أحسنا اختيار حلفائنا كما أحسن حلفاؤنا أن يختارونا معهم

أكد نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أن المقاومة والإصلاح توأمان لا ينفصلان . فمن اعتقد أننا نقاوم ولا نبالي بالإصلاح مخطئ، ومن اعتقد أن الإصلاح ينفع بلا مقاومة مخطئ، ونحن سنعمل بكل جهد لننجح في الإصلاح كما قدمنا نجاحات في المقاومة إن شاء الله تعالى.

وخلال كلمة ألقاها في حفل تخريج تلامذة معهد

الآفاق في قصر الأونيسكو، شدد سماحته على أن علاقة الحزب مع حلفائه إستراتيجية ومنطقية وأرسخ بكثير مما يظنون، و"إذا كان البعض يراهن على مشاكل بيننا وبين حلفائنا نقول له: أنت تضيِّع وقتك وتتعب نفسك لأن علاقاتنا مع حلفائنا علاقات إستراتيجية، والحمد لله أحسنا اختيار حلفائنا كما أحسن حلفاؤنا أن يختارونا معهم، لأننا لا يمكن أن نفرط بعقدٍ ولا وعدٍ ولا التزام، نحن أصحاب الحق والاستقامة وسنبقى كذلك إن شاء الله تعالى".

من جهة أخرى، ذكّر الشيخ قاسم أن تقصير الحكومات السابقة

التي تتالت على لبنان، وتجاوزاتها المتراكمة تراكمت أمام هذه الحكومة، فلا يصح أن نحاسب هذه الحكومة على إساءات لسنوات وسنوات، بل يجب أن نحاسبها على الوقت الذي قضته، وعلى الإنجازات التي أنجزتها في هذه الفترة الزمنية القصيرة،مشيراً إلى أن المعترضون على هذه الحكومة يعرقلون ويشوشون ويصرخون ولكنهم لا يحملون مشروعاً، وفي كل الأحوال كانوا في السلطة وفشلوا، صراخهم لا يعفيهم من مسؤوليتهم عن ثلاثة أمورٍ ارتكبوها

بحق لبنان والمواطنين في لبنان: أولاً: هم سبب المديونية العالية التي تجاوز الستين مليار دولار، ثانياً: هم ارتكبوا مخالفات بحق القوانين اللبنانية، وهذه المخالفات لا زالت موجودة ومؤثرة في واقعنا، ثالثاً: هم تنازلوا عن قيادة لبنان لمصلحة مجلس الأمن وغير مجلس الأمن وحاولوا أن يأخذونا إلى ضياع لبنان.

على صعيد آخر قال سماحته : "كم هوَّلوا على لبنان بإسرائيل، وقالوا لنا في الشوارع والبيوت وعبر وسائل الإعلام: إياكم أن تزعجوا إسرائيل، لأنها إن غضبت فلا يمكن

أن يرد أحدٌ غضبها، لكننا لم نرد عليهم، وقلنا لهم: سنقاوم ولو غضب العالم بأسره فنحن وأهل العزة ولا يمكن أن نقبل باحتلال الأرض.

وتساءل الشيخ قاسم : "كيف يقبلون بهذه المقاومة وهم أرادوا إنهاءها، ابتدعوا كل الوسائل لضرب المقاومة، لم يبق مركز دراسات في الغرب وفي أمريكا وفي إسرائيل إلاَّ ودرس كيف يمكن القضاء على المقاومة، استخدموا الخارج والداخل لضرب المقاومة، وشنوا اعتداءات

إسرائيلية بأشكال مختلفة وأزمنة مختلفة " وتابع " أقول لهم: لن تنفع تهديدات العقوبات بحق لبنان، ولا التهويل بالحكومة وعلى الحكومة، ولا باستدراج الضغوطات الأجنبية والتصريحات المكثفة للسفراء والمبعوثين الأجانب، إذ لا يمكن المساومة على سيادة لبنان وتحرير أرضه وكرامة وحرية مواطنيه، ولا يمكن الموافقة على خيارات تُخضع لبنان للمشروع الإسرائيلي الأمريكي".

و شدد سماحته على أن ثلاثي القوة: الجيش والشعب والمقاومة سيبقى متماسكاً عصياً على المشروع الأمريكي الإسرائيلي وأتباعه .