صدر عن رابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين بغزة مؤخراً كتاب "المنهج الاستقرائي في القرآن الكريم" للكاتب الدكتور عبد الستار قاسم، وهو الكتاب الأول الذي تصدره الرابطة للكاتب الحاصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة السياسية.
شارک :
وكالة أنباء التقریب (تنا) : ويقول الدكتور قاسم حول كتابه "يأتي هذا الكتاب ليقول أن القرآن الكريم ليس مجرد كتاب ديني يقلد كتبا دينية سابقة سواء كانت وحياً أو وضعاً، وإنما هو كتاب ديني يؤسس لحياة تستند على منهجية علمية تؤدي في النهاية إلى التطوير العلمي في مختلف المجالات".
ويشير قاسم إلى أنه كتب هذا الكتاب بهدف فحص وجود المنهج الاستقرائي في القرآن الكريم بالقول "أهدف لمعرفة هل هناك منهج من هذا القبيل أم أن القرآن مجرد كتاب في الوعظ والشعائر والكهنوت والغيبيات".
ويضيف "لاحظت أن الناس يستغربون الحديث عن المناهج العلمية في القرآن الكريم، ومنهم من يرى أن ذلك محاولة لتغريب الدين الإسلامي، لكنهم يحتاجون لبعض التدبر عند قراءتهم للقرآن الكريم".
والمنهج الاستقرائي هو منهج بحث علمي يعتمد على البدء بالجزئيات ليصل منها إلى قوانين عامة، وهو يعتمد على التحقق بالملاحظة المنظمة الخاضعة للتجريب والتحكم في المتغيرات المختلفة.
ويبين قاسم أن الظن السائد أن القرآن الكريم عبارة عن كتاب في الحلال والحرام، منوهاً أن الناس أخذوا يظنون أن النقاش خارج الحلال والحرام قد يوقع في الحرام، موضحاً أن الإسلام يخرج من بين أيدي العلماء ليتسلمه بعض الدارسين غير المتمرسين والعامة، على حد تعبيره.
ويوضح أن عددا من الذين يحملون لواء الدين الآن لا يخدمونه، ويحولونه إلى ما يقترب من وصف "ماركس" بأن "الدين أفيون الشعوب".
ويقول المفكر الفلسطيني "هناك من يصنفون أنفسهم متدينين يتفقهون بالدين، وهم يغرقون الدين الإسلامي بالكثير من التفاصيل الفقهية ويؤثرون على العامة بحيث يحولون الدين إلى دين شعائر وطقوس مفرغة من مضمونها التطبيقي".
ويتابع "الأمة بحاجة إلى نهوض . وما يجري هو إغراق الناس بأحاديث الغيب والجنة والنار وعذاب القبر، قلة قليلة من العلماء يقفون متحدثين عن الظلم والاستعباد والاستغلال والهيمنة الاجتماعية والتخلف الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، واغلبهم يعزف عن الدنيا تاركاً مصير الأمة للمجهول أو العدو الذي يبحث عن مطايا".
وانتهى الدكتور قاسم بالتأكيد على أن المنهج الاستقرائي يتفوق على المناهج الفلسفية والتاريخية والغيبية والعضوية لأنه يفحص الأمور مادياً، على حد تعبيره.