منذ نشأتنا وبداية وَعْينا ونحن نشهد اعتداءات يومية إسرائيلية مختلفة في البر والبحر والجو والجاسوسية، وعددُ ذلك يصعب إحصاؤه.
آنذاك أدمنَّا عدم الأمان، فالطيـــران الإسرائيلي نراه يومياً يخرق جدار الصـــوت لدرجة أن غيابه كان يُشعرنا أن هناك شيئاً غيــر طبيعي قد حصل!
وكان وقوع القتل علينا وارداً كل يوم، وكذلك الخطف وشتى أنواع الاعتداءات، حتى للمزارعين في حقولهم والرعاة في مسارهم، ولا ننسى الإنزالات الليلية على الهضاب والشواطئ، تشهد على ذلك الناعمة والرميلة والدامور وعدلون والقاسمية وغيرها... فضلاً عن أمور عرفناها وشاهدنا آثارها عندما كنا أطفالاً، أما ما لا نعلمه أو لا نذكره فلا شك في أنه أضعاف ذلك.
لم نشعر بالأمان إلا عندما أصبحت المقاومة إسلامية، الفريدة والنموذج في كل أدائها، تُخطط وتبادر وترد وتقتحم وتخيف وتهدد وتأسر... ويحسب لها ولنا حساب.
فقط مع «عهد المقاومة» أحسسنا بإنسانيتنا حقاً وبحقنا في الحياة بعيداً عن الأغنية المملة لحقوق الإنسان والمستوردة والسخيفة والمنتهية الفعلية... أحسسنا أننا بشر أصبحنا نكتب تاريخنا ونصنعه كسائر شعوب الأرض المحترمة، وفرضنا احترامنا على الآخرين... لذا أصبحت المقاومة لنا حاجة بل ضرورة بل نكون إذا كانت، وإن لم تكن فلا نكون.