تاريخ النشر2010 22 September ساعة 09:35
رقم : 26453

علماء وساسة مصريون: بدون وحدة المسلمين لن يتحرر الأقصى

قال العلماء في ذكرى الحدث الجلل إن حريق المسجد الأقصى الذي حدث منذ أكثر من أربعين عاما وما تلاه من تعديات وحفريات أسفله للتقويض المسجد وإنشاء هيكل سليمان المزعوم هو عبارة عن حلقة من حلقات الهجمة الاستئصالية التي يتعرض لها الإسلام في العالم.
علماء وساسة مصريون: بدون وحدة المسلمين لن يتحرر الأقصى

وكالة أنباء التقریب (تنا) :
لقد جفت بقايا من دموعٍ كانت في عينيّ منذ الأمس القريب . !!أنظر وأنتظر . لعل الله يحدث بعد العسر ميسرة !!
فتتلألأ أنواري ، وتشع قناديلي ، وتشتعل مصابيحي !!أنتظر .. لحظة الإفراج ..والعودة من الأسر ..
وما ذلك على الله بعيد ..الأبيات السابقة يكاد ينطق بها كل حجر من حجارة الأقصى صباح كل يوم ولكن بلا شك فإن اليوم سيكون النشيج مختلفا حيث تحل علينا اليوم الواحد والعشرون من سبتمبر الذكرى المشئومة للحريق الذي أشعله صهيوني متعصب في المسجد الأقصى المبارك عام ١٩٦٩ .
وأتت فيه النيران على أجزاء كبيرة من المسجد ومنبر نور الدين محمود صلاح الدين الذي أمر بصناعته ليوضع في المسجد الأقصى بعد تحرير بيت المقدس من الصليبيين.
وطالبوا المسلمين التعامل مع الموضوع علي انه قضية نكون أو لا نكون وان نكون على استعداد كبير لاسترداد الأقصى بالأخذ بأسباب القوة والعملية العسكرية والاقتصادية ... والتفاصيل في السطور التالية :
حشد الجهود
بداية يقول الدكتور عبد المقصود باشا أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة عين شمس ان عالمية الرسالة المحمدية حقيقة يؤكدها القرآن الكريم في قوله تعالى : "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" وفي قوله تعالى: "وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً" .
وأكد ذلك أيضا الربط العقدي المعجز بين المسجد الحرام بمكة والمسجد الأقصى ببيت المقدس في قوله تعالى: "سبحان الذي أسري بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله".
وأضاف" إن الربط بين المسجدين له إيحاؤه وتأثيره في وعي المسلم ووجدانه بحيث لا تنفصل قدسية أحد المسجدين عن قدسية المسجد الآخر, ومن فرط في احدهما أوشك أن يفرط في الآخر مما يتطلب منا أن ندافع عن أقصانا الأسير فهو أمانة في رقابنا وإنا لمؤاخذون عنه إذا فرطنا أو تقاعسنا.
وأشار باشا إلى انه حينما تحل علينا ذكرى حريق المسجد الأقصى فإن ذلك يتطلب منا ان نحشد الجهود في مختلف الأصعدة من أجل استرداد الأقصى الأسير لأن هذا هو دأب الثابتين علي المبدأ واليقين فالثابتون علي المبدأ يظل الأقصى ماثلاً في أذهانهم من خلال عقيدتهم التي تفرض عليهم حمايته والنصرة له. وبين " انه اذا توقفنا أمام ما فعله العالم الغربي وعلى رأسهم أمريكا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر لوجدناهم دمروا بلاداً إسلامية بحثا عن تنظيم القاعدة الذي تثور حوله علامات استفهام كثيرة حول نشأته ودعمه من دول الغرب حتى وصل إلى المرحلة التي حارب فيها من دعموه وأوجدوه في قلب بلاد العرب والمسلمين من أجل زعزعة استقرارها وهدم أمنها".
مجرد ذكريات
ويقول د.طه أبو كريشة نائب رئيس جامعة الأزهر انه من المؤسف جداً أن تحولت العديد من قضايانا المصيرية إلى مجرد ذكريات ومناسبات ندلي فيها بأقوال ثم تمضي مع مرور الأيام دون نتيجة.
وأكد ان القضية هي قضية نكون أو لا نكون فالأمة الإسلامية تتعرض حاليا لهجمة استئصاليه خطيرة تريد أن تقتلع الإسلام من على وجه الأرض وما حدث ويحدث وسيحدث إنما هو ذلك المخطط الذي بدأ بشق العالم الإسلامي إلى نصفين بزرع ذلك الكيان المغتصب على الأرض الإسلامية وتلاها ما يتعرض له المسجد الأقصى ومدينة القدس من تعديات وتطهير للوجود الإسلامي منها لتكون مدينة يهودية خالصة.
وأوضح د.أبو كريشة انه ما أخذ بالقوة لا يؤخذ إلا بالقوة وعلى كل المسلمين في كل مكان أن يعوا هذه الحقيقة لأن القدس والأقصى مسؤولية كل مسلمي العالم وليس العرب والفلسطينيين فقط وعليهم أن يكونوا يداً واحدة لتحرير القدس والمسجد الأقصى بالقوة العسكرية والعلمية والاقتصادية والبشرية وليس بالمظاهرات واللافتات وغير ذلك يكون محسوباً علينا قبل أن يكون محسوباً لنا.
وطالب د.أبوكريشة المسلمين في العالم بالاستعداد لاسترداد القدس والمسجد الأقصى بالأخذ بأسباب العلم والقوة المنظمة الموحدة تحت راية واحدة ومستعدين لبذل الأموال والأنفس فداء لأعظم المقدسات الإسلامية بعد البيت الحرام.
حادث مأساوي
ويقول د.محمد رأفت عثمان العميد الأسبق لكلية الشريعة الإسلامية بالأزهر أن ذكرى الحريق الذي قام به اليهود والمتطرفون في المسجد الأقصى منذ عام ١٩٦٩ من الحوادث المأساوية في حياة الأمة الإسلامية التي وصل عددها الآن لأكثر من ١٤٠٠ مليون مسلم.
وأشار إلى أن هذا الحريق إذا نظرنا إليه من الناحية السياسية فبعد هذه السنين الطويلة من الصراع تحولت المسألة إلى مفاوضات ولقاءات في الوقت الذي ينهش فيه اليهود جسد المسجد الأقصى من خلال حفرياتهم التي يقومون بها بين الوقت والآخر أسفل حوائط وجدران المسجد وانغمسنا نحن في تلك اللقاءات التي يملؤها الخداع والزيف.
وأكد د .عثمان أن كل مسلم في العالم كله يستطيع أن يكون مؤثراً في الحفاظ على المقدسات الإسلامية وخاصة الأقصى الذي يتعرض للعدوان ليلاً ونهاراً بممارسة الضغوط السياسية والاقتصادية على ذلك الكيان الصهيوني ومن يقومون بدعمه من دول الغرب من خلال المقاطعة التجارية للمنتجات وفرض المزيد من القيود على العلاقات التجارية والاتفاقيات مع الدول التي تدعم إسرائيل.
وطالب المسلمين أن يلتفوا حول قناعة وتوجه فكري موحد لإنقاذ الأقصى من اليهود المختلين يكون مبنياً على قناعة ان المسجد الأقصى يمثل ذلك القلب من الجسد وليس أن تمر عليها الذكريات الأليمة تلو بعضها البعض بدون أن نتوقف عندها لإصلاح الأخطاء واستعادة الحقوق وترك المقدسات.
وقال إن هذه المسؤولية تقع في المقام الأول على السياسيين ورجال الحكم يليهم مباشرة الدعاة والوعاظ ورجال الإعلام الذين يقومون بتذكير الناس بقيمة المسجد الأقصى وأهميته وحقه علينا لا أن ننام ونرتاح وأولي القبلتين يتعرض لهذا الكم الفظيع من الانتهاكات.
إساءات متكررة
ويقول الشيخ فوزي الزفزاف عضو مجمع البحوث الإسلامية ماذا يبقي للمسلمين بعد الإساءات المتكررة للنبي صلى الله عليه واله وسلم وما يفعله اليهود الصهاينة في المسجد الأقصى من حفريات وتدمير بمدينة القدس لتغيير الطبيعة والهوية الإسلامية والعربية.
وطالب الزفزاف المسلمين بوقفة لدينهم يرضون بها ربهم بحيث تزال آثار العدوان عن المسجد وتتوقف الانتهاكات والحفريات التي يقوم بها الإسرائيليون بغية هدمه وإزالته وإقامة هيكل سليمان المزعوم مكانه.
وأكد أن المسلمين ينقصهم الآن الكلمة الموحدة التي توجه قواهم تجاه تحرير الأقصى والقدس, مشيراً إلى أن القادة والحكام عليهم دور كبير في ذلك وعليهم أن يوحدوا كلمتهم وينبذوا خلافاتهم ويوجهوا كل قواهم ودولهم وشعوبهم لقضية دينهم الأولى.

المصدر : التوافق
https://taghribnews.com/vdcbfab5.rhb0spukur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز