رئيس السلطة القضائية : ايران تسعى"لتعزيز الوحدة الاسلامية في إطار مصالح الأمة الإسلامية"
تنا
قال رئيس السلطة القضائية حجة الاسلام غلام حسين محسني إيجئي، بأنّ بلاده تؤكّد دوماً وحدة المسلمين، مشيراً إلى أنّ هذا "موقف ثابت للجمهورية الإسلامية وقائد الثورة المعظّم" وأوضح أنّ إيران تسعى إلى إقامة علاقات مع البلدان الإسلامية كلّها، لا مع بلدان محدّدة أو مذهب خاصّ، وذلك "لتعزيز الوحدة في إطار مصالح الأمة الإسلامية".
شارک :
وفي حوارٍ خاص لشبكة الميادين مع إيجئي، إلى أنّ "إيران لا تقدّم الدعم لجبهة المقاومة في لبنان وفلسطين وفي العراق فحسب، بل تريد العزة للمسلمين جميعهم والنجاة من هيمنة المستعمرين، سواء في آسيا أم أفريقيا أم حتى في الولايات المتحدة".
وتابع بالقول: "لا نرضى أبداً بالتعبيرات التي استخدمها الرئيس الأميركي السابق (دونالد ترامب) تُجاه السعودية وكبار المسؤولين فيها"، مؤكداً أنّ إيران ترغب في "إقامة علاقات صداقة مع البلدان الإسلامية كلّها، ومن ضمنها المملكة العربية السعودية في إطار تحقيق مصالح الأمة الإسلامية ومصالح البلدين".
وحذّر من أنه "علينا أن ننتبه، فالأعداء بكلّ تأكيد منزعجون من هذا التقارب"، لافتاً إلى أنّ الولايات المتحدة "ليست بمنزلةٍ تفرض فيها شروطاً على إيران، واليوم نتذكّر كلام الشهيد سليماني حينما خاطب أميركا وقال تعالي وحاربيني أنا، ولا حاجة إلى محاربة إيران ولا حاجة إلى مواجهة محور المقاومة".
"زمرة المنافقين" في أحضان الإمبريالية
واستكمل إيجئي بالقول: "نحن ملتزمون بنصرة كلّ المستضعفين في دفاعنا عن محور المقاومة والمظلومين في فلسطين والمضطهدين جميعهم"، مضيفاً: "نتعرّض للعقوبات من كثير من الأوروبيين والغربيين، لكنّنا لسنا قلقين من ذلك، ولسنا قلقين على بلدنا وشعبنا".
ووصف عناصر منظمة "خلق" الارهابية بالـ"منافقين"، موضحاً أنهم "قالوا ذات مرة إنهم قادة في النضال ضدّ الإمبريالية، لكنهم اليوم في أحضان الإمبريالية".
ولفت إلى أنّ "هناك من كان يقول إنّ محاربة الإمبريالية أولويتهم، ولكنهم كانوا يتّصلون سراً ببعض أجهزة الاستخبارات الأجنبية"، مشيراً إلى أنه "بالأوامر التي تلقّوها منهم شرعوا بتحديد الشخصيات المهمة في نظام الجمهورية الإسلامية".
وأكد المسؤول الإيراني أنّ الولايات المتحدة و"إسرائيل" كانتا المستفيدتين من استشهاد أمثال الشهيد بهشتي والشهيد مطهّري، وشخصيات شعبية كثيرة.
وأضاف أنه "في الوقت الذي لم يمرّ فيه سوى عام ونصف العام على انتصار الثورة، وبدلاً من أن يقف المنافقون إلى جانب شعبهم، التحقوا بالعدوّ الذي غزا أرضهم وقتل شعبهم بالأسلحة التي قدّمها إليه الغرب".
وتساءل قائلاً: "إذا لم نسمِّ هؤلاء إرهابيين، فمن نسمّيهم إرهابيين؟ ومن أنصارهم وحماتهم اليوم؟ ومن يُؤويهم؟ ومن يدعمهم؟ ومن يمنحهم المال؟".
وشدّد إيجئي على أنه "يجب أن تعرف الدول الغربية التي تدعم الخونة أنّ الذين خانوا شعبهم وبلدهم سيخونوها يوماً ما أيضاً"، مؤكداً أنّ هؤلاء "لا يمثلون رقماً أمام إيران".
كذلك، أوضح أنّ "أكثر من عشرة آلاف شخص استُشهدوا على يد هذه المجموعة، ومع ذلك تنشئ إيران لهم محكمة وتمنحهم حقّ اختيار محامين"، مشدداً على أنه "علينا التّصدّي لهذا التنظيم ومقاضاة أعضائه الأساسيين".
تنظيم "داعش" من صناعة أميركية
وتابع إيجئي بالقول إنّ "هنالك أشخاصاً لا ينكرون أنهم يتلقّون الدعم من الولايات المتحدة"، لافتاً إلى أنّ يد "إسرائيل والولايات المتحدة واضحة في كثير من الجرائم وعمليات الاغتيال والتفجير".
ولفت إلى أنّ المسؤولين الأميركيّين اعترفوا خلال المنافسات الانتخابية قبل الإدارة الحالية بأنّ تنظيم "داعش" من صناعتهم، موضحاً أنّه عندما كان عناصر "داعش" يُحاصرون فإنّ الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية كانت تنقذهم جواً أو براً، وترسل إليهم السلاح وتحدّد لهم طرق الفرار.
كما أكد الشيخ الإيراني أنّ هناك وثائق تفيد بأنه "أينما كانت تجري محاصرة داعش على يد المقاومة فإنّ الولايات المتحدة والدول الغربية كانت تنجدهم".
لن نتخلى عن دعم جبهة المقاومة
وشدّد إيجئي على أنه من قضايا بلاده الأساسية "الدفاع عن جبهة المقاومة"، مؤكداً أنّ "القضية الفلسطينية قضية مهمة للعالم الإسلاميّ".
وأكد أنّ "جبهة المقاومة وحزب الله، وتيار الشهيد الحاج قاسم سليماني، وسيدنا العزيز حسن نصر الله، وشهداؤنا الكرام في المقاومة، وجدوا السبيل إلى نيل العزة والكرامة لكلّ إنسان مسلم".
وأوضح أنّ إيران تدافع عن جبهة المقاومة، وعن كلّ مسلم، وحتّى عن كلّ شخص مضطّهد ومظلوم "قدر استطاعتها"، مضيفاً: "نحن بالتأكيد لن نتخلى عن دعم جبهة المقاومة، ولا يمكن للولايات المتحدة أن تضع لنا شرطاً في هذا الصدد".
وتساءل إيجئي قائلاً: "لماذا السيد حسن نصر الله والشهيد السيد عباس الموسوي وباقي شهداء جبهة المقاومة هم في قلوب كثير من الشباب اليوم؟ لماذا تهواهم القلوب؟".
واستكمل حديثه موضحاً بأنّ "الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس هما في قلوب الشباب وفي قلوب المسلمين كلّهم، لأنهما وغيرهما ضحّوا بأنفسهم في طريق الله، لأجل الله وفي سبيل وصول الناس إلى الكرامة والعزّة".
لبنان تحرّر بفضل المجاهدين والمقاتلين
كذلك، أكد أنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله "يَحظى بمنزلة رفيعة لدى العالم، لأنه شخص تقيّ، عالم، عارف بزمانه، بذل نفسه كلّها لإنقاذ بلاده، ولإنقاذ الإسلام، وإنقاذ المسلمين".
وأردف قائلاً: "لن أنسى الحاج قاسم أثناء حرب تموز 2006، فلو كانت هذه الحرب على بلاده، لما عمل بهذه الجدية، ولما قدّم هذه التضحية الكبيرة"، مشيراً إلى أنه "في حرب عام 2006، هبّ القائد العزيز الحاج قاسم سليماني وبعض رفاقه إلى نصرة السيد حسن نصر الله وحقّقوا النصر".
وشدّد إيجئي على أنّ "لبنان تحرّر بفضل دور المجاهدين والمقاتلين، دور من يقف مع تعاليم القرآن، ويؤمن بالقرآن، ويثق بالله فيصمد وينتصر"، لافتاً إلى أنّه "لسوء الحظّ لم تُتَح لي الفرصة للقاء السيد نصر الله من كثب، لكنّني مِن بعد منبهر بتقواه وشجاعته ولباقته وإدارته ونشاطه الدؤوب".
وأوضح أنه قال سابقاً للشهيد سليماني: "أسأل الله أن يجعل عمري لحظة واحدة وأن يضيفها إلى حياتك، كنت أقولها من كل قلبي، وليت ذلك تحقّق"، مشيراً إلى أنّ "الحاج رضوان كان مجاهداً شديد المقاومة، وشديد العطف والشجاعة".
واجبات السلطة القضائية الإيرانية
وفي ما يخص السلطة القضائية في إيران، أكد أنها "تتمتّع باستقلالية كاملة، لكنّها ليست بمنأى عن الأمور العامة في البلاد"، مشيراً إلى أنّ الدستور الإيراني حدّد شروطاً خاصة لكبار المديرين في السلطة القضائية، سواءٌ لشخصية رئيس السلطة أم لرئيس ديوان القضاء الأعلى أم لشخصية المدّعي العامّ في البلاد.
وأشار إيجئي إلى أنه "على كبار المسؤولين في السلطة القضائية أن يتمتّعوا بكفاءات عالية، وأن يُلمّوا بالأمور السياسية والاجتماعية والثقافية"، موضحاً أنه "من الطبيعيّ أن تكون هناك شخصيات في داخل السلطة القضائية قبل انتصار الثورة لا تتمتع بالشروط اللازمة التي حدّدها الدستور".
وتابع إيجئي بأنّ مجلس الشورى الإسلامي يسنّ القوانين وتتولّى الحكومة تنفيذ معظم القوانين هذه، فيما تنفّذ السلطة القضائية بعضها، مشيراً إلى أنّ من أهمّ وظائف السلطة القضائية الإشراف الصحيح على تنفيذ القوانين لمصلحة الشعب والبلاد.
كذلك، أشار إيجئي إلى أنّ استقلال السلطة القضائية يضمن إحياءها الحقوق العامة وصيانتها، مؤكداً أنّ السلطة القضائية "أثبتت عزمها وإصرارها على تنفيذ المهامّ المحدّدة في الدستور كلّها".