ويهدف القائمون على المعرض إلى التعريف بالمعاني المختلفة التي ترتبط بها منطقة العالم الإسلامي، من التجارب والأحداث والمشاعر والذكريات، كما يتاح للزائرين أن يتابعوا عبر أفلام الفيديو قصصا واقعية مختارة من الواقع المعيشي، إضافة إلى تصوير أحلام الشباب والفتيات في هذه المنطقة من دراسة وعمل وسفر وغير ذلك.
تقيم مؤسسات ثقافية يونانية في مدينة سالونيك عاصمة الشمال اليوناني معرض صور وأفلام فيديو عن وقائع يومية من العالم الإسلامي، وذلك بهدف تقريب فهم هذا العالم إلى الجمهور اليوناني. ويستمر المعرض الذي تعاونت فيه المؤسسات الثقافية اليونانية مع مصورين وفنانين من الشرق الأوسط وأوروبا حتى أواسط أكتوبر/تشرين الأول القادم.
السيدة نينا كاسيانو المشرفة الفنية على المعرض قالت إن التجربة متنوعة، ففي إحدى فقرات المعرض يطلب الفنان الإيطالي بيير جورجيو من مواطنين لبنانيين يلتقيهم مصادفة في الشوارع أن يحكوا له أمام الكاميرا -بعيون مغمضة- عن أحلامهم حول مستقبل بلدهم، ورؤيتهم لمتى وكيف يمكن تحقيق هذه الأحلام.
أما تجربة الفنان التركي ألب سيم فقد تركزت -حسب كاسيانو- على علاقة المكان بالزمن الماضي، ففي سلسلة بعنوان "إسطنبول" يصور الفنان المدينة -مسقط رأسه- مركزا لما يعده اللحظات الإنسانية البسيطة والبريئة، وهي التي عادة تنساها وسائل الإعلام ولا تركز عليها كثيرا لانشغالها باللحظات العظمى والأكثر أهمية.
ومن إيران نقلت الفنانة البولونية أنيتا أندريجيسكا مجموعة من الصور بعنوان "نور من إيران، روح إيران"
وتعرض مجموعة "ميلتي ميديا + برنت" صورا عن غزة بعنوان "غزة في أيامنا هذه"، وفيها يظهر القطاع المحاصر وهو يتعرض للقصف أثناء العدوان الإسرائيلي نهاية العام ٢٠٠٨، يتخلل الصور مشاهد من الحياة اليومية التي تظهر تمسك أهل القطاع بالحياة فيه والإصرار على الأمل والاحتجاج على الواقع.
ويعرض الفنان الفرنسي روبرت هولندن فيلم فيديو قصيرا بعنوان "عروس لبنانية" مستوحى من الثوب الذي ترتديه المرأة الشرقية يوم عرسها، وذلك وفقا لتقاليد المنطقة وعاداتها وشرائعها.
ويصور الفيديو منظرا وحيدا، وهو دمية في شكل عروس تلبس فستان العرس وتدور بشكل دائم حول نفسها، لكن وجهها لا يظهر في الفيديو، ولعله بهذا أراد أن يعمم المعنى على جميع فئات المنطقة دون تخصيص أو حجب أي فئة.
أما الفنانة الألمانية ذات الأصل المصري سوزان هفونة فقد ساهمت بفيلم فيديو يمثل ٨٠ شخصية من مدينة القاهرة، تم انتقاؤهم عرضيا من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية.
وفي الفيديو يردد هؤلاء كلمة واحدة هي كلمة "أنا" باللغتين العربية والألمانية، وتقول كاسيانو إن الفنانة التي تشعر بالانتماء إلى كلا المجتمعين العربي والألماني تحاول أن تظهر المشترك الثقافي بين المجتمعات من خلال التعبير المتقارب عن الذات والتعريف بالنفس.