بمناسبة الذكرى الثلاثين لانطلاقة المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق ;
السيد نصر الله : الحصار الأميركي يُترجم بمنع الدولة اللبنانية من قبول الهبات
تنا
الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله : الحصار يُترجم بمنع المساعدات والودائع والقروض من الخارج وبمنع الدولة اللبنانية من قبول الهبات وقبول الاستثمارات ومنع لبنان من علاج ملف النازحين السوريين، معتبرًا أن مجموع العوامل هذه وغيرها يؤكد وجود مجموعة أسباب أوصلت الى هذا الوضع.
شارک :
أكَّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بمناسبة الذكرى الثلاثين لانطلاقة المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق أن الحزب يؤمن بأن الانجازات هي نتاج الجهود المباركة الجماعية.
وتطرق الأمين العام لحزب الله إلى الوضع الإقتصادي بالقول إنه "لا أحد يناقش بأن هذا الوضع صعب جدًا في لبنان والأمر ليس استثنائيًا بالنسبة للبنان بل هناك العديد من البلدان التي باتت مهددة بالانهيار".
وفي السياق، اعتبر السيد نصر الله أنه لا يجوز لنا أن نيأس على الرغم من أنَّ هناك من محاولات إشاعة اليأس في البلد، وهذا أمر خطير جدًا وأهم شيء هو الأمل وعلى الجميع تحمل المسؤولية من دولة وشعب ومجتمع.
وأردف قائلًا: "لا يجوز البقاء بحالة تخبط كما الحال في السنوات الماضية وفي مكان ما على السلطة أن تبادر لوضع رؤية لمعالجة الوضع الاقتصادي، وعلى أساسها توضع خطط وبرامج تستند لرؤية كاملة ومتقنة".
وفي السياق، أشار سماحته إلى أنَّه لا يجوز البقاء بحالة تخبط كما الحال في السنوات الماضية وفي مكان ما على السلطة أن تبادر لوضع رؤية لمعالجة الوضع الاقتصادي وعلى أساسها توضع خطط وبرامج تستند لرؤية كاملة ومتقنة، مؤكدًا أنَّه للوصول إلى الرؤية يجب دراسة الأسباب ولتنفيذها يجب استخراج الأسباب الواقعية والحقيقية.
كما لفت السيد نصر الله إلى أنَّ الفساد كان متجذرًا بالدولة منذ وقت طويل ولو قدمت كل طائفة أفضل عقولها وخبرائها لتتولى المسؤوليات الإدارية في الدولة ما كنا لوصلنا إلى هذه المرحلة.
كما أوضح أن "أحد أهم أسباب الأزمة خطأ الرؤية الاقتصادية في التسعينات وبعض السياسات الاقتصادية الفاسدة والمفسدة، والتي كانت مواقفنا واضحة منها في مجلس النواب وأولها الاستدانة"، مبينًا أنَّ الأخطر هو ضرب الانتاج والبحث على الربح السريع وهكذا تحول اقتصادنا إلى اقتصاد هش، وأنه من الأسباب أيضًا المحاصصة الطائفية بالمشاريع وغياب الانماء المتوازن وتبعات الحروب الداخلية واعادة الاعمار وملف المهجرين".
وأسف السيد نصر الله من أن البعض يتحدث عن عدم وجود حصار، ذاكرًا أنَّ الحصار لا يكون فقط بوضع بارجة قبالة الشواطئ اللبنانية بل يكفي سلوك الادارة الأميركية مع السلطة اللبنانية.
وبيّن سماحته أنَّ الحصار يُترجم بمنع المساعدات والودائع والقروض من الخارج وبمنع الدولة اللبنانية من قبول الهبات وقبول الاستثمارات ومنع لبنان من علاج ملف النازحين السوريين، معتبرًا أن مجموع العوامل هذه وغيرها يؤكد وجود مجموعة أسباب أوصلت الى هذا الوضع.
وفيما خص الشأن الداخلي، لفت السيد نصر الله إلى أنَّه "بالعودة إلى الرؤية التي قامت عليها سياسات خاطئة وهي أن المنطقة متجهة نحو تسوية للنزاع مع الكيان الصهيوني هو ما أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم، فعلى من يريد وضع سياسات اقتصادية جديدة عليه أن لا يبني رؤية على حساب تسوية في المنطقة ولا وجود لحل الدولتين وخصوصًا مع الحكومة الجديدة الصهيونية الفاسدة والارهابية".
وتابع أنَّه "ومع سوريا لا تسوية وما جرى في سوريا هو احدى المحاولات للمجيئ بنظام سياسي يعطي الجولان للكيان الصهيوني"، معتبرًا أن الوضع في المنطقة متجه نحو مزيد من التوتر فلا تسويات في المنطقة ولا مشاهد سلام وهذا كله سينعكس على منطقتنا.
وشدَّد السيد نصر الله على أنَّه "علينا أن لا نعتمد على الموقع المميز فهناك دول منافسة بالسياحة وتسهيل قطاع الخدمات والشركات والمصرفية، وعلينا العمل على اقتصاد يؤمن أمن عذائي لا يعتمد على المعونات الخارجية والمساعدات".
أكَّد سماحته أنَّه "لدينا الأمن ونسبة الأمن الداخلي عندنا نسبة متقدمة حتى عن الولايات المتحدة الاميركية وذلك بفضل الجيش والقوى الامنية والوعي السياسي، فإنه لا يوجد طرف يريد حربًا أهلية إلا القلة".
وبالنسبة لملف الغاز، رأى أنَّه أحد أسباب القوة لأنه ثروة هائلة في بحر لبنان والدليل ما نشهده من اكتشافات للنفط والغاز البحر الأبيض المتوسط، مشيرًا الى أنَّ "اليوم القرار الأوروبي حاسم بالاستغناء عن الغاز الروسي وأولويته هي في البحر المتوسط لأن تكلفته أقل عليه ولذلك علينا البحث عن شركات للاستفادة من ثروتنا الوطنية".
كما أوضح السيد نصر الله أنَّه "من نقاط القوة الأساسية في إقتصادنا هم المغتربين الذين ما زالوا اليوم أهم مصدر مالي لعيش اللبنانيين، وهم يتعرضون اليوم للخطر والمضايقة والاعتداء الأميركي من خلال وضع تجار واغنياء كبار على لوائح العقوبات بتهم ظالمة، وهذا يحتاج الى حماية الدولة التي للأسف "ما عم تعمل شي"".
وأكَّد أنَّه يجب العمل على كل القطاعات المنتجة ونستطيع أن نعود المستشفى الاولى والسياحة الاولى والجامعة الاولى في المنطقة".
وأضاف سماحته أنَّ لبنان يحتاج إلى دولة شجاعة لا يرضخ كل من يتحمل المسؤولية فيها أمام الضغوطات والعقوبات وهذا هي السيادة في القرار، إذ يجب أن يكون لدينا الشجاعة والاستعداد للتضحية بمواجهة العقوبات وفي قبول الهبات وأن تكون لدينا جرأة لنقول للصيني "تفضل"، متسائلاً: "لماذا مسموح لدول في العالم الاستثمار مع الصين بينما لبنان ممنوع؟".
وتابع: "نحتاج إلى جرأة في التعامل مع ملف النازحين وأن نخرج من اتهام الناس بالعنصرية فهذه أزمة يعاني منها كل اللبنانيين ويمكننا إيجاد حلول كريمة للنازحين".
وبالعودة إلى الشان الدولي، قال السيد نصرالله: "كثر ينظّرون أنه اذا قال لبنان أنه خارج الصراع مع "اسرائيل" فكل شيء يتم حلّه في لبنان أدعوكم الى مراقبة الوضع في مصر أول دولة أقامت سلامًا مع العدو الاسرائيلي، فمصر كان لديها أفضل العلاقات مع الأميركيين والسعودية وهي مع صندوق النقد الدولي، فبأي وضع باتت فيه مصر؟".
وأضاف الأمين العام لحزب الله أنَّه "دول محور المقاومة تعاني لأنها ترفض الخضوع لأميركا وباقي الدول هي في الركب الأميركي فلماذا هذا هو وضعها؟ لأنه ممنوع أن تكون هناك دولة قوية في المنطقة".
السيد نصر الله: السنوات الست المقبلة مصيرية
وحول ملف الرئاسة، أكَّد سماحته أنَّ "السنوات الست المقبلة مصيرية وإذا أكملنا بالطريقة نفسها البلد ذاهب إلى الانهيار هذا إذا لم نكن قد بتنا داخله"، مشددًا على أنَّه "بدنا رئيس إذا نفخوا عليه الأميركيين ما يطير من قصر بعبدا على البحر المتوسط".
وتابع: "نريد رئيسًا للجمهورية شجاعًا مستعد للتضحية ولا يهمه تهديد الأميركيين وهناك نماذج موجودة كما نبحث عن حكومة ومسؤولين من هذا النوع"، ذاكرًا أنَّ "القوى التي تسمي نفسها سيادية تعرف بالتدخلات الأميركية وتصمت صمت أهل القبور".
وختم السيد نصر الله قائلًا: "هناك آمال ونقاط قوة كبيرة واللبنانيون قادرون على النهوض ويحتاجون إلى الارادة والخطة الصحيحة والجدية في العمل".