وفد اتحادعلماء المسلمين نجح في إخماد الفتنة بين القرغيز والأوزبك
علي القرة داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عقب عودته من قرغيزستان:وفد علماء المسلمين نجح في إخماد الفتنة بين القرغيز والأوزبك٢٠١٠-٠٧-٢٠
علي القرة داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عقب عودته من قرغيزستان:وفد علماء المسلمين نجح في إخماد الفتنة بين القرغيز والأوزبك٢٠١٠-٠٧-٢٠
قال الدكتور علي القرة داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن وفد الاتحاد إلى قرغيزستان نجح في إجراء المصالحة بين قوميتي القرغيز والاوزبك، وتم الاتفاق مع الحكومة وزعماء القبائل والعشائر على إنشاء صندوق لتعويض المتضررين وتحقيق العدالة والتركيز على التنمية والتعمير. وأوضح د. علي القرة داغي في مؤتمر صحفي عقده الاثنين ١٩/٧/٢٠١٠ أن وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وجد قبولا كبيرا من الحكومة ومن الأهالي الأمر الذي سهل مهمة الوفد في إجراء الصلح في أسرع وقت. وشرح في المؤتمر الصحفي الجهود التي بذلها وفد العلماء. وقال إنه قبل أربعين يوما حدثت فتنة ومشاكل كبيرة جدا في جنوب قرغيزيا في منطقتين كبيرتين هما منطقتا اوش وجلال آباد اللتان تسكنهما قوميتا القرغيز والاوزبك وراح ضحية الفتنة مئات من القتلی وآلاف من الجرحى وتم حرق نحو ١٠ آلاف منزل بجانب خراب في المنطقة. وقال إنه بسبب هذه الأزمة القبلية دعت الحكومة في قرغيزيا إلى الاستعانة بدول الجوار لإخماد الفتنة، وأشار إلى أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الدكتور يوسف القرضاوي قد أصدر بيانا حول هذه القضية معربا في البيان عن استعداد الاتحاد لإرسال وفد للمصالحة، وجاء الرد عندما كان الاتحاد في اجتماع ثالث للجمعية العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حيث رد نائب رئيسة الجمهورية السيد عمر بك علی البيان برسالة أرسلها إلى الشيخ يوسف القرضاوي أبدى فيها استعداده الكامل لاستقبال وفد علماء المسلمين. وأشار د. القرة داغي إلى أن وفد علماء المسلمين إلى قرغيزيا تشكل من الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وضم الوفد عشرة من العلماء، من مصر ( عميد كلية الشريعة السابق الشيخ طلعت)، وعدد من العلماء من المملكة العربية السعودية من بينهم الشيخ موسى شريف ومن قطر د. علي القرة داغي والشيخ مصطفی الصيرفي ومن تركيا فضيلة الشيخ حمدي أصلان وعلماء من بعض المناطق الإسلامية مثل انقوشيا وروسيا إضافة إلى وفد إعلامي برئاسة د.علي حسن دبا. وقال إن الوفد الذي رأسه بتكليف من الدكتور القرضاوي ومن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وصل إلى قرغيزيا فجر الخميس الماضي وباشر مهمته فورا.. واشار في هذه الاثناء إلى أن الوفد وحتى ينجح في مهمته اعتمد على عدد من العلماء في تهيئة الاجواء المناسبة مستفيدين من خدمات مكتب الندوة العالمية للشباب الاسلامي حيث قام مدير المكتب بالاستعدادات اللازمة بعدها اصبحت الاجواء مناسبة لوصول وفد علماء المسلمين إلى قرقيزيا. وقال إن كبار المسؤولين في قرغيزيا كانوا في استقبال الوفد على الرغم من الوصول في ساعة متأخرة ثم تمت مقابلة وزير الخارجية وتم بحث القضية معه وقام عقب اللقاء بالتوجيه بإعطاء تأشيرة الدخول لكل العرب من المطار وهو إجراء لم يحدث من قبل وذلك تكريما لوفد علماء المسلمين.. ووصف د. القرة داغي لقاءهم بوزير الخارجية بأنه كان صريحا وواضحا في عدد من الامور من بينها مطالبة الحكومة ان تقوم بدورها في تحقيق العدالة ومعاقبة المتسببين في هذه الفتنة.. واقترح الوفد تأسيس صندوق مالي تشارك فيه الدولة القرغيزية على الرغم من ان لديها مشاكل اقتصادية موروثة من الحكومة السابقة بسبب الفساد المالي من قبل الرئيس السابق كما قال المسؤولون الحاليون. وذكر د. القرة داغي أن وفد علماء المسلمين التقى فيما بعد برئيسة الجمهورية السيدة روزا ووصف اللقاء ايضا بانه كان صريحا ومثمرا حيث تمت مناقشة كل التفاصيل الخاصة بوساطة العلماء المسلمين وقامت من ناحيتها بإعطاء الوفد تفاصيل حول المشكلة وقالت إن قرغيزيا بحاجة إلى هذا الوفد لأن الأمر في غاية الخطورة وشددت على ضرورة اصلاح ذات البين وتهدئة النفوس بين الاطراف التي وقعت بينها الفتنة.. كما أعربت رئيسة الجمهورية عن خشيتها من تجدد الاضطرابات مرة أخرى خاصة وان يوم السبت الماضي صادف الذكری الاربعينية لموتى الاحداث وحسب معلومات الحكومة كان هناك من يعدون العدة لإثارة الفتنة في الذكرى الاربعينية. وقال ان الوفد الاسلامي التقى بالسيد عمر بك بكتاييف نائب رئيس الجمهورية وهو من المتوقع ان يكون رئيس الجمهورية اذ انه تم ترشيحه وحزبه يشكل الاغلبية وقال ان اللقاء مع هذا الاخير هو ايضا كان مثمرا واضاف ان وفد العلماء نظم غداء وعشاء عمل حضرهما كبار المسؤولين في قرغيزيا حيث تم تداول المشكلة والاستماع إلى الاطراف الاخرى ذات الصلة بالقضية وذلك تمهيدا للحديث حول المصالحة مع الاطراف المتنازعة وقال د. القرة داغي إنني في هذه اللقاءات قلت أربع موجهات أساسية للمصالحة منها ضرورة الأخذ بالعدل والأخذ بالحكمة وتشجيع العلماء الموجودين على التركيز على التوعية بالجوانب الدينية والإيمانية والأمر الرابع انشاء صندوق للمتضررين لتعويضهم بقدر الامكان بما يجبر ضررهم وان الاتحاد العام لعلماء المسلمين اذا تمت المصالحة فإنه سيساهم في هذا الصندوق بقدر ما يمكن وسيصدر الاتحاد بيانا يناشد فيه دعم هذا الصندوق لتعويض المتضررين واغاثة المنكوبين واعادة التعمير والتنمية في هذه المنطقة التي نكبت بالمشكلة. وقال إن الوفد ذهب صباح الجمعة الماضية إلى منطقة اوش وهي منطقة في غاية من الاهمية وهي التي حدثت فيها الفتنة الكبرى حيث تم اللقاء مع الاهالي هناك كما تم لقاء رؤساء العشائر وقد تم جمع اكثر من ١٠٠٠ شخصية في مسرح المدينة حضروا لقاء رؤساء العشائر.. وفي هذه الاثناء قال الدكتور القرة داغي انه القى كلمة حول الفتنة تضمنت الجوانب الروحية والايمانية والجوانب المصلحية والقيم الاسلامية التي تجمع ولا تفرق على عكس القيم القبلية التي تفرق ولا تجمع وقد أثرت الكلمة في الحضور الذين بكوا بكاء شديدا جدا وقال د. القرة داغي لهم هل تحبون عندما تكونون عند حوض الكوثر ان يستقبلكم الرسول، (ص)، ويعطيكم شربة ماء لا تظمأون بعدها قالوا نعم قلت لهم اذن تصالحوا فبكوا بكاء شديدا ثم تصافح ١٠٠٠ شخص فيما بينهم وقد وصف د. القرة داغي هذا الموقف بانه موقف رهيب ظهر فيه الصفاء والايمان بشكل بارز جدا وعقب هذا الموقف اخذنا منهم العهد وعاهدوا الله على ذلك وتم الصلح بين ١٠٠٠ شخص من القبيلتين. واشار إلى انه بعد الصلح تم توزيع العلماء الثمانية الذين كانوا يرافقون د. القرة داغي وطافوا علي القرى وقابلوا رؤساءها والمواطنين.. وقال انه ذهب إلى منطقة وصلى الجمعة بالناس وحضر الصلاة نحو ٣٠٠٠ شخص كما تم الالتقاء بأهل عدد من المدن الكبيرة وبلغ عدد المناطق التي تمت تغطيتها نحو الـ ٣٠ منطقة وخلال الخطب في هذه المناطق تأثر الناس وفي هذه الاثناء قال د. القرة داغي: لم ار شعبا مثل الشعب القرغيزي يتأثرون بما يقال لهم بسبب صفاء انفسهم وقال ان المخاوف التي شكوا منها الاهالي هناك تتمثل في تكرار الفتنة في منطقة جلال اباد ومن اجل ذلك تم اللقاء بـ ١٥٠٠ شخصية مع محافظ المنطقة وقد انتهى اللقاء ايضا بالبكاء والتصالح والاتفاق على العدل والحكمة وصندوق دعم المتضررين وأكد الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ان الفتنة اخمدت في جلال اباد وتم التصالح إلا ان الاضرار حاصلة إذ انه بسبب الفتنة فقد دمر نحو ١١ الف منزل تحتاج إلى البناء خاصة وانهم يمضون نحو الشتاء ودرجة الحرارة تصل نحو ٤٠ درجة تحت الصفر.. وفي هذه الاثناء وجه الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين باسم الاتحاد النداء إلى الحكومات الإسلامية وإلى منظمة المؤتمر الاسلامي وخاصة أمينها العام الدكتور اكمل الدين احسان اوغلو وكذلك منظمات الاغاثة الاسلامية والعربية ان يشاركوا في تعمير هذه المنطقة قبل حلول الشتاء تفاديا لاية مشكلات أخرى وقال في هذه الصدد انه يجوز دفع الزكاة والصدقات والاوقاف وحتى الاموال التي تؤخذ من الاموال المشبوهة يجوز التصدق لهم بها والصدقة لها أجران أجر الصدقة والزكاة وأجر الصلح وإصلاح ذات البين. وقال إنه بعد عملية الصلح استقبلت الحكومة القرغيزية وفد العلماء المسلمين وأقامت لهم عشاء عمل وتكريم حضره نائب رئيسة الجمهورية، وأكد هذا الأخير أن تدخل وفد العلماء انقذ القرغيز من كارثة وقالوا انتم اول وفد عربي وإسلامي يصل بشأن المشكلة. وذكر الأمين العام للاتحاد العام للعلماء المسلمين أنهم أشادوا بدور قطر وما بذلته من مجهودات لتحقيق الأمن والاستقرار في دارفور وأشار في هذه الأثناء إلى أن رئيس الاتحاد والامين العام للاتحاد وغيرهما من قطر، ونقل الامين العام إشادة الحكومة القرغيزية بدور قطر في تحقيق السلام في العديد من المناطق، وقال وزير الشباب في قرغيزيا انه زار قطر اثناء دورة الاسياد الرياضية وتمنى أن يزور قطر ويلتقي بالمسؤولين فيها وبهذه المناسبة وجه الدكتور القرة داغي النداء إلى المختصين في وزارة الخارجية لتحقيق رغبة وزير الشباب القرغيزي وتركيز اهتمامهم بالقضية القرغيزية مثل اهتمامهم بقضايا دارفور ولبنان وغيرها من البؤر الساخنة. وقال الامين العام للاتحاد إن هذا الأخير يتوقع دورا قطريا متعاظما في هذه المشكلة واشار إلى أن الاتحاد سيجري اتصالات مباشرة بالمختصين في وزارة الخارجية. ووجه الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدعوة إلى مصر والعراق والكويت والبحرين وكافة الدول الخليج الفارسي وسوريا والمملكة العربية السعودية ودول المغرب العربي إلى أن ينفتحوا على الدولة الفتية قرغيزستان وقال إنهم بصدد إصدار دستور يعترف لأول مرة بحرية الاديان والدعوة إلى الله والعمل الإسلامي المعتدل الهادف وقال ان الفرصة الآن لخدمة القرغيز الذين عاشوا في ظل الاتحاد السوفيتي نحو ٧٠ سنة لم يبق فيهم إلا صفاء أنفسهم والطاقة الايمانية في قلوبهم. وقال ان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تبرع لصندوق المتضررين بـ ١٠٠ ألف دولار وقال في هذا الصدد إن بناء البيت في قرغيزستان يكلف ٤ الاف دولار ووفقا لذلك فإن الاتحاد سيبدأ في بناء ٢٥ منزلا وذكر ان الاتحاد قام بدفع تكاليف كل الولائم التي اقيمت من اجل الصلح على الرغم من انهم كرماء جدا وفي رده على سؤال عما اذا كان الصلح تمت كتابته وعن الضمانات لبقاء هذا الصلح؟، قال د. القرة داغي كنا نريد ان نكتب الصلح لكننا اكتفينا بالتعاهد من قبلهم وترك الامر إلى الحكومة لمعالجة الامر على ما اتفقنا عليه وقال ان الاتحاد سيتابع الاتفاق مع الحكومة والاهالي وشدد على ضرورة دعم الصلح ماديا ومعنويا من خلال زيارتهم في شهر رمضان المقبل للاشراف على بناء ما دمرته الفتنة مستعينين ببعض الجمعيات المحترفة التي تعمل هناك كما اتفقنا مع بعض العلماء هناك ان ينضموا إلى الاتحاد وان يكونوا فرعا في هذه المنطقة. وفي حديثه عن أسباب المشكلة أشار د. القرة داغي إلى البعد الخارجي من بعض الدول لزعزعة استقرار هذه الجمهورية المستقلة حتى تحس بحاجتها إلى دول كبرى او دول صغرى لان قرغيزيا فيها حكومة سابقة فتحت المجال لقواعد عسكرية روسية واميركية وهذه المصالح المتعارضة داخل بلد واحد تعد أحد الأسباب.