؛ بدعوته للحفاظ على أركان أربعة، وهي: "القرآن الكريم، والأزهر الشريف، واجتماع المسلمين في صلاة الجمعة أسبوعيًّا، ولمّ شمل مسلمي العالم في مؤتمر الحج السنوي"، وهي الأركان التي إذا تمسَّك بها المسلمون سيظل الإسلام صخرة عاتية.
شارک :
وكالة أنباء التقریب (تنا) احتفى مئات العلماء والمفكرين والساسة والأدباء بالدكتور محمد عمارة، المفكر الإسلامي الكبير وعضو مجمع البحوث الإسلامية، وسط محبيه وتلامذته، مساء الاربعاء بنقابة الصحفيين، خلال الاحتفال الذي نظَّمه مركز "الإعلام العربي"، في إطار سلسلة ندوات "رموز في دائرة الضوء". وتقدَّم فضيلة الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وفد الجماعة الذي ضمَّ عددًا من أعضاء مكتب الإرشاد وقيادات الجماعة. وشارك في الاحتفالية: المستشار طارق البشري المؤرخ الكبير ونائب رئيس مجلس الدولة السابق، والكاتب الكبير الدكتور جابر قميحة أستاذ الأدب العربي، والمفكر الإسلامي الدكتور أحمد كمال أبو المجد، والدكتور إبراهيم البيومي غانم أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والكاتب الكبير فهمي هويدي، والمستشارة نهى الزيني نائب رئيس النيابة الإدارية وسلَّم العلاَّمة الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، درع التكريم للدكتور عمارة، داعيًا الله عزَّ وجلَّ أن يبارك في عمره وعلمه، وأن ينفع به الإسلام والمسلمين. كما توجه بالشكر إلى مركز الإعلام العربي على تكريمه للرموز الإسلامية في حياتهم ومماتهم، مصداقًا لقول الله تعالى: ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (١٣)﴾ (الكهف: من الآية ١٣)، وأشار خلال كلمته إلى أهمية تكريم من يستحق ذلك، مستشهدًا بقوله صلى الله عليه وسلم: "من لا يشكر الناس لا يشكر الله". وأضاف أن الله يهيئ لهذا الدين من يقوم على نصرته، ويبعث في كل أمة من يجددون لها دينها، ويجب على كل مسلم ألا ينتظر مجددًا، ولكن عليه أن يسأل عن دوره في التجديد. وأوضح القرضاوي أن الدكتور عمارة من الذين هيَّأهم الله لتجديد هذا الدين على منهج الوسطية؛ حيث إن الوسطية لا تكون إلا مجددةً، والتجديد لا يكون إلا وسطيًّا. وأضاف أنه حينما طُلب منه أن يكتب ما يقدِّمه للدكتور عمارة في احتفالية اليوم وجد نفسه غارقًا في بحر علمه، الذي وضع الإسلام في مواجهة خصومه بالعلم، وحمل مهمة الدفاع عن الإسلام. وقال إن د. عمارة تولَّى الدفاع عن الإسلام وقيمه، كالحجاب وغيره؛ لما لديه من أسلحة تمكنه من الوقوف موقف الدفاع، كالعقيدة والشريعة والقرآن الكريم والسنة النبوية وغيرها، تصدَّى بها لأعداء الإسلام والأجندات المناوئة له. وتخلَّل الاحتفال عرض فيلم تسجيلي تحت عنوان "د. محمد عمارة.. القلم المرابط" تناول مشواره الفكري وتطرق لمقتطفات من تلك المؤلفات التي تبرز جهد الدكتور عمارة في دعم القضية الفلسطينية والتراث الحضاري الإسلامي والهوية الإسلامية في مواجهة التغريب
وأشار إلى دور والده في تعميق الأثر الديني في حياته؛ حيث كان يهتمُّ بتحفيظه القرآن الكريم وغرس أهمية العلم في أعماقه.
وأشار المستشار طارق البشري إلى أن الموَّدة والترابط هما ما جمعه بالدكتور عمارة في مشوارهما ما بين المحافظة والتجديد؛ حيث كان أول مقال كتبه د. عمارة يحتوي على أعمق المعاني حول الجهاد في فلسطين خلال مرحلته الابتدائية، وكان أزهريًّا حافظًا للقران وقارئًا مطلعًا.
واعترف د. علي جمعة مفتي الديار المصرية خلال الفيلم التسجيلي أن د. عمارة لم ينل حظَّه من التقدير كما ينبغي؛ حيث إنه يعدُّ مدرسة كاملة بعلمه وإسلامه، مشيرًا إلى أن عمارة ينتمي إلى مدرسة المجددين والمصلحين لتاريخ الفكر الإسلامي.
وأوضح د. أحمد كمال أبو المجد، عضو مجمع البحوث، أن الطريق الذي انتهجه د. عمارة هو الطريق الذي تمنَّاه لنفسه، وكان له دور في نشر رسالة الرحمة الإسلامية، التي لا غموض فيها بعد أن أُصيبت أمتنا بالسيئتين، وهما الجمود والانفلات، وانقسمت الأمة على إثرها إلى فئتين. مكتب القاهرة